دراسة عن البحر الميت

البحر الميت هو بحيرة تقع ما بين الضفة الغربية ، الأردن و فلسطين ، يصب فيها نهر الاردن. يعتبر سطح البحر الميت اعمق نقطة يابسة في العالم فهو يقع على عمق 417م تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003 .
مع أن اسمه بالعربية البحر الميت فإنه في الواقع عبارة عن بحيرة.و ذلك بسبب كونه شديدالملوحة، ملوحة سطحه تقارب خمسة اضعاف ملوحة المحيطات وتتغير هذه القيمة اعتمادا على العمق، لا تعيش فيه الكائنات البحرية ولذلك سمي بالبحر الميت بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه.
شاطئ البحر الميت والملح المتجمع عليه
يعتبر البحر الميت من مناطق السياحة العلاجية الأكثر نشاطا في المنطقة حيث يقال أن الأملاح الموجودة به تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة, فعندما يلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ فإنها تصطبغ بلون الثلج من جراء الأملاح التجمعة على صخور الساحل، وايضا يعتبر من المراكز الإقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية.
 
وهناك مشاريع فندقية جديدة لكي يستجم السياح عند البحر الميت .
أصل الكلمة والاسم الجغرافي
كتب القدماء الكثير عن ملوحة البحر الميت وعن مرارة مياهه. وحمل البحر الميت أسماء كثيرة وأطلق عليه البحر اسم “البحيرة المميت، وبحيرة زغر (زغر ابن لوط) أو بحيرة لوط” فقد كتب ياقوت (1179 – 1229) ما يلي:
 
«”مثل البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضاً وهي غربي الأردن قرب أريحا وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن . وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل ما يقاربها من الحيوان الأنسي وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زماناً إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنونها وإذا وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائناً ما كان فانها تفسده فيسكنونها. وإذا وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائناً ما كان فانها تفسده حتى الحطب فان الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل، فلا تعمل النار فيه. وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص، ولكنه لا يزال طائفاً حتى يموت”.»
أطلق على هذه البحيرة اسم «البحر الميت» بسبب عدم قدرة الكائنات الحية أو الأسماك على العيش فيه لكون مياهه شديدة الملوحة، فهي تقارب عشرة أضعاف ملوحة المحيطات، وتتغير هذه اعتمادا على العمق. كما لا تعيش فيه الكائنات الحية بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه. [3]
 
الجغرافيا
 
Satellite photograph showing the location of the Dead Sea
يبلغ طول البحر الميت 85 كيلومتراً وعرضه خمسة عشر كيلومترا وسبعمائة متر أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الأبيض المتوسط فيبلغ 392 وتبلغ مساحة البحر الميت الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً. وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 متراً ويقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين فالشطر الجنوبي هو مستنقع مالح ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار. ومن أهم مصادر مياهه نهر الأردن الذي يصب فيه من الشمال وتأتيه المياه شرقاً من وادي زرقاء ماعين ومن سيل الموجب وغرباً من عين جدي.
 
التاريخ الطبيعي
Near Ein Gedi, salt builds up along the shores of the Dead Sea.
Pebbles cemented with halite on the western shore of the Dead Sea near Ein Gedi.
يقع البحر الميت في منخفض عميق يشكل جزء من الشق السوري الأفريقي، وحسب نظرية عالم الإراضة البروفيسور ليو بيكارد [4] كان في الماضي جزءا من بحيرة واسعة حلوة المياه امتدت على منطقة غور الأردن ومرج بن عامر وصبت في البحر الأبيض المتوسط. وحسب هذه النظرية أسفرت التغييرات في علوّ الأرض قبل مليوني عام تقريبا إلى انقطاع الوصلة بين تلك البحيرة والبحر الأبيض المتوسط، وإلى تضيق البحيرة إلى بحيرة طبريا، نهر الأردن والبحر الميت. فأدى حصر مياه البحر الميت، وتبخر الماء إلى زيادة نسبة الأملاح فيه.
الكيمياء
 
Halite deposits (and teepee structure) along the western Dead Sea coast.
 
