«ساكسو بنك»:النفط يرتفع وسط مخاوف حول الإمدادات.. وأزمات السياسة تطل برأسها

للأونصة – بتنا نعتقد بهبوط سعر الذهب 30% ومازلنا نتطلع إلى تأسيس دعم مناسب ضد العديد من الرياح المعاكسة التي بدأت تتكشف.
السياسة والنفط
بقي قطاع الطاقة مدعوما بالتعطل الحالي والمستقبلي المحتمل للإمدادات. تسببت الإضرابات العمالية في الموانئ وحقول النفط الليبية – جنبا إلى جنب مع انخفاض إمدادات بحر الشمال إلى أدنى مستوى تبلغه خلال 10 أشهر – في مشاكل خاصة بالنسبة للمصافي الأوروبية حيث باتت الاحتياطيات تتعرض للضغط لأنها سوف تضطر إلى استيراد كميات من النفط الخام – أكثر كُلفة – من بلدان أخرى مثل نيجيريا التي سببت السرقة وانقطاع الإمدادات والأعطال انخفاضا فيها انخفاض فعلي في إنتاج النفطي إلى أدنى مستوى يبلغه في أربع سنوات.
أضف لذلك التوترات الجيوسياسية المرتبطة بسوريا والخوف المحتمل من انتقال العدوى إلى أسعار النفط الفوري التسليم في دول أخرى شرق أوسطية منتجة للنفط، فإن خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بقيا مدعومين جيدا على حد سواء. ارتفع سعر عقود خام برنت الآجلة للتسليم الفوري – أو السريع كما يسمونه أيضا – بقوة خلال الشهر الماضي مقارنة بالعقود المؤجلة ويسلط الضوء على قضايا العرض الحالية التي تزيد ضغطا تصاعديا أقوى نسبيا على النفط الخام المعد للتسليم الفوري أو السريع.
لعب التراجع الحاد – الذي بات يعرف به هذا النوع من منحنيات العقود الآجلة – لصالح المستثمرين الذين كانوا قد دخلوا في عمليات شراء كبيرة بانتظار عمليات الصعود، إما من خلال العقود الآجلة أو من خلال الصناديق المتداولة في البورصة. توفر هذه الحالة للمستثمر إمكانية اتخاذ وضعين ايجابيين لعمليات التعويض بمعنى أن السعر يبقى غير متغير كل شهر مما يحدث عائدا إيجابيا عندما تُرَحَّلُ عمليات التداول في العقود الآجلة الفورية إلى الشهر التالي.
الفرق السعري الحالي بين العقود الآجلة الفورية بين أكتوبر 2013 ويناير 2014 هو 4,60 دولارات أمريكي للبرميل أو ما يعادل الفرق في فائدة عمليات التداول بما يقرب 4% خلال هذا الوقت. وكمثال على هذا نرى أن مؤشر خام برنت داو جونز يو بي اس يشهد حاليا زيادة قدرها 8,3% منذ بداية العام وحتى اليوم مقارنة بزيادة قدرها 4,2% باستخدام الأداء المستمر للشهر الأول الخاص بالعقود الآجلة لنفط خام برنت.
تأرجح سعر خام برنت حول 115 دولارا للبرميل طوال الأسبوع الماضي – ولا يزال كذلك – على الرغم من كل الشكوك والمخاوف المذكورة أعلاه، أي بزيادة قدرها خمسة دولارات فقط فوق متوسط ??سعره على مدى العامين الماضيين. فيما يتعلق بسوريا، فإن موقفا من الانتظار والترقب يسود حاليا لكنه لا يزال يجعل خطر السعر على المدى القريب يميل إلى الازدياد ما لم نشهد استئنافا لإنتاج النفط الليبي وصادراته.
كما أن توقعات نمو الطلب المستقبلية لا تزال قيد التقدير والاعتبار حيث يحاول محللون قياس تأثير تعافى الاقتصادات النامية ضد مخاطر حدوث تباطؤ في الاقتصادات الناشئة. النطاق السعري الحالي لنفط خام برنت هو 112-117,35 دولارا للبرميل مع ازدياد قد يفتح المجال لبلوغه أعلى مستوى وصله هذا العام وهو 119,17 دولارا للبرميل.
