ضوابط عمل المرأة

العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام ضبط الإسلام العلاقة بين الرجال والنساء بضوابطٍ مهمةٍ تحمي المجتمع من الآفات، وتصون الأعراض فيه، وتسدّ ذرائع الوصول إلى الفواحش، وتُرسي مبادئ العفة، والطهارة، فحرّم الخلوة بين الرجل والمرأة، ومنع الاختلاط لغير حاجةٍ، وأمر بالستر، والحجاب، وغضّ البصر، وقلّل المساحة الجائزة لتبادل الحديث بين الجنسين إلى أقلّ ما يُمكن، فلا يكون ذلك إلّا بقدر الحاجة، مع التنبيه والتأكيد على عدم الخضوع بالقول، والتكسّر فيه، ونحو ذلك، وهذه الأمور كلّها ممّا يصلح لكلّ المجتمع على حدٍ سواءٍ، فهي قواعد وأحكام منضبطةٌ واضحةٌ، لا تختلف من شخصٍ إلى آخرٍ، أو من ثقافة مجتمعٍ إلى ثقافة مجتمعٍ آخرٍ، كما يحاول دعاة الاختلاط أن يصوّروا الأمر، ومع ذلك كلّه إلّا أن التعامل بين الجنسين وتلاقيهما في الشريعة الإسلامية جائزٌ شريطة الالتزام بالقواعد المذكورة، أمّا إن كانت المرأة سافرةٌ، وغير متحجبةٍ، أو تتقصّد التغنّج في كلامها، والمجون في أفعالها فذلك ممّا ترفضه الفطر السليمة، وممّا يجرّ كثيراً من المفاسد والشرور إلى المجتمع المسلم، لذلك فقد حرّمه الإسلام ومنعه.[١] Volume 0%   والأصل في الإنسان الحذر من الوقوع في شباك الشيطان، فهو يغرّ الإنسان بزعم أنّه قويٌ أمام الفتن، ولا يتأثّر دينه بالمحادثات مع الجنس الآخر، والاختلاط به، فما يلبث قليلاً إلّا وقد وقع في شباك الغواية، وطرق الضلال، لذلك فإنّ الابتعاد عن الاختلاط ومظاهره المختلفة أوجب وأولى للإنسان إن لم يكن له حاجةٌ فيها، والحقيقة أنّه ليس هناك علاقةٌ عاديةٌ بين الرجل والمرأة، بل إنّ الله جعل في نفس كلّ إنسان غريزة الميل إلى الجنس الآخر، وذلك لبقاء الحياة واستمرارها، وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة إمّا علاقة المحارم، كعلاقة الابن بالأم، أو علاقة الأخ بالأخت، أو الأب بالابنة، أو علاقة الزوجية بين الزوج وزوجته، ولا يجب أن يكون هناك علاقةٌ بين الرجل والمرأة في الإسلام خارج هذا النطاق إلّا لضرورةٍ، مع وجوب الالتزام حينها بالحدود، والضوابط المشروعة فيها.[١][٢] ضوابط عمل المرأة أجاز الإسلام للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل، ولكنّه وضع لذلك ضوابطاً معينةً، واشترط له شروطاً خاصةً لا بدّ للمرأة أن تلتزم بها، وتتأكّد من توفّرها في العمل الذي تقوم به حتى يجوز لها ذلك، وفيما يأتي بيان جانبٍ من تلك الضوابط:[٣] أن يكون المجتمع محتاجاً إلى عملها، أو أن تكون محتاجة هي للعمل، فإن كان هناك حاجةٌ لعمل المرأة في تدريس البنات مثلاً، أو تطبيب النساء، ونحو ذلك فلا بأس من عملها، وكذلك إن كانت هي محتاجةٌ لمالٍ تُنفق به على نفسها. ألّا يكون في العمل مجالٌ للخلوة بالرجال، أو الاختلاط بهم؛ لأنّ الإسلام أوجب على المرأة البُعد عن الرجال غير المحارم لها، كما حرّم عليها الخلوة بهم، وذلك حرصاً على المجتمع المسلم من مخاطر الانحلال والتفسّخ، وما ينتج عن مثل ذلك من أمراضٍ مجتمعيةٍ خطيرةٍ. أن يكون العمل مناسباً، ومنسجماً مع صفات المرأة، وخصائصها، وما جبلها الله عليه في خِلقتها، فلا تكلّف بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها غير الرجال، كالعمل في المصانع، والمعامل ونحوها. ألّا تكون طبيعة العمل متعلّقةٌ بالولايات العامة؛ كرئاسة الدولة، والقضاء، وإمارة البلاد ونحو ذلك. أن يأذن لها ولي أمرها بذلك العمل، سواءً أكان وليّها أباً، أو زوجاً، أو أخاً، أو نحوه؛ وذلك لأنّ الرجل هو قوّام الأسرة، ولا بدّ أن يُستأذن في كلّ شأنٍ يخصّ الأسرة، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد أرشد المرأة ألّا تخرج إلى الصلاة إلّا بإذن وليها، فيكون استئذان الولي في العمل أولى. أن تلتزم المرأة باللباس الشرعي عند خروجها إلى العمل، ومرورها بالرجال الأجانب. Volume 0%   آداب الحديث بين الرجل والمرأة إذا وُجدت الحاجة للتواصل والحديث بين المرأة والرجل؛ فلا بدّ من مراعاة جملة من الآداب أثناء ذلك، فيما يأتي بيان بعضها:[٤] الاقتصار في الحديث على القدر المطلوب، فلا يتشعّب الكلام بينهما، ويتوسّعان في الحديث حول ما لا يتعلّق بموضوعهما الأصلي، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- خير مثالٍ على ذلك، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في قصة الإفك كيف تعامل معها صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- يومها، حيث قالت: (فأصبحَ عندَ منزلي، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني، وكان رآني قبلَ الحجابِ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه).[٥] تجنّب المزح والضحك، ونحو ذلك أثناء الكلام بينهما، فذلك ليس من الأدب، ولا من خصال المروءة. ترك التحديق الطويل في الطرف الآخر، والحرص على غضّ البصر وعدم إطلاقه، مع العلم بأنّه لا حرج في النظر الخفيف لأجل إتمام الحديث. الحرص على عدم الخضوع في القول، ومثال ذلك ترقيق نبرة الصوت، أو التلطّف في الكلام، فالأصل فيهما أن يتحدّثا بالنبرة والصوت الطبيعي لكلٍّ منهما. تجنّب استخدام العبارات أو الألفاظ التي فيها خصوصيةٌ لأحد الجنسين، أو العبارات التي تشير إلى شيءٍ من الغراميات ونحوها من المعاني. الابتعاد عن أساليب الخطاب المؤثّر بالآخرين، كمن يستعمل لغة الإشارة، وحركات اليد بكثرةٍ، أو يستشهد بالأبيات الشعرية والأمثال ونحو ذلك، فهذا مدخل من مداخل الشيطان لحصول التعلّق بين الجنسين

Similar Posts