ظاهرة الاحتباس الحراري تعريفها وأسبابها

الاحتباس الحراري يُعتقد بأن بداية الاهتمام بظاهرة الاحتباس الحراري كانت في سبعينيات القرن العشرين، وبالضبط بعد مؤتمر ستوكهولم العالمي للبيئة الذي عُقد عام 1972م، حيث تناول المؤتمر هذه الظاهرة لأول مرة واعتبرها ظاهرة تحتاج الى الدراسات العميقة بهدف الوصول إلى استنتاجات تساعد العلماء المختصين على تحليل ظاهرة الاحتباس الحراري، وإيجاد الطرق المناسبة في معالجتها، لكن لم يكن هذا الاعتقاد صحيحاً لأن أول من بدأ بالاهتمام بهذه الظاهرة وربطها بارتفاع درجة حرارة الأرض هو العالم الفرنسي فورييه عام 1842م، حيث حاول الكشف والبحث عن تفسير عقلاني لظاهرة دفء الكرة الأرضية، فاستدل من خلال البحوث والدراسات إلى أنه لا بد أن يعود السبب إلى الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض، ويعد بمثابة سقف يحفظ الحرارة تحته، ومن هذا التحليل يكون فورييه قد استدل لنصف الحقيقة. وجاء بعده تيندال عام 1865 وهو عالم بريطاني قدم العديد من البحوث المخبرية التي تيبن إمكانية غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء على امتصاص الحرارة، كما وأنه قام ببعض القياسات التي بينت مسؤولية ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء عن ظاهرة الاحتباس الحراري.[١] تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة بيئية، تضمن حياة الإنسان والكائنات الحية على الأرض، فالاحتباس الحراري يحمي الطاقة الحرارية المنبعثة من الشمس إلى الأرض من الضياع، ولولا ذلك لكانت درجات الحرارة أقل من الصفر بـ18 درجة مئوية، مما يصعب على الكائنات العيش على الأرض، أما عن كيفية انحباس الحرارة فيتم عن طريق حبس الطاقة الحرارية من خلال مجموعة من الغازات ضمن نسب معتدلة، مما يساهم في توفير ظروف مناخية تناسب الكائنات الحية التي تعيش على الأرض. ومع مرور الوقت تحولت ظاهرة الاحتباس الحراري التي تحمي كوكب الأرض إلى مشكلة خطيرة تؤثر على البيئة والكائنات الحية بشكل كبير، وذلك بفعل أنشطة الإنسان السلبية التي زادت من نسبة الغازات بشكل يفوق الطبيعي، كبخار الماء والميثان وغاز فلوريد الكلور وثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى اختلال في توازن هذه الظاهرة، وتسببها بخطر كبير على حياة الكائنات الحية.[٢] وفيما يخص الاحتباس الحراري كمصطلح فقد قام بابتكاره العالم الكيميائي السويدي سفانتي أرينيوس وكان ذلك عام 1896م، وأطلق نظرية الوقود الأحفوري المحترق الذي سيزيد تلوث الغلاف الجوي بغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة، وأنه إذا ارتفع تركز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فإن الحرارة سترتفع بما معدله 4-5 درجات.[١] غازات الاحتباس الحراري إن عملية الحفاظ على معدل حرارة الأرض تحدث عن طريق الموازنة بين جميع أشكال الإشعاع الشمسي والأرضي، حيث تسمى الإشعاعات ذات الموجات القصيرة بالإشعاعات الشمسية، وذلك لأن طولها الموجي قصير وترددها عالٍ بعض الشيء. أما الإشعاعات الأرضية فهي الإشعاعات ذات الموجات الطويلة، وذلك لأنها تتميز بطول موجي طويل وتردد قليل نسبياً، ويتم قياس أشعة الشمس المتجهة نحو الأسفل بوحدة الواط لكل متر مربع، وتمتص الأرض الإشعاع الشمسي بنسب قليلة مقارنة بالإشعاع الشمسي الذي يدخل للغلاف الجوي، ولتحقيق الحفاظ على التوازن الديناميكي الحراري يجب أن تعكس الأرض نفس