انفراج ثمين
ساعد تقرير الوظائف الأمريكي ليوم الجمعة – والذي كان أضعف من المتوقع – المعادن الثمينة على استعادة بعض الدعم الذي كانت قد خسرته في وقت سابق من الأسبوع عندما ارتفعت عائدات السندات وارتفع الدولار أكثر من قيمة التعويض الذي أحدثته المخاوف المستمرة بشأن ما سيحدث بعد ذلك في سوريا. على الرغم من أنه كان أضعف مما كان متوقعا، فإن تقرير الوظائف ربما لن يثني الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن تحديد جدول زمني بشأن موعد سحب أو تخفيض التحفيز.
ومع ذلك فإن ما يمكن أن يفعله ذلك هو منح صانعي القرار فرصة للتنقيص التدريجي أقل مما تتوقع السوق حاليا. وهذا من شأنه تقديم يد المساعدة للاقتصاديات الناشئة التي باتت ترزح وتترنح تحت عمليات هروب ضخمة لرأس المال مما وضع عملاتها وأرصدة حساباتها الجارية تحت الضغط على مدى الشهر الماضي.
انحصار الذهب
بقي الذهب عالقا في نطاق سعري رئيسي للدعم أو المقاومة يبلغ ما بين 1350 و1417 دولارا أمريكيا للأونصة عقب الارتفاع الذي شهده في شهر أغسطس حيث بلغ 1434 دولارا أمريكيا للأونصة. على المدى القريب، فإن خطر حدوث المزيد من التصفية طويلة الأمد بات يلوح، بما أن المستثمر المؤسسي بقي فاترا مع عدم استعادة التدفقات في المنتجات المتداولة في البورصة عافيتها بينما تتلقى عمليات الشراء المكثفة للعقود الآجلة الدعم بشكل رئيسي من البيع على المكشوف. سوف نراقب عن كثب عائدات السندات التي ارتفعت بشدة خلال الربع القادم مع أي علامات مغالاة في هذا الأمر والتي من المحتمل أن تجلب الدعم للذهب. حتى 18 سبتمبر، سوف يميل العديد من المستثمرين إلى الإحجام عن اتخاذ أي قرارات استثمار جديدة لأنهم سوف ينتظرون وضوح نوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالتنقيص التدريجي.
وقعت الفضة – التي شهدت انتعاشا مثيرا خلال شهر أغسطس – في ورطة خلال الأسبوع عندما تلاشى الدعم القوي السابق الذي كان قد قدمه النحاس في وقت مبكر، ولكن بعد أن تمكنت من الحصول على دعم عند 23 دولار أمريكي للأونصة استأنفت بسرعة أداءها المتفوق في مقابل الذهب حتى باتت حاليا أفضل المعادن أداء أيضا مقابل البلاتين والبلاديوم.
محصول قياسي للذرة
كان الكاكاو السلعة الأفضل أداء خلال هذا الأسبوع بعد أن قفز إلى أعلى مستوياته في 11 شهرا. كان الدافع لذلك حالة الطقس السائدة حاليا في غرب إفريقيا حيث إن اثنين من أكبر منتجي الكاكاو في العالم هما ساحل العاج وغانا قد تلقيا كميات أمطار أقل من المعتاد؛ وهذا يضع بعض الشكوك حول حجم المنتوج فيهما خلال موسم الحصاد المقبل والذي من المقرر أن يبدأ الشهر المقبل. وتراجعت أسعار الذرة من الارتفاع الكبير والمفاجئ في السعر الذي كانت قد شهدته في أواخر شهر أغسطس بسبب بداية موسم الحصاد في التسارع. لا تزال التوقعات الحالية تميل نحو جني محصول قياسي على الرغم من قلة الأمطار خلال الأسابيع الأخيرة السابقة لوصول المحصول مرحلة النضج والحصاد.

Similar Posts