الاسقاط

حيلة لا شعورية تتلخص في ان ينسب الشخص عيوبه ومناقصه ورغباته المستكرهة ومخاوفه المكبوتة التي لا يتعرف بها، الى غيره من الناس أو الأشياء أو القدر أو سوء الطالع وذلك تنزيهاً لنفسه وتخففاً مما يشعر به من القلق أو الخجل أو النقص أو الذنب فترى الكاذب أو الجحود أو الأناني أو المتعصب الذي لا يشعر بوجود هذه الصفات في نفسه ينسب الكذب أو الجحود أو الأنانية أو التعصب الى غيره.  والزواج الذي تنطوي نفسه على رغبة مكبوته في حياته يميل الى أتهام زوجته بالخيانة وكثيراً ما يكون أرتياب الفرد في الناس وعدم ثقته فيهم أسقاطاً والارتيابة في نفسه وعدم ثقته فيهم.  ومن مظاهر الأسقاط وعظ الناس وأرشادهم الى تقويم أنفسهم من عيوب يتسم بها الواعظ وهو لا يدري.  بل كثيراً ما يكون مفيداً أخطاء الناس دليلاً على عقدة ذنب … فبالاسقاط نحكم على أنفسنا حين نحكم على الغير … أنها أعترافات أكثر من ان تكون أتهامات.
والاسقاط واضح كل الوضوح في كثير من الأمراض العقلية اذا يسقط المريض رغباته الدفينة وشكوكه وكراهيته اللا شعورية على العالم الخارجي فيتخيل ألهه أنها صادرة موجودة في نفس الأخرين.  فقد تتهم المريضة رجلاً بأنه يحبها ويغازلها ويراسلها في حين أنها هي التي تحبه وتود ان تغازله وان تراسله. والأسقاط يؤدي غرضاً مزدوجاً: فيه تخفف من مشاعرنا ودوافعنا البغيضة ونعمى عن رؤية أنفسنا كما هي عليه في الواقع – لذا كان حيلة خداعية – كما أنه يجعلنا في حل من نقد الناس وأتهاماتهم والمبادرة الى لومهم قبل ان يلومونا .
 

Similar Posts