المقدار الذي تم امتصاصه. لكن تبين حدوث خلل بين كمية الأشعة المنبعثة من الأرض وكمية الأشعة التي تمتصها؛ بسبب وجود بعض الغازات الكيميائية التي تمتص الأشعة المنبعثة من الأرض، وقد أُطلق عليها مصطلح الغازات الدفيئة أو ما يُعرف بغازات الاحتباس الحراري، ومن الأمثلة على هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز، والميثان. مما يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والجزء السفلي من الغلاف الجوي المحيط به.[٣] ظاهرة البيت الزجاجي ظاهرة البيت الزجاجي هي ظاهرة تحدث بسبب الغازات الناتجة عن التلوث والتي تعرف باسم (غازات البيت الزجاجي)، حيث تكوّن هذه الغازات غلافاً حول الأرض يسمح بدخول أشعة الشمس مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، ثم تبعث الأرض بأشعة نحو الفضاء لكن هذا الغلاف يمتص غالبية هذه الأشعة ويمنع خروجها إلى الفضاء. وسميت هذه الظاهرة بهذا الاسم لأنها تشبه تأثير البيت الزجاجي المستخدم في الزراعة من أجل الحفاظ على درجات حرارة محددة لحماية النباتات، ومن أهم هذه الغازات: الغازات العضوية كالكلوروفلوروكربون، وأكسيد النيتروز، وبخار الماء، وثاني أكسيد الكربون.[٤] أسباب الاحتباس الحراري تعود ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أسباب عديدة، فمن منظور بعض العلماء فإن أسباب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وحدوث التقلبات المناخية هي غازات الاحتباس الحراري، ويرى البعض الآخر من العلماء بأن الأسباب ترجع إلى تأثير بعض العوامل الطبيعية كالبراكين والتذبذب في شدة الأشعة الشمسية واختلاف مدارات الأرض، وغيرها. وهي كالآتي:[٥] غازات الاحتباس الحراري: إذ تشير الدراسات والأبحاث إلى أن التغير المناخي وارتفاع درجات حرارة الأرض يرتبط بارتفاع نسبة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويعود السبب الأول في هذا الارتفاع الى النشاط البشري، فقد تزايدت الأنشطة البشرية سواء في المجال الزراعي أو الصناعي أو المنزلي، ومن الأنشطة البشرية التي تحرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى زيادة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو: عمليات التعدين، وعمليات توليد الطاقة، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط لوسائل النقل الجوي والبري والأجهزة المنزلية الكهربائية وقلة الوعي بأهمية توفير استهلاك الطاقة بجميع أنواعها. كما قطع الإنسان أعداداً هائلة من الأشجار المعمرة وحوّل الغابات إلى أراضٍ لرعي الأبقار أو استخدامها للزراعة الحقلية، مما يؤدي إلى تقليل عملية البناء الضوئي التي تتخلص من ثاني أكسيد الكربون[٥] الأسباب الطبيعية:ومن الأسباب الطبيعة التي لها دور في ظاهرة الاحتباس الحراري البراكين، فحدوث البراكين يطلق كميات هائلة من بخار الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين، ويمثل الرماد البركاني الناتج عن ثوران البركان مواد عالقة في الجو تحبس الأشعة الصادرة من الأرض في الطبقات القريبة من سطح الأرض، كما تسخّن الحرارة الخارجة من فوهة البركان الأرض والهواء.[٥] والجدير بالذكر أن تأثير العوامل الطبيعية مثل البراكين، والعوامل الكونية الأخرى مثل اختلاف مدارات الأرض على تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة لم يكن كبيراً خلال القرن الماضي وخصوصا بعد الثورة الصناعية.[٥]
 

Similar Posts