ثلاثية العقل والقلب والروح في كتاب الدين والظمأ الانطلوجي

أمهّد لمقالتي تعريفا مختصرا بالدكتورعبد الجبار الرفاعي، وكتابه موضوع مقالتنا.
 باحث ومفكر عراقي، واستاذ فلسفة إسلامية، ذكر في كتابه (ص44): أنه ولد في 1/7/1954م، في قرية (آل حواس) التي ترتبط إداريا بقضاء الرفاعي، في محافظة ذي قار العراق، جاء في الموسوعة الحرّة أنّه حاصل على عدة شهادات أكاديمية منها دكتوراة فلسفة إسلامية.(1) يقول عن نفسه: أنه دخل الحوزة العلمية في النجف ثم قم، تلميذ ومدرّس في حوزة قم، وأضاف: أحد المشاكل في دراسة الدين في الحوزة، أنها تتحرك في مسارات مسدودة بمعنى تبدأ بالتراث وتنتهي بالتراث وتقرأ التراث أيضا بأدوات تراثية، التفكير الديني بحاجة أن يواكب العصر، بحاجة أن ينفتح على ما هو جديد، بحاجة أن يوظف أدوات ومنهجيات جديدة في تفسير النص وفي تفسير الظواهر الدينية المختلفة. (2)
كتابه (الدين والظمأ الانطولوجي) هو أحد مؤلفاته، للأسف لم أطّلع على كتبه، لكن أخيرا حصلت على بعض مؤلفاته، وبين يدي الآن كتابه هذا في طبعته الثالثة، يوجد في هذه الطبعة مقدمة الطبعة الثانية أيضا، قرأت المقدمتين وبعض عناوين الكتاب فاستوحيت فكرة المقال، وربما استوحي أفكار مقالات أخرى أثناء قراءتي للكتاب. عنوان الكتاب يجذب القارئ المتابع للفكر والفلسفة الإسلامية. يقول الدكتور عبد الجبار الرفاعي في مقدمة الطبعة الثانية (ص11): (أعرف أن كتاب (الدين والظمأ الانطولوجي) يغرّد خارج السّرب، إذ يحاول أن يعزف لحنه الخاص.)
 أستوحي من عبارته أن في كتابه أفكارا تُعدّ وفق الثقافة الدينية السائدة خارج المألوف. أرى أنّ كتابه هذا من أهمّ كتبه، فيه خلاصة أفكاره، وفي المقدمتين خلاصة أفكار الكتاب، يقول في المقدمة (ص10): (خلاصة أسفار الروح والقلب والعقل مدة تزيد على نصف قرن، لبثت فيها أفتش عن ذاتي الهاربة مني وبصراحة لم أظفر بها كلّها حتى اليوم.) كلامه يُفصح أنّ أفكاره في هذا الكتاب هي خلاصة أفكاره التي تبناها خلال مسيرته العلمية الفكرية التي استغرقت أكثر من خمسين عاما بحثا عن الذات ولم يصل إلى القرار أو النهاية.
 الدكتور عبد الجبار الرفاعي مع غزارة أفكاره في ميدان الفكر الإسلامي المتجدد يعدّ نفسه، أنّه في بداية الطريق لاستكشاف المزيد من الفكر الديني السليم البعيد عن التأثيرات التأريخية أو الأيدولوديه التي تصادر أو تجمّد قدرات الانسان الذاتية، يرى أن الإنسان عندما يكتشف ذاته يسير في الطريق السليم ليكتشف المزيد من الفكر الصحيح البعيد عن التأثيرات النسقية، هذا ما استنتجه من أقواله.

Similar Posts