فريدريك تايلور ونظرية الإدارة العلمية

فريدريك تايلورهو مهندس ميكانيكى صاحب نظرية الإدارة العلمية و خبير في تحسين فعالية العمل، ولد فريدريك تايلور فى عام 1856م فى امريكا لعائلة ثرية تعمل فى تعدين وتصنيع الصلب ، بدأ كعامل بسيط فى مصانع العائلة وسرعان ما تدرج فى المناصب حتى اصبح يشرف على عدد كبير من العمال وهذا ما فتح له الابواب ليصبح من اشهر الاداريين ولقب ب ” أبو الأدارة  “أهتم تايلور بإدارة العمل Work management  وكان شغله الشاغل هو البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل عن طريق دراسة الحركة والزمن في رأيه أن أفضل طريقة لأداء العمل هي أسرع طريقة فكانت السرعة هي المعيار الوحيد لديه للحكم على لأداء .وقبل الإدارة العلمية، كان العمل يقوم به الحرفيون المهرة الذين تعلموا وظائفهم عن طريق التلمذة الصناعية الطويلة. وكانوا يتخذوا قراراتهم بأنفسهم حول كيفية أداء أعملهم. وقد أخذت الإدارة العلمية الكثير من هذه الاستقلالية عند العمال وحولت الحرف اليدوية الماهرة إلى سلسلة من الوظائف المبسطة التي يمكن أن يؤديها العمال غير المهرة الذين يمكن تدريبهم بسهولة على المهام.يقول فريدريك تايلور في كتابه إدارة الورشة الصادر عام 1930 “إن فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله، ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأفضلها”.كثيرا يتم استخدام مصطلحي “الإدارة العلمية” و”منهج تايلور” كمترادفين،  فيوجد اتجاه يعتبر منهج تايلور النموذج الأول للإدارة العلمية الذي اتبعته مناهج كثيرة كالمدرسة السلوكية والمدرسة الموقفية ، ولذلك أحيانًا ما تطلق على منهج تايلور المنهج الكلاسيكي . توفي تايلور في عام 1915 وبحلول العشرينيات، كانت الإدارة العلمية لا تزال مؤثرة لكنها دخلت في منافسة ومزدوجة مع أفكار متعارضة أو تكميلية.
نظرية الادارة العلمية – المدرسة العلمية في الإدارة
 
