الهجرة القروية

الهجرة القروية هي مغادرة فرد أو مجموعة من الأفراد أو أسرة بكاملها مغادرة نهائية المجال القروي الذي تعيش و تشتغل فيه بصفة دائمة قصد الإستقرار في مجال آخر إما قروي أو حضري، و ذالك مهما كانت الأسباب إجتماعية أو إقتصادية، و مهما كانت الطرق اختيارية أو اضطرارية.
 
الأسباب الكامنة وراء تفشي هذه الظاهرة
و مرد هذه الظاهرة إلى الوضعية الغير المرضية التي يعرفها العالم القروي على صعيد التجهيزات الأساسية في مجالات الماء الصالح للشرب و الكهرباء و التطبيب و التربية و التكوين و الثقافة و البيئة العامة ، و كذا في وضعية العقارية غير الملائمة للاستثمار العقلاني للإنتاج الزراعي، وفي المستوى الضعيف للدخل الفردي في الوسط القروي .
 
ومهما كانت طبيعة هذه الأسباب، فإن الهجرة تفرغ البادية من قوتها البشرية الحية، مع ما لهذا من انعكاسات سواء على صعيد البوادي و الحواضر.
 
إنعكاساتها على القرية و المدينة
فعلى صعيد البوادي تتجلى هذه الإنعكاسات في ارتفاع سن أرباب الاستغلاليات الزراعية، و في السيادة التدريجية و المتنامية للعمل النسوي داخل البوادي، وفي عزوف الشباب، و خاصة المؤهلين منهم عن العمل في الوسط القروي.
 
أما على صعيد الحواضر فإن الهجرة القروية_ أمام انعدام أو قلة بنيات الاستقبال التي تتوفر عليها المدن _ تؤدي إلى تفاقم ظاهرة السكن غير اللائق، و إلى تعقد إشكالية تلبية الحاجات الأساسية للساكنة النازحة نحو المدن في مجالات الشغل و السكن و التطبيب و التمدرس و الماء الشروب و التطهير و تدبير النفايات و الجوانب البيئية المرتبطة بها. و لا غرو أن هذه الانعكاسات تؤدي إلى تطور البطالة و الإقتصاد غير المهيكل، و إلى نمو السكن غير اللائق، و بزوغ أشكال جديدة من الفقر يولدها الضغط على الإمكانات المتاحة للمدن الخاصة المتوسطة و الصغيرة منها؛ هذا فضلا عن تطور سلوكات غير متجانسة مع الوسط الحضري،و غيرمناسبة لتنمية بشرية و مجالية متوازنة كالجريمة و العنف ، و مختلف أنواع الإختلالات الاجتماعية.

Similar Posts