تعريف بسيط لمهن الحرفية و التقليدية

تعريف بسيط لمهن الحرفية و التقليدية

تعتبر الصناعات التقليدية نتاجا حضاريا لآلاف السنين من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيم حضارية- وبيئتها الطبيعية، وبينها وبين المجتمعات الأخرى، وهي مكون أصيل للذاكرة الحضارية -خاصة في شقها التقني- ورصيد مخزون للخبرات الحياتية والإمكانيات الإنتاجية الذاتية المتاحة داخل كل مجتمع محلى.
وتبدو أهمية هذه الصناعات في أنها تغطي مدى بالغ التنوع والاتساع من المجالات الاقتصادية من تصنيع الغذاء والأدوية والغزل والنسيج والملابس والسجاد والحصير والفخار، وكذلك الصناعات التي تتعلق ببناء المساكن وإقامة السدود وحفر الآبار ووسائل المواصلات… إلخ. كما أنها واسعة وقابلة للانتشار حتى لأصغر وحدة عمرانية؛ قرية كانت أو واحة أو حيا سكنيا، وكذلك لأصغر وحدة للنسيج الاجتماعي الحضاري، وهى الأسرة النووية أو الممتدة.
وانطلاقا من هذه الرؤية تمثل الصناعات التقليدية الشمعة التي نلجأ إليها عندما تنطفئ الكهرباء العمومية؛ أي الوسائل المدارة مركزيا لسد حاجات الناس. كما تضم الصناعات التقليدية تراثا تقنيا اختبر بالممارسة عبر الأجيال، وهى بهذا المعنى تعطينا اتجاهات مستقبلية متميزة للتفكير والخيال، وبالتالي الإبداع المنطلق والمرتكز على خصوصيتنا الحضارية.
دورها التنموي
وتلعب الصناعات التقليدية دورا هاما في عملية التنمية للمجتمعات الإسلامية من خلال مساهمتها في تحقيق عدة أهداف:
1. رفع الدخل الحقيقي لأبناء المجتمعات الريفية والصحراوية، ولعل الصناعات التقليدية المرتبطة بإشباع الحاجات الأساسية (الصناعات الإعاشية) Subsistence industries مثل الصناعات الغذائية والأثاث وبناء المساكن…إلخ- مثال جيد على هذا الدور.
2. دعم نسيج العلاقات الاجتماعية، ومنع تحلله من خلال إضفاء وظائف اقتصادية جديدة في إطار نشر وتطوير الصناعات التقليدية المناسبة في كل مجتمع محلى.
3. تجسيد سياسة الاعتماد على الذات على المستوى المحلي؛ حيث تعتمد الصناعات التقليدية على حشد الموارد والإمكانيات المحلية؛ من خامات محلية، وشبكات علاقات اجتماعية، وخبرات ومهارات محلية وصولا لمصادر تمويل محلية.
4. دعم الاستقرار الاجتماعي والسياسي للمجتمع من خلال إعطاء أولوية للاهتمام بالصناعات التقليدية لدى الشرائح الاجتماعية الأكثر حاجة أو الأشد فقرا؛ مما يؤدي إلى خفض التباين بين الشرائح الاجتماعية المختلفة.
5. توفير فرص عمل للمرآة التي لا تتيح لها ظروفها المختلفة العمل في القطاع الرسمي، وتمثل الصناعات المنزلية بمختلف أطيافها نموذجا مناسبا في هذا الإطار.
تصنيف الصناعات التقليدية
كي نستطيع أن نرى ذلك التنوع الهائل لهذه الصناعات حتى نسهم في بلورة مداخل متباينة للاستفادة منها في تنمية مجتمعاتنا الإسلامية.. يمكن تصنيف الصناعات التقليدية وفقا لأكثر من معيار:
أولا- التصنيف وفقا للبناء التنظيمي:
(1) صناعات منزلية للاكتفاء الذاتي للأسرة.
(2) صناعات منزلية حرفية يقوم بها صانع حرفي.
(3) صناعات منزلية يقوم بها صانع.
(4) صناعات حرفية يقوم بها صانع حرفي في ورشته.
(5) صناعات يقوم بها صانع -صاحب ورشة- يتخصص في عملية أو عمليات إنتاجية.
(6) صناعات قائمة في مصانع صغيرة.
ثانيا- التصنيف وفقا لطابع الحاجة التي تشبعها الصناعات التقليدية:
1 – صناعات تشبع احتياجات ضرورية.
2 – صناعات تشبع احتياجات ترفيهية كمالية.
ثالثا- التصنيف وفقا لنمط المنتجات:
1 – صناعات سلعية.
2 – صناعات خدمية Service Industries .
رابعا- التصنيف وفقا للخامات والمكونات المستخدمة:
1- صناعات بيئية.
2 – صناعات قائمة على خامات طبيعية مشتراة من السوق القومية.
3 – صناعات قائمة على خامات طبيعية مشتراة من السوق العالمية.
4- صناعات قائمة على خامات صناعية مصنعة محليا.
5 – صناعات قائمة على خامات صناعية مستوردة من الخارج.
خامسا- التصنيف وفقا لدرجة الاستمرارية:
1- صناعات موسمية، تعتمد على توافر خامات في أوقات معينة خلال العام، ومثال على ذلك الصناعات الغذائية: عصير وتخليل الزيتون وكبس العجوة وتجفيف البلح.
2- صناعات دائمة، لا تعتمد على خامات موسـمية مثل صناعات الفخار وبناء المساكن والنجارة والحدادة والغزل والنسيج، على سبيل المثال.
سادسا- التصنيف وفقا للطابع العمراني:
1- صناعات صحراوية.
2- صناعات ريفية.
3- صناعات حضرية

Similar Posts