“الوطن” تنشر عرضا لكتاب أمريكي عن الإخوان: قطب أسس مرجعية التنظيمات الإرهابية

فيما تغض الإدارة الأمريكية الطرف عن النهج الغربي بمحاصرة جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، استقبلت الساحة الأمريكية طبعة جديدة لكتاب يسرد تاريخ جماعة الإخوان المسلمين للكاتبة الأمريكية “أليسون برجتر” تحت عنوان: “الإخوان المسلمون”: من المعارضة إلى السلطة”.

“الوطن”، تنشر عرضًا للطبعة الجديدة للكتاب والذي جاء في 300 صفحة عن جماعة الإخوان المسلمين.

تقول “أليسون” في الفصل الخامس من والذى جاء تحت عنوان: “الإخوان والعنف”: “لعل المسألة الأكثر إثارة للجدل ومطاردة الإخوان منذ تأسيسها وحتى الآن، هو علاقتها بالعنف، على الرغم من إدعائها السلمية، إلا أن منهجها هو فرض معتقداتها بالقوة سعيًا إلى إقامة دولة عالمية لاتراعي الحقوق والحريات”.

وتضيف: “الإخوان هم خير مثال لـ”الإسلاموفاشيست”، وهي الجماعات التى حذر منها الرئيس السابق بوش الإبن في 2005 والتى تتبنى رؤية سياسية عنيفة لا تخلو من إرهاب وتخريب وتمرد، لكي تقيم إمبراطورية شمولية لاتراعي كافة الحقوق والحريات”.

وأكدت الكاتبة، أن أكثر التفسيرات تشددًا للإسلام خرجت من رحم الإخوان، حيث كانت الجماعة نقطة إنطلاق لمشاهير التطرف والإرهاب حول العالم تنظيمات وأشخاص، مشيرة إلى أن البدايات المذهبية لهم جميعًا كانت داخل صفوف الجماعة، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة ومنظرها الأيدلوجي مصطفى ست مريم، والمعروف باسم “أبو مصعب السوري” والذى كان في بداياته أحد أعضاء جماعة الإخوان في سوريا وكذلك عبد الله عزام الملقب بشيخ المجاهدين في أفغانستان.

وأضافت الكاتبة: “حتى أحداث 11 سبتمبر لم يكن شبح الإخوان الفكري بعيد عنها، إذ أن المتهم “محمد عطا” ينتمي إلى عائلة إخوانية، ولدى المفكرون المصريون قناعة تامة بأن الجماعة عبارة عن واجهة سياسية لمنظمة إرهابية حاضنة لكل أفكار التطرف والإرهاب، كما يؤكدون أنهم أعداء للفكر القومي في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، وهو المعنى الذي كانت الحكومات المصرية السابقة تحذر منه وتستغل سيطرتها على الإعلام الحكومي في الترويج له”.
كما خصصت الكاتبة فصلًا كاملًا عن سيد قطب، تحت عنوان “سيد قطب وأيدلوجية العنف”، حيث قالت: “على الرغم من اتهام الإخوان بارتكاب العديد من أعمال الإرهاب والعنف في أيام حسن البنا؛ إلا أنه مع ظهور سيد قطب وأفكاره، أصبحت الجماعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعنف، وظهرت أفكار “قطب” في فترة الصدام والتدهور في العلاقة بين الجماعة والدولة الناصرية في مصر، وذلك بعد فترة قصيرة من التناغم لم تدم طويلًا، فضلًا عن أن أفكار “قطب” مجرد تأثير على الإخوان في مصر ولكنها عبرت الحدود المصرية لتكون مرجعًا لكل المتطرفيين وأساسًا لكل الحركات الإسلامية الراديكالية”.

وتابعت: “قطب المولود في قرية صغيرة في أسيوط عام 1906، جاء إلى القاهرة في فترة مبكرة من عمره بحثًا عن الرزق والدراسة محملًا بالكثير من الغضب تجاه المجتمع، وهناك قصة يتم الترويج لها حول زيارته لأمريكا تعبر عن سلوكه المتطرف، عندما اختصر رحلته إلى أمريكا بأنها رجل وامرأة، يمارسان الجنس في الكنيسة، وأنه رأى هذا المشهد الذي ترفضه أخلاقه، وبالتالي لا يريد للقاهرة أن تصبح على هذا الحال من الإنحدار”.

واستكملت: “انضم “قطب” لجماعة الإخوان عام 1953 وبعدها بعام جرت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإخوان، حيث كان في طليعة من أُلقى بهم في السجون، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، قضى معظم هذه الفترة في المستشفى متعللًا بوضعه الصحي، وهناك بدأ “قطب” في التركيز على الكتابة وتأصيل أفكاره وكان يتم تهريب كتاباته من المستشفى إلى عناصر الإخوان”.

وأكدت الكاتبة أن كتابات “قطب” عكست إحباط مسجون، حيث قام بتهريب هذه الكتابات إلى أعضاء الجماعة خارج السجن، وبدورها صدرتها إلى العالم، موضحة أنه استقى أفكاره من أبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي، والكثير من أفكار ابن تيمية، مشيرة إلى أن “قطب” اعتبر مصر “ديار كفر” وتعيش في الجاهلية وأن السبيل الوحيد لتجاوز هذه الحالة هو “الحاكمية”.

وكشفت الكاتبة، أن “قطب” جمع بين مفهوم الحاكمية الذى كتبه المودودي، ومواجهة الجاهلية التي تبناها الندوي، وعمل على ابتكار مفهوم جديد يمثل بِنية أيدلوجية الإخوان.

وبحسب ماذكرته “أليسون” فإن أفكار سيد قطب تمثل عداء ورفضًا للحداثة والحياة العصرية، قائلة: “يعتقد أن المجتمع لن ينصلح إلا بالعودة إلى ما اعتبره النقاء الأول قبل أن تلوث الدنيا بأفعال غير المسلمين، وأنه لا سبيل لإرساء الحاكمية وتطبيقها إلا السعي للخلافة الإسلامية الكبرى، ولتحقيق هذه الغاية يجب التخلص من كل تأثيرات غير المسلمين الملوثة وأن يكون الجهاد منهجًا في مواجهتهم”.
وتناولت الكاتبة التنظيم الدولي للإخوان، حيث أفردت له فصلًا خاصًا، معتبرة التنظيم أحد علامات الاستفهام والأمور المثيرة للجدل، قائلة: “أن يكون للإخوان أفرع داخل العديد من الدول، شرقًا وغربًا يتم توجيهها من رأس الجماعة في القاهرة، فضلًا عن كونه جزءًا رئيسيًا من هوية الإخوان العابرة والمتجاوزة للوطنية التقليدية إلى مفهوم خاص بهم”.

يذكر، أن “أليسون بارجتر”، تعد واحدة من أفضل المحللين للتطرف الإسلامي، وكاتبة ومحللة متخصصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والحركات الإسلامية في المنطقة وخارجها، وشغلت مناصب أكاديمية في جامعة كامبريدج وكلية كينجز في لندن، وزميلة بارزة في ميناس أسوشييتس، وهي شركة استشارات دولية.
ألفت “أليسون” كتاب ليبيا: صعود وسقوط القذافي، وآفاق جديدة من الجهاد: الإسلام الراديكالي في أوروبا.

Similar Posts