«الروبيكى» علامة تجارية مميزة دوليا.. المدابغ.. الانتقال الخامس بحثا عن العالمية

نقل مدابغ سور مجرى العيون إلى مدينة الجلود بمنطقة الروبيكى بمدينة بدر يمثل حكاية إصرار على دخول مصر مرحلة المدن الصناعية المتخصصة، ونجاح المحاولة الخامسة لنقل المدابغ التى بدأت منذ عهد المماليك بميدان باب الخلق ثم ميدان باب اللوق بشارع المدابغ حاليًا شارع شريف، لكن فى عام 1864 قرر الخديو إسماعيل نقل المدابغ إلى مدينة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة، وفي  1952 تقرر نقلها إلى منطقة البساتين لكن لم تكد تكتمل عملية النقل حتى بدأ التفكير فى الانتقال الخامس إلى منطقة الروبيكى ببدر فى 1995.
وعلى مدار 150 عاما من العمل فى سور مجرى العيون على مساحة 64.5 فدان تشمل 1066 ورشة لتصنيع الأحذية و1450 غرفة سكنية و250 محلاً أسفلها بلاعات صرف صناعى لأطنان الصبغات والكيماويات الناتجة عن هذه الصناعة تصب سمومها بباطن الأرض، أصبح الرحيل ضروريا بعد فقد الصناعة قدرتها على الاستمرار بالمنطقة  وانطلاق قطار الانتقال الجديد فى سبتمبر 2016 حتى منتصف 2017 لتسطر صناعة الجلود أسطورة جديدة فى مدينة بدر لنرى أكبر مجمع صناعى للصناعات الجلدية المتطورة على مساحة إجمالية 473 فدانا نحو 350 مليون قدم مربع  باستثمارات صناعية 5.8 مليار جنيه.      
المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة قال إن مدينة الجلود بالروبيكى تعد أحد أهم المدن الصناعية المتخصصة ليس محليا وإنما إقليميا وعالميا ..حيث تم تصميمها وفق أحدث المعايير الدولية بهدف تطوير صناعة الجلود الإستراتيجية بإقامة مصانع لإنتاج المصنوعات الجلدية  لزيادة القيمة المضافة للمنتج النهائى وعدم تصدير أى منتج خام ومما يسهم فى زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية فى السوقين المحلى والخارجى.
وأوضح المهندس ياسر المغربى المشرف على المشروع  أن المشروع يعد نقلة حضارية من الناحية البيئية حيث خلص القاهرة من منطقة عشوائية ملوثة للبيئة بعد تعويض أصحاب المدابغ والمصانع والورش بمساحات مضاعفة لهم فى المدينة الجديدة لنحو 80% من المصانع والورش وجار استكمال نقل الـ 20% المتبقية بهدف زيادة إنتاجية وتطوير صناعة الجلود التى تمثل واحدة من أهم الصناعات سواء للمستهلك المحلى أو الواعدة بزيادة صادراتها لنحو 350 مليون دولار سنويا وزيادة معدل النمو الصناعى بقطاع الجلود لنحو 10% سنوياً وتوفير نحو 25 ألف فرصة عمل مباشرة جديدة بالمشروع.
وأوضح: الصورة النهائية لإنشاء المدينة التى تتم على ثلاث مراحل  الأولى على مساحة 203 أفدنة حوالى 100 مليون قدم مربع تم الانتهاء منها بنسبة 100% سواء من أعمال الإنشاءات والتشغيل الفعلى لمحطات المعالجة، والمرحلة الثانية تبلغ 25% من المشروع حوالى 109 أفدنة نحو 80 مليون قدم مربع تم الانتهاء من أعمال المرافق بنسبة 100% ووحدات الدباغة والغراء، وتم الانتهاء من المدبغة النموذجية بالكامل وتضم المركز التكنولوجى الذى تم تجهيزه بأحدث الماكينات والمعدات المتخصصة فى هذه الصناعة، أما الثالثة فتبلغ 45% من إجمالى المشروع نحو 161 فدانا نحو 170 مليون قدم مربع والتى بدأت منذ الربع الثالث من العام الحالى تعاقداتها، وتستوعب إنشاء نحو 150 مصنعا للمنتجات الجلدية، وإنشاء 3 معامل لمصلحة الكيمياء لإجراء اختبارات الجلود والمياه والبيئة، ومركز صيانة معتمد لتوفير خدمات الصيانة الدورية للماكينات والمعدات داخل مدينة الروبيكى.
 
وأضاف أن تكلفة الماكينات والمعدات المتخصصة فى صناعة الدباغة بلغت نحو 100 مليون جنيه ، كما بلغ إجمالى المصانع المنتجة بالمدينة نحو 144 مصنعاً لنحو 124 مستثمرا منهم 83 مصنعا بدأت الإنتاج الفعلى لحوالى 68 مستثمرا، وهناك 61 مصنعا بدأت مراحل التشغيل الفعلى لنحو 56 مستثمر خلال يوليو المقبل، وهناك 28 مصنعا جديدا مخططا إدخالها مراحل التشغيل الفعلى قبل نهاية العام الحالي، مشيرا الى ان نسبة الزيادة فى الإنتاج من مجرى العيون إلى الروبيكى بلغت نحو 40%، موضحًا أنه تم توقيع عقد مع أكبر معرض عالمى للجلود يقام منذ 35 عاماً بهونج كونج، يزوره سنوياً نحو 60 ألف زائر، لتنظيم نسخة للمعرض فى الشرق الأوسط وإفريقيا خلال الفترة من 19- 21 يونيو 2020 بالقاهرة باسم مدينة الجلود بالروبيكى لتحويل اسم المدينة الى علامة تجارية مميزة.

Similar Posts