عوائد ضعيفة لاستثمارات الصناديق بالأسواق الناشئة

تواجه صناديق الثروة السيادية الأكبر في العالم احتمالات هبوط أرباحها هذا العام بالمقارنة مع أرباح وفيرة في العام الماضي، بسبب عوائد ضعيفة نتيجة لتنويع استثماراتها بالدخول إلى الاقتصادات الناشئة.
فقد استثمرت الصناديق السيادية بكثافة في الأسواق الناشئة وبخاصة عن طريق أسواق الأسهم والسندات، حيث تكلفة الاستثمار زهيدة والحجم كبير بما يكفي لاستيعاب استثمارات ضخمة, وذلك بدلا من الدخول في صفقات استثمار مباشر لعلها أعلى عائدا لكنها غالبا ما تكون صغيرة للغاية وتتطلب جهدا شاقا للاستفادة منها.
وفي مايو/أيار قال جهاز أبو ظبي للاستثمار إنه سيخفض المستوى المستهدف لانكشافه على أسهم الأسواق المتقدمة وأبقى مستوى الانكشاف على الأسواق الناشئة بدون تغيير, ورفع صندوق النفط الأذربيجاني البالغة قيمته 34 مليار دولار وزن الأسواق الناشئة في محفظته إلى 13% في العام الماضي من 9.5%.
وعلى نحو مماثل قالت صناديق من سنغافورة وروسيا على مدى العام المنصرم إنها عززت استثماراتها بأصول الأسواق الناشئة على حساب استثمارات الاسواق المتقدمة.
تراجعت الاستثمارات المباشرة للصناديق السيادية في كل الأسواق إلى أدنى مستوى في ست سنوات عند 57 مليار دولار في 2012 بانخفاض 46% عن الذروة المسجلة قبل ثلاث سنوات
وبحسب بيانات لتومسون رويترز يخصص أكبر 38 صندوقا سياديا في العالم -والتي تستثمر نحو 900 مليار دولار عالميا في أسهم مدرجة- أكثر من ثلث الإجمالي للأسواق الناشئة بواقع 383 مليار دولار, وبزيادة 18% عن منتصف 2012.
وتستحوذ الأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسط -حيث منشأ عدد كبير من تلك الصناديق- على الجانب الأكبر من الكعكة, وذلك بواقع 227 مليار دولار و140 مليار دولار على الترتيب.
وساعدت تلك الأصول -التي استفادت بدورها من تدفق أموال رخيصة من الاقتصادات المتقدمة- صناديق سيادية كثيرة على تحقيق أرباح في خانة العشرات عام 2012.
أوقات أصعب
لكن الأوقات السعيدة توشك على الانتهاء، حيث تجد الاقتصادات الناشئة صعوبة في جذب رؤوس الأموال من الغرب الآخذ بالتعافي.
وتوجد مؤشرات مبكرة على ذلك من النرويج التي يخصص صندوقها السيادي البالغ حجمه 760 مليار دولار نسبة 10% من محفظة أسهمه للأسواق الناشئة.
وقد خسرت استثمارات الصندوق في أسهم الأسواق الناشئة 5.9% في الربع الثاني من العام ولم يتجاوز العائد الإجمالي للصندوق 0.1% لفترة الأشهر الثلاثة.
وفي الوقت الذي عززت فيه صناديق سيادية كثيرة مخصصاتها عانت الأسواق الناشئة من بيع واسع النطاق. وفقد مؤشر إم إس سي آي لأسهم الأسواق الناشئة 1% منذ يناير/كانون الثاني، في حين زاد نظيره للأسواق المتقدمة 19%.
وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة ارتفعت الأسهم في الاقتصادات المتقدمة بنحو أربعة أمثال مكاسب نظيراتها الناشئة.
وتقول مؤسسة الاستثمار سوفرين ويلث سنتر إن أكبر عشرة صناديق سيادية خصصت في 2012 نحو ربع محافظها من شتى فئات الأصول للأسواق الناشئة.
وبحسب مؤسسة سيتي يوكيه، تراجعت الاستثمارات المباشرة للصناديق السيادية في كل الأسواق إلى أدنى مستوى في ست سنوات عند 57 مليار دولار في 2012 بانخفاض 46% عن الذروة المسجلة قبل ثلاث سنوات.

Similar Posts