كان نهج تايلور هو زيادة الإنتاجية التنظيمية من خلال زيادة كفاءة عملية الإنتاج من خلال التركيز على البحوث التجريبية. ولا سيما في الولايات المتحدة حيث العمالة، وخاصة العمالة الماهرة كانت  قليلية فكان هناك نقص فى المعروض من العمالة الماهرة في بداية القرن العشرين والطريقة الوحيدة لزيادة الإنتاجية من خلال رفع كفاءة العمال. 
وتنص الإدارة العلمية على أنه ينبغي تصميم خط العمل بحيث يكون لكل عامل مهمة خاضعة لرقابة جيدة ومحددة جيدا، كما يتم اتباع أساليب وإجراءات محددة بدقة لكل وظيفة. 
 تقوم نظرية إدارة تايلور على الاعتقاد الأساسي بأن المديرين ليسوا فقط أفضل من الناحية الفكرية من الموظف العادي، ولكن لديهم واجب إيجابي أيضا للإشراف على الموظفين وتنظيم أنشطة عملهم. ولذلك، فإن نظريته لم تستخدم إلا في المهام المتكررة والروتينية منخفضة المستوى التي يمكن إدارتها بسهولة على المستوى الإشرافي.أصبح تايلور مهتما بتحسين إنتاجية العامل في وقت مبكر من حياته المهنية عندما لاحظ أوجه قصور كبيرة خلال اتصاله مع عمال الصلب.
ملاحظات فريدريك تايلور- الإدارة العلمية
وكان تايلور، الذي يعمل في صناعة الصلب، قد لاحظ ظاهرة العمال الذين يعملون عمدا أقل بكثير من قدراتهم، أي التجنيد. وارجع تايلور هذا إلى ثلاثة أسباب:1-إن الاعتقاد العالمي تقريبا بين العمال أنه إذا ما أصبحوا أكثر إنتاجية، فستكون هناك حاجة إلى عدد أقل منهم، وسيتم القضاء على الوظائف.2-وتشجع نظم الأجور غير الحافزة على انخفاض الإنتاجية إذا كان الموظف سوف يحصل على نفس الأجر بغض النظر عن مقدار الإنتاج، على افتراض أن الموظف يقوم بإقناع صاحب العمل بأن بطء وتيرة العمل الحالية هى حقا وتيرة جيدة .ويهتهم الموظفون اهتمام كبير بعدم العمل بشكل جيد حيث ينتابهم الخوف من أن تصبح هذه الوتيرة السريعة المعيار الجديد فى العمل. وإذا قامت الادارة بالدفع للموظفون اموال مقابل الكمية التي ينتجونها، فإنهم يخشون من أن تقوم الإدارة بتخفيض أجور إنتاج الوحدة إذا زادت الكمية.3-العمال يهدرون الكثير من جهودهم من خلال الاعتماد على أساليب الخبرة والتجربة بدلا من أساليب العمل المثلى التي يمكن تحديدها من خلال دراسة علمية للمهمة.
 ومن أجل مكافحة هذة السلبيات وتحسين الكفاءة، بدأ تايلور إجراء تجارب لتحديد أفضل مستوى من الأداء لبعض الوظائف، وما هو ضروري لتحقيق هذا الأداء.
دراسة الوقتورأى تايلور أنه حتى المهام الأساسية التي لا معنى لها يمكن التخطيط لها بطريقة تزيد من الإنتاجية بشكل كبير، وأن الإدارة العلمية للعمل أكثر فعالية من طريقة “المبادرة والحوافز” لتحفيز العمال. وللعلم قد وفرت طريقة المبادرة وطريقة الحوافز حافزا لزيادة الإنتاجية، ولكنها وضعت المسؤولية على العامل لمعرفة كيفية القيام بذلك.ليحديد تايلور الطريقة المثلى لأداء وظيفة، أجرى تايلور التجارب التي سميت بدراسات الوقت، (المعروف أيضا باسم دراسات الوقت والحركة). وقد اتسمت هذه الدراسات باستخدام ساعة توقيت لتسلسل حركات العامل خلال اداء مهامه ، بهدف تحديد أفضل طريقة لأداء وظيفة.

 
وفيما يلي مثال على دراسة الوقت والحركة التي قام بها تايلور وآخرون في عهد الإدارة العلمية.
مثال على دراسة الوقت 
في دراسة عن “التجريف”، أجرى تايلور دراسات زمنية لتحديد أن الوزن الأمثل الذي يجب أن يرفعه العامل في المجرفة هو 21 رطلا. وبما أن هناك مجموعة واسعة من كثافات المواد، يجب أن تكون هناك  مجرفة بحجم يستطيع حمل 21 رطل من المادة بجرة مجرفة. وقدمت الشركة للعمال مجرافات مُثلى. وكانت النتيجة زيادة في الإنتاجية بنسبة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف، وكافأ العمال بزيادات في الأجور. قبل الإدارة العلمية، استخدم العمال مجارفهم الخاصة ونادرا ما كان لديهم مجارف جيدة .طور تايلور أربعة مبادئ لنظريته للإدارة العلمية. 
المبدأ الأول هو وضع منهجية أفضل لأداء كل مهمة علمياً. 
المبدأ الثاني هو أنه يجب على المديرين التأكد من اختيار أفضل شخص لأداء المهمة وضمان حصوله على أفضل تدريب.
المبدأ الثالث هو أن المديرين مسؤولون عن التأكد من أن أفضل شخص يتم اختياره لهذا المنصب من خلال تطبيق أفضل منهجية. المبدأ الأخير هو أن المسؤولية الكاملة عن طريقة العمل يجب أن تتم إزالتها من العامل ويجب أن يتم نقلها إلى الإدارة، والموظف هو المسؤول الوحيد عن أداء العمل الفعلي.وقد نفذت هذه المبادئ في العديد من المصانع، وغالبا ما زادت الإنتاجية بما مقداره ثلاثة مرات أو أكثر. طبق هنري فورد مبادئ تايلور في مصانع السيارات، وبدأت العائلات حتى في أداء مهامها المنزلية استنادا إلى نتائج دراسات الوقت والحركة.وقد استند تايلور نظام إدارته على دراسات الوقت فى خطوط الإنتاج. وقام تايلور بصنع وأبتكار أفضل وأسرع الطرق لأداء العمل عن طريق تقسيم كل وظيفة الى مكونات وتطبيق قاعدة دراسة الوقت كمبدأ أساسى فى كل مكون . 
كما حاول إقناع أصحاب العمل بدفع نسبة أعلى إلى العمال الأكثر إنتاجية. في الأجزاء الأولى من القرن العشرين أصبحت نظرية الإدارة العلمية شعبية جدا حيث تبين أن تطبيقه يؤدي إلى تحسينات في الإنتاجية والكفاءة.
 
