أساطير اليونان والرومان

في مغامرة أسطورية ممتعة يخوض د. علاء صابر، مغامرة بحثية لجمع حكايات وأساطير من عوالم الشعبين اليوناني والروماني في كتابه “ٍأساطير اليونان والرومان”، وقد أثار  عالم الأساطير المؤلف لأنه عالم مليء بالمغامرات والقصص والحكايات الغريبة التي تستولي على لبَّ القارىء لما له من تشويق وإثارة تدفع المرء إلى البحث عن مثل هذه الروايات والقصص للاطلاع عليها والنهم منها. يقول : ” ومن هذا المنطلق وجدتني أهتم بتقديم الأساطير الخاصة باليونان والرومان ، لكي يتعرف القارئ العربي على الموروث الثقافي بهاتين الحضارتين من أساطير وحكايات شعبية ودينية.وفي البداية قمت بإعداد عدد لا بأس به من الأساطير اليونانية ووضعتها في كتاب يحمل عنوان “مغامرات أوديسيوس وأساطير يونانية أخرى”,وبعد الإنتهاء من هذا المؤلف وجدتني أهتم بإعداد عدد آخر من الأساطير ووضعها في كتاب يحمل عنوان:”أساطير اليونان والرومان”، سوف يطلّع القارئ على ما فيه من جهد في إعداد هذا العدد الكبير من الأساطير.
وفي هذا الكتاب أضاف المؤلف العديد من الأساطير الرومانية التي لم يتطرق الكتاب الأول للحديث عنها,وشمل مجموعة أخرى جديدة خاصة بالأساطير اليونانية.
اشتمل هذا الكتاب على أربعةٍ وعشرين فصلاً تعرض في الفصول الثلاثة الأولى إلى مجموعة من الأساطير الرومانية,كان أهمها الحديث عن مغامرات إينياس وزيارته إلى العالم السّفلي وذهابه إلى إيطاليا،وتحدث عن الأساطير الشعبية التي شاعت عند اليونان والرومان,ثم خصص فصلين كاملين عن آلهة الاوليمبوس الثلاثة عشر الكبرى,وبعض الآلهة الرمزية مثل آلهةالعدالةوالشهرةوالشّقاق والوفاق والجوع والشهوة والفقروالفضيلة والصداقةوالحكمةوالنصر وغيرها.
وقد اعتمد الكاتب في إعداد هذا الكتاب على عدد من الكتب المهمة التي صدرت باللغة العربية في هذا المجال,وكان أهمها الكتابان المترجمان ؛ الأول : الأساطير الإغريقية والرومانية تأليف ب.كوملان وترجمة أحمد رضا محمد رضا. والثاني “عصر الأساطير” تأليف بلفنش وترجمة رشدي السيسي.وأيضا كتاب محمد صقر خفاجة وعبد اللطيف أحمد علي,أساطير اليونان,وبالإضافة إلى الكتب الثلاثة للأستاذ عبد المعطي شعراوي في الأساطير الإغريقية؛الكتاب الأول عن أساطير البشر. والثاني أساطير الآلهة الصغرى والثالث أساطير الآلهة الكبرى. وذلك بالإضافة إلى العديد من دوائر المعارف والقواميس الأجنبية.
تناول الكاتب في الفصل الأول “مغامرات إينياس ومسوخ النسنوس” وتكشف هذه الأسطورة عن مغامرات إينياس ابن فينوس حين أفرغ الحصان الخشبي ما في باطنه من الرجال المسلحين، وأسفر الأمر عن الاستيلاء على المدينة وحرقها، ثم توصل إينياس للفرار من مكان الدمار مع والده وزوجته وابنه الصغير. تشغل هذه الأسطورة الفصل الأول كله، وتنتهي بالكشف عن كيف طبق  اينياس تعليمات العرافة، وأرسلت أمه فينوس حمامتين تطيران أمامه وترشدانه إلى الطريق، فوجد شجرة اقتطف غصنها، وأسرع عائدا إلى العرافة.
وفي الفصل الذي يحمل عنوان ” طبقات الجحيم، سيبول العرافة”، يقدم المؤلف صورة لمناطق الموتى كما وصفها أحد الشعراء المثقفين المستنيرين، الذي استقى نظرياته عن أعظم الفلاسفة.
وتناول في فصل ” إينياس في إيطاليا” افتراق إينياس عن سيبول العرافة، وكيف لحق بأسطوله وأبحر في شواطئ إيطاليا، يخوض إينياس مغامرات كثيرة ومعارك وحروب ضد مسوخ النسنوس، ثم فتح بوابات يانوس، والعون الذي قدمه إله النهر لإينياس، يقول في نهاية الفصل: ” وهنا تنتهي قصيدة الإنيادة عندما يحصل إينياس بعد انتصاره على أعدائه على لافينيا عروسا له، وتضيف الرواية المتواترة أنه أسس مدينته، وسماها لافينيوم نسبة إلى عروسه.
وتحت عنوان “أساطير شعبية” يتناول المؤلف شخصيات اشتهرت في الأساطير، فيقدم بورتريه موجز عن كل منها مثل : ديدون ابنه بيلوس التي تزوجت كاهنا من كهنة هراكليس، وكان أغنى أغنياء الفينيقيين، وبعد موت زوجها تأخذ ثروته وتبحر في أسطول نحو جزيرة قبرص حيث خطفت خمسين فتاة وأهدتهن لأتباعها من الرجال، ثم مضت بجاليتها نحو ساحل أفريقيا وبنت مدينة قرطاجة. 
يقدم أيضا حكاية ميداس، بوكيس، هيرو ولياندير،كوكنوس، والأقزام، ويختم الفصل مع حكاية رومولوس وهيرسيليا. وتناول في الفصل الأخير أربع شخصيات أسطورية هي : يوروتس، يوفيموس، يومولبوس، يومينيديس أو ربات الغضب.
 
الجدير بالذكر أن كتاب ” أساطير اليونان والرومان”، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في نحو 250 صقحة 

Similar Posts