Beach pebbles made of halite; western Dead Sea coast.
إن عنصر الجذب الرئيسي للبحر الميت يكمن في مياه البحر الساخنة والمالحة جدا والتي تعتبر أملح من مياه البحر العادية بأربعة مرات. وهي غنية بأملاح كلوريد المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والبرومين والعديد غيرها. إن هذه المياه المالحة والغنية بالمعادن بصورة غير عادية قد ساهمت في جذب الزوار منذ العصور الغابرة الذين كانوا يعومون على ظهورهم في محاولة لامتصاص المعادن الغنية الموجودة في المياه بالإضافة إلى أشعة الشمس الأردنية الرقيقة .
 
ويعزى سبب الانجذاب إلى البحر الميت إلى الاجتماع الفريد للعديد من العوامل أهمها التركيب الكيميائي لمياهه، وأشعة الشمس المصفاة والهواء المشبع بالأكسجين علاوة على الطين الأسود المشبع بالمعادن على ضفاف البحر وينابيع الماء العذب والمياه الحارة المعدنية الملاصقة له.
السياحة العلاجية:
ثروة البحر الميت تكمن في العناية النادرة بالجلد والبشرة . فمن على شواطئه يندفع الطمي الاسود ومن مياهه تتدفق الأملاح المعدنيةالتي تصنع منها منتجات العناية بالبشرة.
 
ولأملاح البحر الميت أهمية كبرى بالعديد من المجالات والتى يصل عدد عناصرها إلى أكثر من 23عنصرا ذات فوائد علاجية وتجميلية متنوعة حيث يستعمل الملح بشكل أساسي في معظم المستحضرات أهمها مستحضرات التقشير لان بلوراتها مثالية في إزالة الخلايا الميتة وتنعيم البشرة دون تهيجها. ويتمتع بمفعول مساعد على استرخاء العضلات عند استعماله للتدليك، كما يعمل على تجديد البشرة وتصريف المياه المحتبسة في القدمين. نظراً لغناه بالاملاح المعدنية والعناصر المعدنية الغذائية. وتتمتع أملاح البحر الميت بفوائد متعددة في هذا المجال نظراً لتركيزها المرتفع بالمغنيزيوم والكبريت (اكثر من 15 في المائة)، وما يميز البحر الميت عن غيره من البحار هو تركيز المعادن فيه 13 ضعف عن بحار العالم أجمع وحوى 21 معدنا منها 11 معدنا لا توجد في أية بحر أو محيط في العالم .ولذلك فهي تستعمل في الكثير من العلاجات التي يحتاجها الإنسان ً في علاج الأمراض كالجلدية كداء الصدفية والأكزيما بالاضافة للمساعدة بمعالجة الروماتيزم وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر ..[6]
الصناعة
 
View of salt evaporation pans on the Dead Sea, taken in 1989 from the Space Shuttle Columbia (STS-28). The southern half is separated from the northern half at what used to be the Lisan Peninsula because of the fall in level of the Dead Sea.
 
View of the mineral evaporation ponds almost 12 years later (STS-102). A northern and small southeastern extension were added and the large polygonal ponds subdivided.
 
The dwindling water level of the Dead Sea
وأيضا يعتبر من المراكز الاقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية. وقد أقيمت الكثير من المنتجعات على كلا شاطئيه الشرقي والغربي. وقد رشح ليكون أحد عجائب الدنيا الطبيعية في نطاق البحيرات.[7]
 
الركود والإهتمامات البيئية
 
Erosional gully in unconsolidated Dead Sea sediments exposed by recession. This gully was excavated by floods from the Judean Mountains in less than a year.
تهدد البحر الميت بالزوال بسبب انخفاض كميات الماء التي تصب فيه، إذ أن شفط المياه من نهر اليرموك ونهر الأردن من قبل إسرائيل والأردن، قلل بشكل حاد كميات المياه التي تصل إلى البحر الميت مما يهدده بالجفاف. ومن المشاريع المقترحة لإنقاذ البحر الميت تبرز خطة شق قناة من البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط لتسييل المياه المالحة إلى البحر الميت، ولكن هذا المشروع مختلف عليه بسبب خشية الخبراء من تداعيات غير متوقعة قد تكون له على البيئة وعلى تركيبة مياه البحر الميت، وبسبب تكاليفه الهائلة.
 
 
 

Similar Posts