لماذا يجب عليَّ أن أوظفك؟

يُعَدُّ هذا السؤال واحداً من أشهر الأسئلة التي تُطرَح في مقابلات العمل وواحداً من أكثرها منطقيةً أيضاً، فلماذا لا نسأل المرشح صاحب الشأن مباشرةً عن سبب كونه مناسباً لأداء الدور؟
 

لماذا إذاً يثير هذا السؤال الخوف في نفوسنا؟ يُعزى ذلك جزئيَّاً إلى عدم وجود طريقة للاحتيال على هذا السؤال، حيث يجب عليك أن تَذكُر تفاصيل مُقنِعةً تفسِّر بدقة سبب كونك أفضل من جميع الأشخاص الآخرين الذين تقدموا إلى الوظيفة، وأن تُخبر المسؤولين عن إجراء المقابلة لماذا تستحق الوظيفة أن يعينوا فيها شخصاً يتحلّى بالصفات التي تتحلّى بها.
 
 
 
أهم أمرٍ يجب عليك تذكُّره أنَّ القرار الذي يتّخذه مدير التوظيف بتعيين شخصٍ ما في الوظيفية، أيَّاً كان هذا الشخص، يضع سمعته على المحك، فأقنعه أنَّك الشخص الأفضل للقيام بالعمل واجعله يثق في ذلك، فهذا السؤال يمكن أن يكون مفتاح الظفر بعرض العمل هذا.
 
اكتشف ما يريدون:
الخطوة الأولى المُعتادة هي أن تُجري بعض عمليات البحث، فابدأ قراءة متطلّبات الوظيفة، ثمَّ اقرأ ما بين السطور، فقد يكون المطلوب شخصاً يتمتّع بمهارات التواصل والمرونة، أو شخصاً يتحلّى بقدرٍ كبيرٍ من الذكاء العاطفي، في حين أنَّ المعنيين يبحثون فعليَّاً عن شخصٍ يستطيع التكيّف مع المهام الجديدة ولديه حسّ المبادرة، أو عن شخصٍ يتفهم الآخرين ويستطيع ممارسة الإدارة بشكلٍ فعال.
 
ومن خلال فك رموز بعض المصطلحات المذكورة في الوصف الوظيفي تستطيع فهم نوع الخبرة والمهارات التي تحتاج إلى إظهارها في مقابلة العمل.
 
بعد ذلك ألقِ نظرةً على الطرائق المُتَّبعة عادةً لتحقيق الأهداف في الشركة، والتقارير الفصلية، ومواقع الإنترنت، وأخبار مجال العمل أو الشركة، إذ ستتكون لديك بهذه الطريقة فكرة وافية عن نوع احتياجات الشركة، وستتحقق من الأمور التي تشغل اهتمامها، وستفهم مجالات النمو المهمة في مجال العمل أو بالنسبة إلى القطاع.
 
استكشف بعد ذلك حسابات الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي ومدوناتها إذ يُعَدُّ هذا ضرورياً لفهم واحدٍ من أهم العوامل التي تراعى اليوم عند التوظيف: الملاءمة الثقافية. حيث ستتعرف من خلال ذلك على بيئة العمل وستعرف كيف تعرض التجارب المشابهة التي عشتها سابقاً لتتمكن من إثارة إعجاب المسؤولين.
 
وبعد فهم كل ما تريد فهمه بشكلٍ كامل تستطيع البدء بضبط إجابتك لتكون ملاءمةً لمقابلة العمل، حيث يُعَدُّ هذا فرصةً لعرض عمليات البحث التي أجريتها حول الشركة وإظهار اهتمامك بها والحصول على فرصةٍ أكبر لقول ما يود الأشخاص المسؤولون عن إجراء مقابلة العمل سماعه.
 
الأمر لا يتعلق بتحريف الحقائق لتحاول الحصول على عملٍ لا يناسبك، بل يتعلق باختيار أبرز الصفات المفيدة فيك وعرض مشاكل معينة تستطيع حلها.
 
 
النوع أهم من الكم:
إنَّ أهم الأمور التي يجب على إجابتك أن تبيِّنها هي الخبرة، والمهارات، والإنجازات، والتدريب أو التعليم، والملاءمة الثقافية.
 
يجب أن تكون الإجابة مقتضبةً أيضاً، فإذا احتوت على أكثر من ثلاثة أو أربعة أمثلة حول تلك الأمور سيفقد الأشخاص المسؤولون عن إجراء المقابلة تركيزهم على الأرجح وقد تبدأ الإجابة تفقد جودتها. إلى جانب هذا يجب عليك الاحتفاظ ببعض المعلومات لاستخدامها في الإجابة عن أسئلةٍ لاحقة حتى إن كنت قد استخدمت حالياً أهم الإجابات.
 
