قرن من الإبداع « ».. ديوان للعصر .. وللفنون أيضا!

 
الذى يزور مبنى مؤسسة «الأهرام» بشارع الجلاء بالقاهرة، سيدهشه أنه فى مبنى يشبه المتحف.. إذ يضم المبنى واحدة من أكبر مجموعات الفن الحديث فى مصر كلها.. فى شكل لوحات وتماثيل وجداريات وبورتريهات، أبدعها أهم الفنانين المصريين، من كل المدارس الفنية. وتشير الأرقام إلى أن هذه المجموعة تضم أكثر من 650 عملا فنيا لكبار الفنانين.. مثل؛ محمود سعيد وراغب عياد وسيف وانلى وصلاح طاهر وإنجى أفلاطون وجمال السجينى وجاذبية سرى وصبرى راغب وحلمى التونى.. وغيرهم. عن هذه المجموعة الفنية النادرة، صدر كتاب «قرن من الإبداع»، للدكتور مصطفى الرزاز.

الكتاب يبدأ بكلمة بعنوان «حلقة الوصل بين القلم والريشة» يتناول فيها قصة الأهرام مع المقتنيات الفنية، والتى بدأت فى عهد رئاسة الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل لمجلس إدارة المؤسسة عام 1968 بعد افتتاح مبنى شارع الجلاء.. تلك المقتنيات التى زينت جدران صالات التحرير، ومكاتب وأروقة مبانى الأهرام المتعددة، لتتداخل عوالم الإبداع اللفظى والإبداع البصرى، فتظهر حلقة الوصل بين القلم والريشة، بين عالمى التقرير والخيال.
وتحت عنوان «عشرات الفنانين من كل المدارس» كتب د. مصطفى الرزاز عن عملية الاقتناء، التى بدأت على يد هيكل وتوفيق الحكيم وكمال الملاخ، ويشير إلى أن طفرة الاقتناء الكبرى جاءت بعد حرب 1967 مباشرة بسبب رغبة الأهرام فى مساعدة الفنانين على تخطى محنة النكسة، وهذا ما يفسر أن مقتنيات الأهرام من الجداريات تعد من أكبر المجموعات الجدارية فى مصر.
ويوضح الرزاز أن مجموعة الأهرام تمثل إبداعات للفنانين المصريين؛ بداية من جيل الرواد فى النصف الأول من القرن العشرين، بميولهم الكلاسيكية والتأثيرية، إلى المدارس السوريالية، فى فترة ما بين الحربين، ثم النزعات التجريدية بعد الحرب العالمية الثانية، ثم الحركة الواقعية الاشتراكية فى حقبة عبد الناصر، وبعدها الفن الشعبى. ويسجل الكتاب تطور الفن التشكيلى خلال القرن الماضى، منذ تأسيس مدرسة الفنون الجميلة عام 1908 وظهور جيل الرواد الذين تشمل مجموعة الأهرام الفنية أعمال بعضهم أمثال محمود سعيد وراغب عياد. ويقدم الكتاب نبذة مختصرة عن نخبة من الفنانين الرواد؛ أمثال تحية حليم وسيف وانلى وفؤاد كامل وصلاح طاهر.
بعد ذلك، ينتقل المؤلف إلى التراث الشعبى الذى اهتم به بعض الفنانين، ومنهم تحية حليم وجمال السجينى وحامد عبد الله وحلمى التونى وحامد ندا ورءوف عبد المجيد ورفعت أحمد وعبد الوهاب مرسى وعمر النجدى وفرغلى عبد الحفيظ وعلى نبيل وهبة ومصطفى الرزاز وناجى كامل، حيث ركز هؤلاء على الريف المصرى والنوبة، بينما تبنى فنانون آخرون التراث المصرى القديم، ومنهم سيد عبد الرسول وأحمد عبد الوهاب وآدم حنين وناجى فريد تادرس، بينما استكشف عدد من الفنانين جماليات الحروف العربية وقاموا بتطويعها فى أساليب معاصرة للتعبير، ومن بينهم حامد عبد الله وسناء البيسى وحسين الجبالى وأحمد فؤاد وفتحى جودة ومحيى الدين حسين.
انتقل الكتاب بعد ذلك إلى مجموعة الأهرام من النحت، التى تشمل أعمالاً فريدة لفنانين، من أمثال جمال السجينى والسيد عبده سليم وعلاء الحارثى وناجى كامل ومحمد ندا وآدم حنين. ومن الفنانين الذين قدم لهم الكتاب نبذة مختصرة جاذبية سرى وجورج البهجورى، كما يستعرض الكتاب مجموعة الأهرام من الجداريات للفنانين سيد عبد الرسول وزينب عبد الحميد وفرغلى عبد الحفيظ وزينب السجينى وآدم حنين وأحمد نوار ونازلى مدكور. ويختتم الرزاز كتابه بنبذة عن «صالة الأهرام للفنون» والتى تبلغ مساحتها 700 متر مربع والتى صممتها المعمارية الفرنسية سيلفى بلانشيت.

Similar Posts