كيفيه قياس قوه الزلازال
اعتمد علماء الفلك قديماً على استعمال العديد من الوسائل لتحديد مقياسين أساسيّين لوصف حجم الزلزال وقوّته وشدّته، الأول هو مقياس شدة الزلزال؛ وهو مقياس يقيس درجة اهتزاز الزلازل في مكان معين، وذلك بملاحظة الأضرار الناجمة عنه، ومع تطوّر أجهزة قياس الهزّات، أصبح بالإمكان قياس الحركات الأرضية عن طريق الأجهزة، وهذا ما يُطلَق عليه مقياس قوة الزلزال، وهو مقياس كميّ يُقدّر مقدار الطاقة المتحررة من الزلزال، ويعتمد هذا المقياس بشكل أساسي على البيانات المأخوذة من السجلات الزلزالية، وفيما يأتي بيان لهذين المقياسين بشكل مُفصَّل:[٥] مقاييس الشِّدة: استُخدِم مقياس قوة اهتزاز الزلزال لرسم خرائط توضّح الآثار الناجمة عن حدوث الزلزال، وتحديد المناطق الأكثر ضرراً وما تسمّى بمناطق الشدة، حيث تكون المنطقة الأكثر شدّةً هي المنطقة الأقرب إلى مركز الاهتزاز الأرضي الأكبر، الذي غالباً ما يكون هو نفسه المركز السطحي للزلزال، وبحلول عام 1902م طوّر العالم جوزيف ميركالي جهازاً أكثر دقة لقياس شدة الزلازل وقد أطلق عليه مقياس الشدة المعتدل، واستمر استخدام هذا الجهاز حتى وقتنا الحالي. وعلى الرغم من أنّ مقاييس الشدة تزوّد العلماء بمعلومات لمقارنة قوة الزلازل، إلا أنّها تُظهر بعض العيوب، حيث إنّ هذه المقاييس تهتم بشكل أساسي بالدّمار والآثار التي تخلفها الزلزال، والتي لا تعتمد على قوة الاهتزاز الأرضي فقط، بل تعتمد على عوامل أخرى، مثل: طبيعة المواد السطحية، وتصميم الأبنية المحيطة. مقاييس قوة الزلازل: نظراً للعيوب التي ظهرت في مقاييس الشدة، ظهرت الحاجة إلى إجراء مقارنة أكثر دقة بين الزلازل، بحيث لا تعتمد على عوامل أخرى غير قوة الاهتزاز الأرضي، لذا تمّ ابتكار ما يُسمّى بمقياس ريختر الذي يقيس قوة الزلازل بواسطة السجلات الزلزالية، كما يحسب مقدار التناقص في سعة الموجة مع تزايد المسافة، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لمقياس ريختر إلا أنه لم يكن مقياساً جيداً لقياس قوة الزلازل الكبيرة؛ إذ إنه لا يستطيع المقارنة فيما بينها؛ فعلى سبيل المثال، باستخدام مقياس ريختر تبين أن قوة كل من زلزال سان فرانسيسكو عام 1906م، وزلزال ألاسكا عام 1964م، تُظهران مقدار القوة نفسه، إلا أنّ زلزال ألاسكا أطلق طاقة أكبر بكثير من زلزال سان فرانسيسكو، لذلك ابتكر العلماء فيما بعد مقياساً لتحديد الطاقة المنطلقة من سطح الصدع بأكمله، وقد أُطلِق عليه مقياس قوة اللحظة، ويُعدّ هذا المقياس أفضل لقياس قوة الزلازل الكبيرة، وقد استخدم العلماء مقياس قوة اللحظة لقياس قوة الزلازل الكبيرة التي قيست بمقياس ريختر، وتبيّن وجود فرق في القياسات؛ حيث أظهر زلزال ألاسكا قوّةً بمقدار 9.2 درجة بدلاً من 8.3 درجة على مقياس ريختر.