الرئيسية > ملفات وتقارير > تقارير التصويت الإلكتروني يُثير مخاوف ضباط الشرطة

مما لاشك فيه, أن ثورة 25 يناير كان من أهم أهدافها هو تحقيق المزيد من الديمقراطية, ومع التطور السريع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال ومن أهمها الانترنت, وأيضا مع كثرة المعوقات والمشاكل التي تشوب دائما العملية الانتخابية في مصر, والتي تؤدي في بعض الأحيان إلي التشكيك في نتائجها, ظهرت مطالب جادة تنادي بتطبيق نظام “التصويت  الالكتروني” في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر. ومن الجدير بالذكر هو أن رئاسة الجمهورية طالبت مؤخرا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتنفيذ مشروع التصويت الالكتروني في انتخابات مجلس الشعب القادمة, حتى يتمكن ذوي الإعاقة من المشاركة في التصويت في الانتخابات.
ولكن يري البعض أن تطبيق نظام التصويت الالكتروني علي نطاق واسع قد يصعب تنفيذه في الوقت الحالي, لأنة يحتاج إلي مجموعة من الإجراءات والتدابير, حيث أن تصميم نظام الكتروني يشمل قاعدة بيانات للناخبين والدوائر الانتخابية وعددهم يحتاج إلي وقت وجهد كبيرين لكي يخرج بالشكل المطلوب. وبالتالي يمكن أن يتم تطبيق نظام التصويت الالكتروني في البداية علي نطاق محدود مثل (انتخابات النقابات والنوادي واتحاد الطلاب بالجامعات).
وبالفعل في تجربة رائدة في تاريخ وزارة الداخلية المصرية, تم إجراء انتخابات أندية ضباط الشرطة الكترونيا, من خلال تطبيق نظام التصويت الالكتروني علي اختيار رؤساء وأعضاء مجالس إدارات أندية الشرطة. فقد تقدم أعضاء نادي ضباط الشرطة تحت التأسيس باقتراح جديد خاص بعملية الانتخابات والتصويت الالكتروني من خلال شبكة المعلومات الالكترونية لوزارة الداخلية, لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
وأعدت إدارة التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية دراسة مٌتكاملة استغرقت 40 يوما, لتدشين البرنامج الالكتروني للانتخابات, وإضافته علي شبكة معلومات الوزارة. حيث تم إعداد تطبيق الكتروني علي شبكة المعلومات, يتم من خلاله تسجيل جميع بيانات الضباط المُرشحين في الانتخابات عقب فحص أوراق ومستندات الترشح من قبل اللجنة العامة المختصة بذلك, والمنصوص عليه تشكيلها طبقا للقرار الوزاري رقم 370 لسنة 2013, كما نظمت الإدارة دورات تدريبية لضباط النظم والمعلومات بمديريات الأمن المختلفة, للإشراف علي العملية الانتخابية من خلال أجهزة الكمبيوتر في 608 لجنة إلكترونية علي مستوي الجمهورية.
ولكن بالرغم من أن تلك التجربة تعد بمثابة خطوة جادة نحو ترسيخ مبادئ الديمقراطية التي نادت بها ثورة 25 يناير, إلا أنها أثارت مخاوف العديد من الضباط الذين تشككوا في مدي شفافية الطريقة التي سيتم من خلالها فرز الأصوات وإعلان النتائج. خاصة بعد حالة التشتت التي انتابت كثير من ضباط الشرطة أثناء العملية الانتخابية, بسبب تعطل أجهزة الكمبيوتر في عدد من أقسام الشرطة, الأمر الذي أدي إلي تحويل مسار إجراء الانتخابات إلي مناطق أخري. ولكن أدي ذلك إلي عزوف كثير من الضباط عن الإدلاء بأصواتهم, لأن وكما نعلم جميعا أن وقت ضابط الشرطة ضيق للغاية نظرا لطبيعة عمله, وبالتالي كان من الصعب علي الكثير منهم الانتظار أو الانتقال لمكان أخر للإدلاء بأصواتهم.
وقد صرح مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية, أن الوزارة رصدت عدة مخالفات في بعض أقسام الشرطة في مختلف المحافظات خلال عملية التصويت الالكتروني, تمثلت في قيام عدد من الضباط بتجميع بطاقات الرقم القومي الخاصة بزملائهم, والقيام بالتصويت بها دون حضورهم.
إن كلمة “تجربة” تعني اختبار مُنظم لظاهرة أو ظواهر, يُراد ملاحظتها ملاحظة دقيقة ومنهجية للكشف عن نتيجة ما أو تحقيق غرض معين. ومن المعروف أن أي تجربة في أي مجال من مجالات الحياة, لابد وأن تحدث بها بعض الأخطاء, التي يتم تفاديها ومعالجتها مستقبلا. ونحن الآن في مرحلة تجربة “نظام التصويت الالكتروني في الانتخابات”, ومن الطبيعي أن تواجه تلك التجربة في البداية العديد من الأخطاء والمشاكل (التي قد تصل إلي حد عدم قبول المواطنين لهذا النظام), ولكن مع إصرارنا وتمسكنا بترسيخ مبادئ الديمقراطية في بلدنا التي نعتز بها, سوف ننجح في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير العظيمة.

Similar Posts