الأسواق تترقب قرارات البنوك المركزية الكبري

توقعات باستمرار برامج شراء الأصول بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي 3.22 دولار سعر الرطل من النحاس في نهاية تعاملات الأسبوع
تراجعت البورصات الأمريكية والأوروبية خلال الجلسات الأخيرة للأسبوع الماضي رغم صعودها في الأيام الأولي من التداول بفعل انباء عن حالة ارتباك تسود النمو العالمي خلال الربع الأول في 2013 وهو ما بدد الآمال في الحصول علي دفعة معنوية تنعش الآمال في الخروج من الركود بحلول النصف الثاني من العام الحالي.
وأشار تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلي أن الضغوط تزايدت علي الاصول الخطرة بعد التحسن الذي طرأ عليها مع ورود بيانات جيدة من الشركات واستمرار الدعم المقدم من البنوك المركزية للأسواق.
وساهم في تخبط أسواق المال خلال الأيام الماضية الأداء الذي حققه الاقتصاد الامريكي حيث كان أضعف مما توقعه الخبراء خلال الاشهر الثلاث الأولي من 2013.
ووقعت أسواق العملات فريسة أيضاً للانباء السيئة خصوصاً بالنسبة للمضاربين في الدولار والين الياباني حيث تأثروا باستمرار السياسات النقدية دون تغيير من قبل طوكيو والبيانات الاقتصادية للاسواق الأخري.
وهبط مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم العالمية بنسية 0.3% في ختام تعاملات الاسبوع الماضي بينما هبط مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بنسبة 0.4% كما خسرت البورصات الآسيوية من قيمتها نحو 0.2% في مقابل 0.3% لمؤشر ستاندر آند بورز 500 الأمريكي.
وسط التركيز علي سعر صرف الين فقد حقق نموا 1% مقابل الدولار ليصل إلي 98.19 ين مقابل الدولار الواحد حيث كررت اليابان محاولات منع الين من تجاوز سعر الصرف الين مستوي 100 ين أمام الدولار ويتوقع الخبراء أن تفشل هذه الجهود بسبب عمليات جني أرباح خلال الايام المقبلة تؤدي لمزيد من التراجع لسعر الدولار حيث يرغب المضاربون الذين احتفظوا به لفترة طويلة للتخلص من معظم مخزوناتهم منه.
قال ديريك هالبني من بنك طوكيو ميتسوبيشي إن المسئولين عن البنك الياباني المركزي يعتقدون أنهم أعلنوا عن جميع الخطوات الضرورية من اجل التوصل إلي الخفض المستهدف للتضخم والمبالغ فيه ايضا.
واعربت البورصة اليابانية عن استيائها من الصعود القوي للين وظهر ذلك في تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.3% ختام تعاملات الخميس الماضي.
ويقر المستثمرون حاليا بأن البيانات السلبية عن الاقتصاد الامريكي وما حققه في الربع الأول من 2013 لن تنتهي سريعاً حيث تؤكد معظم المؤشرات علي مزيد من البطء في التعافي علي العكس مما كان يأمل الجميع أن يراه في هذه الفترة خصوصاً بعد التحسن الملحوظ في نتائج الأسهر الاخيرة من 2012.
ولم يفلح الاعلان عن ارتفاع مؤشر الانفاق الاستهلاكي أهم مصادر النمو الأمريكي خلال الربع الاول لاعلي مستوي منذ الربع الاخير من 2010 في استعادة ثقة المستثمرين حيث هبط مؤشر ثقة المستهلك في ابريل الحالي الدني مستوي له في الاشهر الثلاثة الاخيرة بحسب تقديرات مؤسسة تومسون رويترز.
وعوضت أرباح الشركات الجيدة خسائر أسهمها في أسواق المال نسبياً لكنها لم تعوضها عن استمرار التراجع الملحوظ في العائدات التي جاءت اقل بكثير من المنتظر.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن استمرار البنوك المركزية مثل الياباني والامريكي في برامج شراء الاصول عنصراً مهماً من اجل دعم اسواق المال مشيرة إلي أن التراجع في البورصة الامريكية كان محدودا بالمقارنة بسوء البيانات حيث يعتقد المضاربون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يستمر في التدخل في الأسواق نظرا لبطء الاقتصاد الأمريكي.
وفي أسواق السلع التي عانت طوال 2012 من ضعف الطلب تأثرت حركة الاسعار بأنباء تباطؤ الاقتصاد العالمي وتخفيض صندوق النقد الدولي توقعات النمو العالمي إلي 3.35% في العام الجاري.
وظهرت أعراض الازمة بوضوح علي سعر النحاس أحد أهم مكونات المنتجات الصناعية والذي تراجع لأقل من 3.3 دولار للرطل يوم الثلاثاء الماضي بسبب القلق من ضعف الطلب من الصين كبر مستهلك للخامات في العالم ولم يختلف الأمر كثيراً بنهاية الاسبوع حيث اختتم التعاملات بسعر 3.22 دولار للرطل مع عودة محدودة للرغبة في المخاطرة. وفي نفس السياق جاء أداء البترول الخام الذي هبط 1% ليسجل 102.39 دولار يوم الخميس.
كما هبط العائد علي سندات الخزانة الامريكية 4 نقاط أساسية بنسبة 1.66% مع ضعف الطلب علي المنتجات المالية ذات الدخل الثابت لما لها من حساسية خاصة بالنمو الاقتصادي.
وانتهي الاسبوع الماضي بتوقعات بلجوء البنك المركزي الأوروبي إلي خفض سعر الفائدة الاساسي خلال الفترة المقبلة لضخ مزيد من السيولة في جسد الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني من تداعيات اخطط التقشف الواسعة.

Similar Posts