حكم عمل المرأة المتزوجة

عمل المرأة الأسرة عبارة عن خلية نحل متكاملة، لكل شخص فيها وظيفته التي تتكامل مع وظيفة الآخر للوصول بالأسرة إلى بر الأمان، فلا تكون كل المسؤولية على عاتق الرجل فقط، بل إن المرأة عليها الدور الكبير والأهم أيضًا في هذه الأسرة. منذ القديم لطالما كانت هناك نساء حاكمات، وملكات وعالمات وشاعرات وفقيهات على مرّ العصور، ولم تكن وظيفة المرأة مقتصرة على الطبخ والعناية بالمنزل والأسرة أوالخروج للحصاد والرعي وجلب الماء وغيرها من الأمور الأخرى التي تُكمل دور الرجل وتدعمه. ومع التطور في المجتمع وصعوبة ظروف الحياة، لم يعد الدخل العادي كافيًا لتعيش الأسرة الحياة الكريمة التي تطمح لها، فمثلًا تحتاج الأسرة إلى تدريس الأولاد في أفضل المدارس، وتنسيبهم في أفضل النوادي العلمية والأندية الرياضية وتقديم كل ما يحتاجونه في حياتهم، وهذا الأمر بالتأكيد لا يمكن أن يلبيه راتب الزوج وحده، ولذلك نجد أن الحاجة إلى عمل الزوجة أصبحت ضرورة. حكم عمل المرأة المتزوجة في الشرع الإسلامي الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تكن في أصلها مغضبة لله سبحانه وتعالى، فالإسلام دين اليسر والسماحة، وفي قضية عمل المرأة لم يكن هناك حكم صريح بمنع المرأة من العمل، وافترض شيوخ الإسلام أن عمل المرأة مباح بشرط أن يخضع لمجموعة من الشروط، وأهمها: الالتزام بالزي الشرعي كاملًا ومراعاة كافة شروطه، التي تتمثل بتغطية كل البدن ما عدا الوجه والكفين، وألا يصف هذا اللباس ما تحته وألا يكون زينة في ذاته. الالتزام بالقواعد الإسلامية في الكلام والتعامل والحديث، فلا تكذب ولا تسرق ولا تنافق ولا تتعامل بالربا، وهذه الأحكام تُطبق على الرجل وعلى المرأة على حدٍ سواء. الموازنة بين عملها خارج البيت، وبين واجباتها مع أسرتها، فلا ينبغي لها أن تعطي كل وقتها لعملها على حساب واجباتها تجاه زوجها وأسرتها، وكذلك العكس، فلا يجوز لها أن تنشغل بأسرتها وتقصر في عملها، فهي أصبحت ملزمة به أمام الله وأمام رب العمل. الالتزام بالضوابط الشرعية في الاختلاط مع الرجال، فلا تخضع في القول، ولا تتحدث بأمور خارجة عن نطاق العمل، بل يجب أن تلتزم بحدود الزمالة في العمل، وأن تضع الحدود التي تُلزم الرجل المقابل باحترامها وعدم تجاوزها مهما حدث. مجالات عمل المرأة المسلمة المرأة المسلمة لا تستطيع العمل في كل الأعمال التي يؤديها الرجل، ولكن هذا لا يعني أنها محدودة في اختيارتها، فالمجالات التي تناسب المرأة واسعة ومتنوعة، وتتناسب مع طبيعة جسمها الضعيفة، ومع أحكام دينها التي لا ينبغي أن تخالفها في أي حال من الأحوال. الطب: وهي من أسمى المهن وأكثرها إنسانية، ومن أكثر المهن التي يجب تشجيع المرأة على خوضها والعمل بها، فالمرأة عندما تمرض أو عند الولادة فإنها تفضل بالتأكيد الذهاب إلى طبيبة سيدة حتى لا تنكشف عورتها أمام الرجال. التدريس: عندما تكون المعلمة سيدة يمكنها تدريس الطالبات بأريحية أكثر، وستكون أقرب إليهم، وقادرة على تفهم عقولهن وطريقة تفكيرهن، أكثر من الرجل، خاصة في مرحلة المراهقة، إذ إن الفتيات في هذا السن يحتجن إلى أم ثانية تكون قريبة لهن وتتفهم مشاعرهن ونفسياتهن. الحضانة: إذ يمكن للمرأة في حال لم تكن حاصلة على شهادات علمية، أن تفتح حضانة للعناية بأبناء العاملات، وهذه وظيفة مناسبة جدًا لها، ولن تضطرها إلى الخروج من بيتها أو الانشغال عن أسرتها. الخدمة المجتمعية: خاصة في تلك القضايا التي تتعلق بالمرأة، فلن يصل إلى هموم المرأة ولن يتفهمها بالفعل إلا امرأة مثلها. شارك المقالة
 
 

Similar Posts