ذوق فني
الذوق الفنّي أو الذوق الجمالي هو الإحساس المرافق لسياقات فنّية أو جمالية؛ ويوصف كذلك بحاسة الذوق بدلاً عن الحواس المُستخدمة في تأمل الفنون الجميلة (كحاسة البصر في الفنون المرئية أو حاسة السمع في الموسيقى). في المفردات اللغوية للنقد الفنّي، من المعتاد نقل الإحساس من بعض مناطق الإدراك الحسي ذات الخصائص الحسّية المحددة إلى مناطق أخرى (مثلاً، في فن الأكل عند تذوّق النبيذ وصناعة العطور تُستخدم مفردات لغويّة خيالية بشكل كبير لا تقتصر على الرائحة والطعم)، وهذا ما يسمّى في بعض الحالات إطلاقا بالتصاحب الحسّيّ (حالة موجودة عند بعض الفنانين، لا سيما الفنان الروسي كاندينسكي).
وجب الاعتراف أن الذوق متغير، ليس وجهة نظر عالمية بل نظرة خاصة لكل شخص، وعلى الرغم مما قالوه في هذا الشأن: “في التنوع يكمن الذوق”، “للأذواق أوجدت الألوان”، “لا شجار من أجل الأذواق” إلا أنهم أنشأوا تلك الهرمية التقليدية أو التحكيم أو التقييم الذي تخضع له الأذواق، فولّد مفاهيم متضادّة وأوجد ما يُسمى “الذوق الجيد” و”الذوق السيء”. ومن وجهة نظر نخبوية، ظهر ما يُسمى “الكيتسش” أي الذوق السيء الذي تُنعت به الانتاجات الفنية الشعبية، المبتذلة أو الهابطة. وكانت قد طُبّقت معايير مماثلة في العصر الروماني القديم، حين عيّن تاسيتس، مؤرخ ورئيس قضاة أحد المقاطعات الرومانية، بيترونيو حَكَم الأناقة (arbiter elegantiæ).
أعضاء مجتمع هواة التأنق 1777
لكل نظرية فنية تطبيقها الفردي أو الاجتماعي في الذوق عند الحديث عن وجهات نظر تقيميّة (الحكم على الجمالية)؛ ويكمن تطبيقها المهني في النقد الفنيّ الذي يخرج أعمالا فنية تعتمد على خصائص تابعة لمدرسة أو حركة فنيّة محددة أو من خلال أسلوبٍ فنيّ أكثر شمولاً. وليس العمل الفنيّ بحد ذاته هو ما يؤُخذ بعين الإعتبار عند الحديث عن ذوق الفنان، وإنّما خبراته أيضاً تلعب دوراً هاماً في تحديد الذوق الذي يخص العمل الفني، خصوصاً في تجلّياته الأكثر تطرّفاً وتناقضاً كـ الفن الأكاديمي، والفن والأدب البوهيمي الذي كانت الحياة الغجرية شرارة انطلاقته، وأخيراً الفن التحريضي).