عيوب الإدارة العلمية

 

وفي حين أن مبادئ الإدارة العلمية حسنت الإنتاجية وكان لها تأثير كبير على الصناعة، فإنها زادت أيضا رتابة العمل. نواة العمل الأساسية اصبحت مفقودة مثل تنوع المهارات لدى العمال، اصبح العمال يشعرون بعدم وجود مغزى او أهمية فى المهمات التى يؤدونها، وعانى العمال بعدم الشعور بالاستقلالية، وردود الفعل “التغذية العكسية” لم تكن موجودة عند الادارة العلمية.
 
وفي حين أن العمال كانوا يقبلون في كثير من الحالات طرق العمل الجديدة، إلا أنهم لم يكونوا يقبلوا  في بعض الحالات. وكثيرا ما كان استخدام نقاط التوقف “نطام الحركة” مسألة محتجزة وأدى إلى إضراب في أحد مصانع يجري فيه اختبار “تايلور”.
 
 وأدت الشكاوى التي تفيد بأن نظام تايلور” الإدارة العلمية” مجردة من الإنسانية إلى إجراء تحقيق من جانب كونغرس الولايات المتحدة. وعلى الرغم من كل هذا، غيرت الإدارة العلمية الطريقة التي تم بها العمل، ولا تزال أشكاله تستخدم اليوم.

 
 
تذكير لك عزيزى القاريء – تتلخص أفكار تايلور فيما يلي : تحديد الطريقة المثلى لأداء العمل عن طريق دراسة الحركة والزمن وإلغاء الحركات غير الضرورية . الاختيار الجيد للعمال والتدريب الجيد . تنفيذ العمل طبقاً للنظام المحدد بواسطة الإدارة . تقسيم العمل بأن تتولى الإدارة وظيفة التخطيط وتنفرد بها ويقوم العمال بالتنفيذ .وقد صيغت هذه الأفكار تحت عنوان المدرسة العلمية في الإدارة Scientific management
تذكير لك عزيزى القاريء
تعريف  المدرسة الكلاسيكيّة
المدرسة الكلاسيكيّة (بالإنجليزيّة: Classical School) “فكر إدارى مبنى على أساس الاعتقاد بأن الموظفين لديهم احتياجات اقتصادية ومادية فقط، وأن الاحتياجات الاجتماعية والحاجة إلى الرضا الوظيفي إما غير موجودة أو غير مهمة، وبالتالي فإن هذه المدرسة تدعو لأعلى درجات التخصص و تقسيم العمل، واتخاذ القرارات المركزية، وتعظيم الأرباح ”
وقد تناولنا فى مقالة منفصلة بعنوان المدرسة الكلاسيكية في الإدارة – المدرسة التقليدية في الإدارة كل شيء عن المدرسة الكلاسيكية فى الإدارة ، فهى مقالة مهمة ومفيدة يجب عليك الإطلاع عليها.
 

نظريات المدرسة الكلاسيكية 
 
وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي : 

1) نظرية الإدارة العلمية       تركز على البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل 
2) النظرية البيروقراطية       تركز على القواعد والإجراءات، والتسلسل الهرمي وتقسيم واضح للعمل
3) نظرية المبادئ الإدارية   تؤكد على تدفق المعلومات داخل المنظمة  

Similar Posts