الخبرة والتدريب:
في البداية يجب عليك أن تستخدم الخبرة لتقدّم للأشخاص المسؤولين عن إجراء المقابلة صورة عامة عن نفسك والتأكُّد من أنَّهم يفهمون أنَّ لديك المعرفة الضرورية لتحقيق النجاح، فإذا كانت الوظيفة المُعلَن عنها هي وظيفة مدير مشروع وكانت لديك خبرة في إدارة المشاريع فإنَّ هذا هو ربما ما جعلهم يختارونك في المقام الأول لإجراء المقابلة وهذه فرصة لذِكر مزيد من التفاصيل والربط بين خبرتك ومجال العمل الذي تنشط فيه الشركة، أو الوظيفة التي تحتاج إليها، أو المشكلة التي لديها.
 
 
الإنجازات:
يعشق أصحاب الأعمال الإنجازات القابلة للقياس الكمي لأنَّها دليلٌ على أنَّك تستطيع فوراً تقديم عائدٍ مجزٍ مقابل الأموال التي استُثمرت في توظيفك، فاعرض عليهم أرقاماً مماثلة كالقول بأنَّك توليت إدارة 24 شخصاً، أو استطعت زيادة المبيعات بنسبة 150%، أو أكملت 9 مشاريع ناجحة مع ثلاثة عملاء مختلفين.
 
المهارات والملاءمة الثقافية:
بعد أن حدّدت أهم أنواع مهارات التواصل في ثقافة الشركة الجديدة استعرض بعض الأمثلة التي تتحدّث عن المرّات التي أظهرتَ فيها تلك المهارات، مع الأخذ في الحسبان إذا ما كانوا يُريدون شخصاً يتمتع بأعلى درجات التنظيم، أم يمارس القيادة بشكلٍ رائع، أم قادر على التوصل لحلول إبداعية للمشكلات.
 
التفاعل:
مهما أجريت من عمليات بحث لا بد من أن تنسى شيئاً ما لا سيما إذا كان هذا الشيء جزءً من العمل تكتمت الشركة عليه لسببٍ أو للآخر.
 
تذكر مسبقاً جميع المهارات والخبرات التي لديك بحيث يكون لديك مجموعة رائعة من الأمثلة الجاهزة، إذ بغض النظر عن كل شيء ستكون الأمور التي يخبرك بها الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة حينما تقابله أفضل مصدرٍ للمعلومات ويجب عليك أن تكون مستعداً للتفاعل معه.
 
ومن السهل أن تنشغل بالتفكير في الإجابات وتنسى الإنصات إلى الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة لكنَّ الإنصات هو على الأرجح أهم مهارةٍ تحتاج إليها في مقابلات العمل، فأنصت بعناية إلى كل ما يُقال لك وافهم بوضوح ما يريد المسؤولون سماعه منك.
 
 
الاحتفاظ ببعض الأشياء المُميّزة:
هذه الأشياء هي التي تُميّزك عن باقي المرشحين، فبعد أن أظهرت قدرتك على التحلّي بالكفاءات الأساسية التي يحتاج إليها العمل يمكنك أن تَعُدَّ نفسك مثيراً للإعجاب مثل واحدٍ من أفضل المرشحين المؤهلين للحصول على الوظيفة على الأقل، فقد أظهرت أنَّك لست مصدراً للخطر وألَّا مخاوف تُذكَر يمكن أن يسببها تعيينك في الوظيفة.
 
هذا جيدٌ إلى الآن، لكن ما الذي سيُميّزك عن أفضل المرشحين المؤهلين للوظيفة؟ يجب عليك أن تُظهر امتلاكك مزيجاً فريداً من المهارات لا يمتلكه الآخرون.
 
فإذا كنت تمتلك بعض الخبرة في مجال التشفير أشِر إلى هذه الخبرة حتى لو كنت تتقدم إلى عملٍ له علاقةٌ بالتسويق أو إذا كنت تتحدث لغةٍ أجنبيةً بطلاقة اذكر ذلك فقد يتيح هذا لفريق المبيعات التوسع إلى أسواقٍ ناشئة، وحاول أن تنهي الإجابة عن السؤال بمعلومةٍ مثيرةٍ للإعجاب ومرتبطةٍ بالعمل.
 
 
 
سيكون من الرائع أن تستطيع تقديم إجابةٍ مرتبطة بالوظيفة ومفيدة لها في الوقت نفسه، حيث يُعَدُّ هذا السؤال فرصةً رائعةً للتميز عن بقية المرشحين فلا تخشَ القيام بذلك.

Similar Posts