تعاون بحثي بين اطباء قصر العيني وعلماء معهد الفلزات إعادة بناء عظام الوجه المشوه لأول مرة بالشرق الأوسط

مريض أورام الوجه والفكين لا يحلم عادة بوجه مكتمل بعد إجراء جراحة لاستئصال تلك الأورام، إذ يتم فى الغالب استئصال جزء من عظام الوجه معه، وهو ما يتركه مشوها حفاظا على حياته من ذلك الورم الخبيث، خاصة مصابي الحوادث، وهذه حقيقة لم تلبث أن تهاوت أمام العلم الحديث، إذ تمكن جراحون مصريون بالتعاون مع علماء بمركز بحوث وتطوير الفلزات- من إعادة بناء عظام الوجه ليصبحوا بذلك أول من تمكنوا من فعلها بالشرق الأوسط.
د.حامد شاهين استاذ الجراحة بقصر العينى يقول عن حقيقة ما يحدث “هو أننا بعد إجراء الأشعة المقطعية للمريض نقوم بإدخالها على برنامج متطور على أجهزة الحواسب المعدة لذلك، التى تقوم بدورها بتصميم صورة ثلاثية الأبعاد للجمجمة وفى الوقت نفسه نقوم بعمل صورة طبق الأصل معكوسة للجزء غير المصاب بالوجه على غرار صورة المرآة المعكوسة ثم نقوم بطباعة هذه الصورة بأشعة الليزر ليخرج عنها مجسم طبق الأصل من جمجمة هذا المريض”.

ويضيف: “هذا المجسم عبارة عن مادة بلاستيكية بهذا الشكل يصبح فى يدى كجراح نموذج مجسم لجمجمة هذا المريض لأبدأ بعدها فى نحت الأجزاء المفقودة من عظامه على هذا النموذج، وتشكيل العظم بأبعاده الحقيقية على هذا النموذج وهو ما يمكن الجراح بعد ذلك أثناء إجراء العملية من تفادى نسبة المجازفة وطول الوقت وكذلك نجاح العملية بدون نسبة تشوهات فى شكل الوجه كما كان يحدث من قبل”.

د.خالد عبد الغنى رئيس قسم التصنيع بمركز الفلزات يؤكد أن البداية كانت مع قسم التصنيع فائق السرعة وهو عبارة عن قسم تم إنشاؤه فى عام 2003 وتستخدم فيه تكنولوجيا التصنيع الدقيقة لدعم المجالات الطبية حيث أدخلنا مجال الجراحة الطبية بمساعدة الحواسب الآلية فى 2010وهو القسم الوحيد المتخصص فى ذلك بمنطقة الشرق الأوسط حيث يبدأ العمل من الأشعة المقطعية التى يتم إرسالها لنا عبر البريد الإلكترونى والتى يتم إدخالها على برامج متخصصة على الحواسب الآلية لتحويلها الى نموذج ثلاثى الأبعاد. بعدها يجلس المهندس المتخصص مع الجراح لمدة قد تصل الى يومين تتم فيها محاكاة للعملية الجراحية ذاتها ليصلوا لأفضل صورة ممكنة لوجه المريض والتشاور حول تصميم الدعامة الطبية وتحديد طولها وحجمها حتى تكتمل صورة الوجه بوضوح وتأتى مرحلة تحويل هذا التخيل الذى تم تصميمه على الحاسب الآلى لمادة ملموسة وهو ما يتطلب الذهاب الى قسم التصنيع بإضافة طبقات المادة والذى يقوم بتحويل تلك الصورة ثلاثية الأبعاد الى دعامة طبية فى خلال 3 أو 4 ساعات وبنسبة نجاح وصلت الى 90 % .

ويضيف أن هذه الدعامات تم استعمال مادتين في تكوينها المادة الاولى وهى الاستانلس تيل وهى مادة متوافقة مع جسم الإنسان مدى الحياة وتتميز برخص ثمنها فى حين استخدمنا التيتانيوم فى تكوين بعض الدعامات الأخرى حيث إنه متوافق مع جسم الإنسان تماما أيضا ويفضل عن الاستانلس ستيل بسبب خفة وزنه لكن استخدامه يجد صعوبات أخرى هى إرتفاع سعره 10 اضعاف سعر الأستانلس تيل وكونه غير موجود بمصر من الأساس ويتم استيراده من جنوب إفريقيا وأمريكا ولذلك فان نسبة الدعامات التى تشكلت منه لاتتعدى 20 % فى مقابل الاستانلس ستيل وجدير بالذكر أن مصر تدخل مجال إعادة بناء عظام الوجه بهذة التقنية ضمن 4 دول أخرى فقط حول العالم ومتفردة بها فى منطقة الشرق الأوسط

أما د. إيهاب سعد أستاذ أورام العيون بجامعة القاهرة فيؤكد أن هناك حالات أورام بالعين نضطر فيها لاستئصال أجزاء من نسيج العين وهو مايجعلنا بحاجة لإعادة تكوين شكل العين حفاظا على وجه المريض وتجنبا لتلوث الجرح فنقوم بزرع ما يسمى بالكرة المرجانية التعويضية ومصدر تلك الكرة هو مرجان البحر ونقوم بعد زرعها فى محجر العين بضم الأنسجة حولها عن طريق أخذ رقع من الجلد كطريقة لإعادة بناء هذا الجزء.

فمرجان البحر به ثقوب عدة تقوم الأوعية الدموية والانسجة بالسكن بها لمنع انكماش الانسجة أو تلوثها، وهناك حالات يتم العمل فيها بالتنسيق مع الجراحين حيث يقوم طبيب أورام العيون بالتعاون مع الجراح بإزالة الورم وبناء عظام الوجه. وقد يحدث هذا فى الإصابات الخطيرة الناتجة عن الحوادث التى قد تؤدى الى فقد أجزاء كبيرة من عظام الوجه أو وصلت إلى محجر العين.

Similar Posts