إنسان آلى نباتى

بقلم/ مروان محمد
قد تكون طرفة إذا أخبرتك عن إنسان آلى نباتى يتغذى على أوراق الشجر و النباتات و الأخشاب و يستخدمه كوقود حيوى للقيام بمهامه و لتحريك آلاته الداخلية و قد تتصور أننى أهذى حينما أخبرك بهذا الأمر و تتصوره نوع من الخيال العلمى الغير مقبول و لكن فريقا من الباحثين الأمريكين يعكف حاليا على تطوير آلة لإمداد مركبة بالطاقة تقتات بجمع مواد مثل الخشب و ورق الأشجار و العشب و استخدامها كوقود حيوى لتشغيل محركاتها الذى يعمل بالبخار و الاسم الكامل لهذا الاختراع هو الإنسان الآلى التكتيكى المستقل طاقويا و هو من بنات أفكار شركة روبوتيك تكنولوجى فى واشنطن العاصمة, و حتى الآن يعد هذا الإنسان الآلى مجرد فكرة, لكن هناك نموذجا أوليا عاملا يجرى تطويره حاليا و ينظر إلى هذا البحث الممول جزئيا من قبل وكالة المشاريع البحثية المتقدمة بوزارة الدفاع الأمريكية كطريقة لمساعدة الجنود على تقليل اعتمادهم على إمدادت الوقود.
فهذا الإنسان الآلى على سبيل المثال يمكنه الطواف بحثا عن وقود حيوى فى الوقت الذى تكون فيه الوحدة المشاركة فى مهمة تتطلب تحملا لفترة طويلة فى حالة سكون ثم بعد ذلك يمكن استخدامه فى إعادة شحن الأجهزة الكهربائية أو حمل بعض المعدات أو نقل الجنود و يستخدم هذا الإنسان الآلى ذراعا روبوتية لجمع النباتات و تخضيرها حيث يقوم بتغذيتها عبر مفرمة فى غرفة احتراق بنظام الطرد المركزى فتشتعل هذه الغرفة و تسخن سلسلة من الأنانبيب الملتفة و تحتوى هذه الأنابيب على ماء لا أيونى و بينما يسخن الماء فى الأنانبيب الملتفة سخونة فائقة يتم تمرير الخار فى أنابيب إلى محرك بخارى نصف قطرى يتكون من 6 مكابس و يوقم البخار باإدارة الكهرباء فى بطاريات تشغ محركات كهربائية و هذه المحركات هى التى تسير الإنسان الآلى التكتيكى.
تم تصميم المحرك البخارى ليكون نظام حلقة مغلقة يتم فيه احتجاز الماء المنبعث من الأسطوانات من خلال منافذ العادم و تبريده فى وحدة تكثيف ثم تعيد هذه الودة تحويل البخار إلى ماء و هذا الماء يعاد حينئذ إلى غرفة الاحتراق بالإضافة إلى استخدام الكتلة الحيوية و يمكن أن يعمل محرك هذا الإنسان الآلى بالبنزين أو زيت الديزل او الكيروسين او زيت الطعام أو أى شىء مماثل و هذه القدرة على استهلاك تشكيلة كبيرة من أصناف الوقود ستكون مهمة إذا كانت المركبة نتقل عبر مناطق كالصحارى التى ربما لا يوجد بها نباتات و يتعين توفير وقود بديل.
من خلال برنامج للتعرف على الصور مرتبط بجهاز ليزر و كاميرا سيمكن الإنسان الآلى من التعرف على النباتات و الاوراق و الأشجار و يقدر روبرت فينكلستاين رئيس شركة روبوتيك تكنولوجى أن نحو 68 كيلوجراما من النباتات ستوفر للآلة كهرباء كافية كى تسير حوالى 160 كيلومترا و قد تسلمت الشركة أخيرا محرك الإنسان الآلى الذى قامت بتطويره شركة سايلكون باور تكنولوجى بولاية فلوريدا و أما المرحلة التالية فهى دمج تكنولوجيا الإنسان الآلى المستقل طاقويا فى مركبة عسكرية لإثبات نجاح الفكرة.
و لم يتقرر بعد نوع المركبة التى سيتم استخدامها على الرغم من احتمال ان تكون مركبة تسير على عجل متعددة الأغراض و ذات قابلية حركة عالية و هو النوع المعروف شيوعا باسم هامفى على أن يتم تعديل المركبة لتقود نفسها بنفسها تحت تحكم آلى, و يقول الدكتور روبرت فينكلستاين إنه على يقين من أنه بعد فترة من الاختبار فسوف يكون بالإمكان رؤية نموذج أولى من المركبة المجهزة بالإنسان الآلى التكتيكى يتصرف على نحو مستقل و يتجول بحلول العام 2013 و مثل هذه الآلة سكون مفيدة للغاية بالنسبة للجيش فنظرا لتحرر هذا الإنسان الآلى من الاعتماد على إمدادت الوقود الخارجية فإنه سيتمكن من أداء مهام استطلاع طويلة فى مناطق يمكن اعتارها أخطر من أن يغامر الجنود بالذهاب إليها و مثل هذه المهام يتم تنفيذه الآن من الجو باستخدام طائرات من دون طيار يتم التحكم فيها عن بعد و إن كان الاستطلاع على الأرض يمكنه من أن يوفر معلومات استخباراتية أعظم قيمة.
كما أن هناك تطبيقات مدنية محتملة لهذا الاختراع, و ذلك مثل تنفيذ دوريات فى الغابات على امتداد مساحات شاسعة من الأرض ربما يتعذر فيها الحصول على إمدادات الوقود التقليدية و إن كان يوجد فيها وفرة من الأخشاب و الأوراق و الأعشا تزود هذه الآلة بالكتلة الحيوية, كما يمكن أيضا أن تتجول نسخ زراعية من هذه الآلة فى المزارع باحثة عن الأعشاب بالضارة و أماكن وجود الحشرا و تغذى نفسها بنفسها و هى تمارس عملها و ستكون حينئذ عودة بشكل أو بآخر إلى يوم أن كانت المحركات البخارية القديمة تستخدم ذات مرة فى الحقول.

Similar Posts