تكنولوجيا المعلومات

ترتبط تكنولوجيا المعلومات ارتباطاً وثيقاً في مجال الحواسيب والشّبكات، حيثُ تتبادر لأذهان العديد من النّاس أجهزة الحاسوب أو الشّبكات أو كلاهُما عندَ ذِكر مُصطلح تكنولوجيا المعلومات، وذلك نظراً لأنَّ أجهزة الحاسوب والشبكات (كالإنترنت) تُعتبر الوسيلة الرئيسيّة لحفظ، ونشر، وتطبيق المعلومات، فقد أصبحت طريقة الحصول عليها بغاية البساطة وبسُرعة كبيرة.يُشبَّه العالم اليوم بأنَّهُ قريةٌ صغيرةٌ بفضل تكنولوجيا المعلومات؛ فقد أصبحت عمليّة التّواصُل ونشر المعلومات بسُرعة فائقة لتشمَل كُلّ بقاع العالم، ممّا أثَّرَ بشكل كبير على حياة الإنسان، وأحدثَ تغيير جذريّ فيها، فازدادت سُبُل التّرفيه والرّاحة، وقلّت المشقّة والعناء في العديد من الأمور، وأصبحَ العالم الآن يعتمد اعتماداً كُلّيّاً على التّكنولوجيا، مع العلم بأنَّ هذه التّكنولوجيا تحمل خطراً كبيراً كافياً لتدمير المُجتمع إذا لم يُحسَن التصرُّف بها.
تأثير تكنولوجيا المعلومات سياسيّاً : تحمل التّكنولوجيا دور القوّة والسّلطة فالطّائرات الحديثة ذات التّقنية الإلكترونيّة أسرع بكثير من الطّائرات التي تفتقر إلى هذه الخاصّيّة، والأسلحة العسكرية (أو ما يُسمّى بالذّكيّة) التي تعتمد على تقنية المعلومات تفعل أكثر بكثير ممّا كانت تفعَلهُ أسلحة الماضي،وأجهزة الحاسوب الصّغيرة لها القُدرة على إجراء الملايين من العمليّات الحسابيّة بثوانٍ معدودةٍ مُقارنةً بأجهزة الحاسوب القديمة ذات الفاعلية المَحدودة التي تقتصر على إنجاز القليل من العمليّات الحسابية والمعلوماتية،وغير ذلك الكثير من الأمثلة التي لا تُعدّ ولا تُحصى. هذه التغيُّرات النّاتجة من تطوُّر العِلم والتّكنولوجيا هي ملامح أو وجوه جديدةٍ للقوّة، والتي ستُقدّم للإنسانيّة في عالم الغد ملامح جديدة أُخرى؛ فمعظم الإنجازات والاكتشافات العلميّة تُحقِّق نتيجةَ المُتطلّبات العسكرية التي لعبت دوراً كبيراً في توجيه شكل وكيفيّة التطوُّر التكنولوجيّ والمعرفيّ بشكل مُباشِر أو غير مُباشِر. هذا ما جعل العِلم الحديث وتطبيقاته التكنولوجيّة المُعاصرة ذا تأثير بالغ الأهميّة على إنسان اليوم، وذلك أكثر من أيّ وقت مضى طوال تاريخه باعتباره القاعدة الأساسيّة للاقتصاد الحديث، ووسيلته لخلق الثّروة والضّرورة الاستراتيجيّة لتحديد المُتطلّبات وانعكاسات كلّ هذا على تحقيق الأهداف السياسيّة.
تأثير تكنولوجيا المعلومات اقتصاديّاً: ساهَم التقدُّم التكنولوجيّ والنّضوج التنظيميّ في زيادة الانتاج، وتراكم رأس المال، وخلق مُنافسة شديدة في ما بعد بين الشّركات المُصنِّعة، وكانعكاس لهذا التّنافس بَزَغَ مفهوم البحث والتّطوير، كاستراتيجيّة للخلق والإبداع، عبر تناغم الأفكار العلميّة وتطبيقها من قِبَل المُهندسين والعُلماء في الواقع العمليّ بشكل إنتاجٍ شاملٍ وجَعَلَها طريقة حياة، لذا توسَّع دور البحث والتّطوير إلى أقسام كبيرةٍ مع مهارات تقنية وقانونيّة وإداريّة في المُحافظة على الموقع الصناعيّ وإشارة على النوعيّة وكفاءة الإنتاجيّة والكُلفة. أحدثت هذه التطوُّرات ثقافةً صناعيّةً تستمدّ زادها في المُواصلة والتقدُّم من عطاءات العلم والتّكنولوجيا التي تنضج وتتعمّق كنتيجةٍ طبيعيّةٍ للبحث والتّطوير. توسَّعَ دور البحث والتّطوير في الثّورة المعلوماتيّة، وملاءمته لتنظيم المصانع في عصر العولمة، وبُنيتها التحتيّة، وأهميّة كلّ ذلك على الرّيادة التكنولوجيّة في الاقتصاد العالمي، وانتشار الابتكارات التكنولوجيّة من قِطاع صناعيّ مُعيَّن إلى القطاعات الصناعيّة الأُخرى في داخل البلد وخارجه، وانعكاس كلّ ذلك على سعة وسرعة الإنتاجات الصناعيّة في أماكن مُتعدّدة ودورهما المُهمّ في إفرازات الصّناعات المُسجّلة للإنتاج على السّوق العالميّة.
تأثير تكنولوجيا المعلومات اجتماعيّاً: شبَّه علماء الاجتماع تأثير تكنولوجيا المعلومات على المجتمع بأنّهُا حَوَّلت العالَم من قارّاتٍ واسعةٍ تفصلها مُحيطات، تستغرق أشهُراً للسّفر بين قارّاته، إلى قرية صغيرة جدّاً تشمل جميع سُكّان العالم، وهو ما سُمّي بالعولمة. بفضل تكنولوجيا المعلومات أصبحت عمليّة التّواصُل بين أيّ شخصين مُتواجدين في بقاعٍ مُختلفة من الأرض عمليّةً سهلةً وسريعةً، حيثُ يتمّ التّواصُل بالصّوت فقط، أو بالصّوت والصّورة معاً عن طريق شبكة الإنترنت بدقّةٍ عاليةٍ جدّاً.أصبحت عمليّة تبادُل الرّسائل تتطلّب أجزاءً من الثّانية بعدَ أن كانت تتطلّب أيّاماً أو حتّى أشهُراً لتصل إلى إحدى الطّرفين فقط؛ فظهرت تطبيقات الرّسائِل الفوريّة للأجهزة المحمولة، والتي جعلت تبادُل الرّسائِل لا يتطلَّب سوى كتابة الرّسالة وضغط زرّ الإرسال. اشتهرت في الآونة الأخيرة ما تُسمّى مواقع التّواصُل الاجتماعيّ التي تُستخدم بغرَض التّرفيه بين النّاس من أجل مُشاركة أخبارهم، وصورهم، وحالاتهم النفسيّة مع المُجتمع، ويقوم النّاس بالتّفاعُل مع بعضهم البعض.
 
 
 

Similar Posts