صناع ومستثمرون: واثقون من نجاح الاقتصاد فى أول اختبار لصندوق النقد الدولى منذ عام 2010

على الرغم من القلق الكبير الذى ينتاب الأوساط الاقتصادية فى مصر مع اقتراب أول زيارة خلال الأيام المقبلة لوفد من صندوق النقد الدولى لمصر منذ مارس 2010 لتقييم الاقتصاد المصرى، عبر صناع ومستثمرون عن ثقتهم الكبيرة فى حصول مصر على تقييم جيد من الصندوق لأسباب كثيرة منها الإجراءات الإصلاحية الكثيرة التى قامت بها الحكومة مؤخرا، والإعلان عن الانتهاء من قانون الاستثمار الموحد وإقرار قانون الصناعة الموحد قبل القمة الاقتصادية المرتقبة بالإضافة إلى نجاح الاكتتاب فى شهادات قناة السويس والاقتراب من حل الكثير من المنازعات مع عدد من المستثمرين العرب والأجانب.
واعتبر عدد من المستثمرين أن التقييم سيكون بمثابة نقطة انطلاق قوية لتحقيق الاقتصاد المصرى لمعدلات نمو قياسية خلال الفترة المقبلة.
موضحين أن وضعية الاقتصاد الآن باتت أكثر وضوحا خصوصا فى ظل إصرار الدولة على علاج جميع التشوهات التى تواجه مناخ الاستثمار بالإضافة إلى نجاحها فى الإجراءات التى اتخذتها بشأن خفض عجز الموازنة وتنقية المنظومة التشريعية.
ومن المقرر أن تصدر بعثة الصندوق تقييم عن الاقتصاد المصرى، بعد أن دعا ممثل مصر فى الصندوق ،بعثته إلى زيارة مصر وإصدار تقرير يعد دوريا لكنه لم يتم لمدة أربع سنوات بسب ظروف مصر السياسية.
من جانبه توقع محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمرى برج العرب نجاح زيارة بعثة صندوق النقد الدولى الذى سيزور مصر والظروف مختلفة تماما عما كانت عليه الأوضاع فى عهد الرئيس السابق مرسى، لاسيما بعد التصنيف الجديد الذى أعلنت عنه مؤسسة موديز بتعديل وضعية الاقتصاد المصرى من سالب إلى مستقر وهو ما يعنى تحسن أحوال الاقتصاد وتعافيه بشكل كبير، مشيرا إلى أن نجاح اكتتاب شهادات قناة السويس واعلان الحكومة عن حل جميع المنازعات الاستثمارية الموجودة بين الدولة وبعض المستثمرين العرب والأجانب، بالإضافة إلى وضع آلية جديدة لحل مشكلات نقص الأراضى الصناعية المرفقة سيعطى انطباعا للصندوق بأن الاقتصاد المصرى أصبح الآن أفضل من حيث وضعيته وقدرته على تسديد ديونه الداخلية والخارجية.
وعبر حسام فريد حسانين رئيس جمعية شباب الأعمال عن تفاؤله بزيارة بعثة صندوق النقد الدولى، مطالبا الحكومة بسرعة إقرار جميع القوانين المعطلة للاستثمار فى مصر والعمل على إزالة جميع العقبات التى تقف أمام دفع عجلة التنمية، مشيرا إلى أن حصول مصر على تقرير جيد من قبل خبراء الصندوق قبل عقد المؤتمر الاقتصادى فى شهر فبراير المقبل أمر مهم جدا ومفصلى لاسيما أن إعلان البعثة عن رضاها عن الإصلاحات الأخيرة سيؤدى وبشكل كبير إلى نجاح مؤتمر القمة الاقتصادى الذى تعول عليه الدولة كثيرا.
وأضاف حسانين أن نجاح الزيارة سيكون له مزايا كثيرة أخرى اهمها طمأنة المستثمرين العرب والأجانب حول مستقبل الاقتصاد على المدى المتوسط، الأمر الذى يفتح الباب أمام تدفق الأستثمارات الأجنبية لاسيما أن البعض يعتبر صندوق النقد الدولى مستشارا اقتصاديا له، وتقييمه يعتبر بمثابة شهادة صحية لأداء الدول اقتصاديا.
وشددت ميرفت الحسينى عضو مستثمرى مدينة أبورواش الصناعية على أهمية تلك الزيارة خصوصا بعد الظروف الصعبة التى واجهها الاقتصاد المصرى منذ اندلاع ثورة 25 يناير وانهيار معدلات نمو الاقتصاد الأمر الذى تسبب فى زيادة معدلات البطالة والتضخم وخسارة مصر لأكثر من نصف احتياطها النقدى، ناهيك عن انخفاض تصنيف الاقتصاد المصرى من قبل مؤسسات التقييم، «الظروف الآن افضل بكثير ولا داعى للخوف لأن العالم كله يرى ما حدث لمصر بعد 30/6 والدليل على ذلك نجاح الحكومة الحالية فى جمع أكثر 10 مليارات دولار فى أقل من 8 أيام بالإضافة إلى تلقيها تبرعات من دول الخليج بأكثر من 12 مليار دولار وهو ما يؤكد ثقة تلك الدول فى مستقبل مصر الاقتصادى» حسب الحسينى.
وتضيف الحسينى على الرغم من تضررنا كمستثمرين من الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة خلال الأشهر الأخيرة، والتى تسببت فى زيادة أعباء الصناعة الا اننا نؤكد أن الاقتصاد المصرى سيكون فى المستقبل أفضل حالا، لاسيما فى ظل الخطط التى اعلنت عنها الحكومة والخاصة بدعم وإصلاح مناخ الاستثمار.