دور المرأة ضروري في التنمية

دور المرأة ضروري في التنمية تشهد المجتمعات الإنسانية المعاصرة توسعا مذهلا لم يسبق له مثيل في استغلال جهود النساء في تنفيذ الخطط التنموية الشاملة , فما ان تبلغ إحداهن سن العمل المسموح به حتى تتأهل للنزول الى سوق العمل والانضمام الى القوى العاملة , ضمن أفواج هائلة من النساء والفتيات , ما بين عاملة , أو باحثة عن عمل شأنهن في ذلك يشبه ـ الى حد كبيرـ شأن الرجال والفتيان المكلفين شرعا بالكسب والانفاق , حتى أنه لم يعد هناك فروق في حث كثير من الناس في أهمية توفير العمل للذكور والاناث على حد سواء , وعلى الرغم من المنافع المتبادلة التي يمكن ان تنتج عن تشغيل النساء: فان قدرا كبيرا من السلبيات والأضرار نجمت , وتنجم عن مثل هذه الأنشطة الاقتصادية غير المنضبطة , ربما تفوق في حجمها حجم الإيجابيات ان المهمة العبادية التي كلف الانسان ـ ذكرا كان أو انثى ـ القيام بها ، وما خلق ، في اصل الأمر الا من اجلها: لا يمكن أن تتحقق على الوجه الصحيح الا بشرطين ضروريين: الشرط الاول: وجود الانسان على الأرض بصورة دائمة , يخلف بعضهم بعضا من خلال التناسل والتكاثر , وهي مهمة بالدرجة الاولى تكاد تكون خاصة بهن لولا الدور القصير الذي يناط بالذكور في العملية التناسلية, وها هي المكتشفات العلمية والتجارب الميدانية تكاد تزيح الذكور حتى عن دورهم هذا بالكلية من خلال عملية الاستنساخ , وما سبقها من وسائل حفظ مياه الرجال , في الوقت الذي أثبتت فيه هذه المكتشفات العلمية أصالة المرأة ومركزيتها بالفطرة , وضرورة وجودها باعتبارها عنصرا أساسيا , لا يتصور الاستغناء عنه في العملية التناسلية فقد هيئت نفسيا وبدنيا بالاجهزة والمشاعر اللازمة لهذه المهمة , فانفردت وحدها بهذه المسؤولية الانسانية الكبرى عن كل الذكور مهما علت مراتبهم وفي مقابل تفرغها لهذه المهمة , وما يتعلق بها: يجند المجتمع طاقاته لخدمتها , ورعاية شؤونها فلا تحتاج في قضاء حاجاتها وتأمين متطلباتها الى كد العمل, وتكلف الكسب فالانوثة تعفيها من كل ذلك بالشرع. الشرط الثاني: قيام العمارة التي لابد منها لاصلاح حال الانسان في مأكله ومسكنه وعلاجه ومواصلاته وكل ما من شأنه مهمته في الحياة , وذلك من خلال مهمة الضرب في الارض واثارتها وكشف كنوزها , والوقوف على نظام سننها , وهذه مهمة ذكورية بالدرجة الاولى , قد تهيأ الرجال لها في طبائعهم وميولهم واتجاهاتهم الا انه لا توجد عند الرجال أجهزة جسمية محددة تؤهلهم وحدهم لهذه المهمة كحال اجهزة النساء التي خصتهن وحدهن دون الرجال بمهمة الإنجاب ورعاية النسل, وهذا الوضع الطبيعي والفطري في الجنسين من شأنه ان يسمح بتسرب الاناث الى ميدان الذكور ولا يسمح ـ بصورة قطعية ـ للذكور بالتسرب الى ميدان الاناث , فيبقى ميدان المرأة ـ بصورة دائمة – شاغرا لها , لا منافس لها فيه , في الوقت الذي تستطيع فيه المرأة ان تشارك الرجال في ميدانهم وتنافسهم في انجازاتهم ومن خلال هذا التداخل يحصل الصراع والتنافس بين الجنسين ., ويكثر الاستغلال والاستبداد من الرجال للنساء. ولا تصح المقابلة بين مهمة الذكور في العمارة ومهمة الإناث في التناسل من جهة الأهمية , فكلاهما مهم , فان كان ولابد من هذه المقابلة بينهما: فان مهمة الإنجاب ورعاية النسل المناطة بالنساء أهم واعظم من مهمة الرجال في العمارة , فهي صناعة الإنسان وليس شيء أجّل من ذلك ,فلو قدر امتناعهن عن هذه المهمة , او تعطلهن عنها: كان الانقراض مصير الإنسان , في حين لو قدر امتناع الرجال عن مهمة العمارة, كان الضيق والحرج والإزعاج أقصى ما يصيب الإنسان, ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بالمحافظة على الإناث من مواقع الهلكة ومظان الموت , لان خدمة النوع الإنساني تتوقف بالدرجة الاولى على وفرة العنصر النسائي بصورة خاصة. ان الملل من تكرار عملية الإنجاب ورعاية الطفولة , وما يتبع ذلك من المعاناة المكرورة هو السبب ـ في كثير من الأحيان ـ وراء تذمر بعض النساء من هذه المسؤولية , في حين تجد إحداهن في ميدان الرجال ساحات واسعة ومتنوعة من الأنشطة المختلفة المتجددة المحفوظة من صور التكرار, فتتشوق إحداهن لذلك وترغب في التجديد ولا سيما اذا حازت إحداهن على شيء من المعرفة والمهارات التي تؤهلها لميادين التنمية الاقتصادية العامة , تاركة وراءها مهمة الإنجاب ورعاية النسل . أو مؤجلة لها لمستقبل قادم , وربما جمعت احداهن بين المسئوليتين فتعاني جراء ذلك صراع الأدوار الاجتماعية , والمعاناة النفسية والإجهاد الجسمي

Similar Posts