أهالى بورسعيد بعد «البطاقة الذكية»: الرغيف «صغر الربع»

أغلقت ثلاثة مخابز أبوابها، أمس الأول، فى أول أيام تطبيق نظام البطاقة الذكية فى بورسعيد، بعد اندلاع مشاجرات بين العاملين ومواطنين رافضين الشراء بالبطاقة، واشتكى عدد من الأهالى مما وصفوه بتضليلهم وتقلص وزن رغيف الخبز عما كان قبل تطبيق النظام الجديد.
وقال سيد فوزى، صاحب مخبز، إن مخابز «المطحن بحى الضواحى وهلالى، وشطا بحى العرب»، أغلقت أبوابها بسبب المشاجرات، لرفض المواطنين الشراء بالبطاقة الذكية، إضافة لغضبهم من تقلص وزن رغيف الخبز من 120 إلى 90 جراماً وفقدانه ربع وزنه. وأضاف أن المخبز فشل فى توزيع حصته فى أول أيام تطبيق نظام التوزيع بالبطاقة، موضحاً أنه تبقى لديه 13 جوال دقيق من أصل 30 جوالاً، وقال إن عجز التوزيع عاد عليه بالخسارة لتحمّله يومية العمال دون توزيع حصته بالكامل.
وأكد فوزى أن عدم قدرة الطبقة الفقيرة من بوابين وعمال بلدية وغيرهم على الشراء بالكميات اليومية، أثّر بالسلب على حركة البيع. وقال محمد عبدالفتاح، صاحب مخبز السيدة نفيسة بحى الزهور، إن الأهالى غير قادرين على استيعاب المنظومة الجديدة، وكان يجب على الوزارة إعطاء مهلة لهم حتى يتأقلموا مع المنظومة الجديدة، محذراً من أن الأفران فى طريقها للخسارة لرفض الكثير الشراء بسعر 35 قرشاً لعدم وجود بطاقة معهم. وطالب وزارة التموين باستبدال هذا النظام بآخر يفصل بين التوزيع والإنتاج، وقال: يمكن للوزارة أن تأخذ الخبز منى كجهة إنتاج وتبيعه بمعرفتها بدلاً من أن يصدروا أصحاب الأفران والعاملين فيها للمواطنين، مشيراً إلى أن أحد المواطنين ضرب عاملاً عنده واتهمهم بالتلاعب وسرقة الخبز.
وأكد عبدالفتاح أن المنظومة الجديدة رفعت سعر الدقيق 400 جنيه، فى حين أن جودة الدقيق قلّت بسبب استيراده من أوكرانيا، مشيراً إلى أنه حصل من المطاحن على أقل من حصته بـ20 جوالاً.
وشدد على ضرورة وجود الشرطة والجيش لحماية المواطن والأفران فى الأيام الأولى لتطبيق المنظومة الجديدة، مشيراً إلى أن ضباط الشرطة ردوا عليه بعد اعتداء المواطن على العامل قائلين إنهم لن يتدخلوا لأن المواطن عنده حق.
أما عن ردود الأفعال بين المواطنين، فقال عاطف محمود، حارس عمارة: أعمل هنا فى بورسعيد وأسرتى فى كفر الشيخ وتركت لهم البطاقة ليشتروا بها العيش وذهبت لشراء 10 أرغفة قالوا لى بـ3 جنيهات ونصف بدلاً من نصف جنيه.
ووصف عاطف «البطاقة الذكية» بأنه نظام غير مدروس ولا يراعى المواطنين الكادحين، وقال إن وزير التموين يعتقد أن كل أسرة تعيش فى مكان واحد، بينما الحقيقة أن الأسرة الواحدة يمكن أن تتفرق فى أكثر من محافظة.
وأوضح أن تطبيق «البطاقة الذكية» زاد الفقراء فقراً، قائلاً: «بعد أن كنا نشترى العيش لنأكله كأرخص طعام لنا، أصبح علينا الموت جوعاً أو سرقة لقمة العيش للحياة». وقالت ولاء الدسوقى، ربة منزل، إن العمل بالبطاقة الذكية تطور مطلوب فى مصر للحد من الاستهلاك الخاطئ للخبز، واستغلال البعض ببيعه أكثر من سعره الحقيقى، مشيرة إلى أن عدداً من الأهالى كانوا يستخدمون الخبز كطعام للأسماك، فيما يموت المواطنون من الزحام فى طوابير الأفران. وفى تصريح لـ«الوطن»، قال اللواء سماح قنديل، محافظ بورسعيد، إنهم رصدوا عدة مشاكل فى أول أيام تطبيق المنظومة، أبرزها قلق بعض المواطنين على حصتهم اليومية من الخبز، مضيفاً أن المحافظة حلت بعض المشاكل التقنية، وأنه تدخل لإعادة تشغيل كروت كانت توقفت لعدم استخدام المواطنين لها، كما أمر بتسهيل إصدار الكروت من خلال تقديم البطاقة الشخصية وصور شهادات ميلاد الأولاد.
وأكد قنديل أن وزير التموين سمح بحصول المواطن على حصة من الخبز لا تتجاوز 10 أرغفة يومياً لعدة أيام، مشيراً إلى أنه يبحث مع مديرية التموين استخدام بطاقة المفتش لتسهيل حصول العمالة غير البورسعيدية على الخبز، لأنهم طبقة فقيرة ولا تقدر على الشراء بالسعر المحرر.
وطالب المحافظ بعدم التسرع بالحكم على التجربة من المشاكل التى ظهرت فى أول يوم، وقال إن كل تجربة لها سلبياتها ولكننا مصرون على النجاح لصالح مصر، لافتاً إلى أن الأفران لم يكن عليها ضغط، مما يثبت أن أمس الأول كان بداية ناجحة للتجربة.

Similar Posts