مؤتمر جيبكا السنوي يدعو لتعزيز إنتاجية قطاع الأسمدة بدول الخليج والشرق الأوسط

حذر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا”، الهيئت الممثلة لقطاع التصنيع في الشرق الأوسط ، من التطورات التي يشهدها قطاع البتروكيماويات العالمي وتداعياتها الفعلية التي لا بد وأنها ستؤثر على مستقبل قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالرغم من التوقعات بنمو الطاقة الإنتاجية لقطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط إلى 50.4 مليون طن بحلول عام 2016.
 
وبحسب الأرقام الصادرة عن جيبكا، بلغت الطاقة الإنتاجية لقطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي 31.4 مليون طن في العام 2012، مسجلاً بذلك زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق، في حين لم يتجاوز نمو قطاع الأسمدة العالمي خلال هذه الفترة نسبة 2.2%. وقد تعزز نمو القطاع بفعل جهوزية إمدادات النفط والغاز المحلية وتوسع نطاق الاستثمار في تطوير البنى التحتية العصرية.
 
وعلاوة على ذلك، يتم حالياً تصدير حوالي نصف إنتاج دول مجلس التعاون من الأسمدة إلى الخارج، وتلعب عائداتها المالية دوراً إيجابياً في دعم اقتصاد كل منها، إلا أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات قد لفت إلى أن هذه القنوات التجارية قد تتأثر سلباً في المستقبل القريب نظراً لتوفر المواد الأولية بأسعار مناسبة في أيدي المنافسين بفعل ثورة الغاز الصخري في أمريكا الشمالية.
 
وبهذا الصدد، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام “الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات”: “بالنظر إلى الارتباط الوثيق لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط بقطاع النفط والغاز، لا يمكننا تجاهل أيٍ من التغيرات أو التوجهات التي تؤثر على أدائه سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي”.
 
وكشف بحث أعدته الوكالة الدولية للطاقة في العام 2012 أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد في المرحلة الراهنة 20% من مجمل احتياجاتها في قطاع الطاقة، إلا أن التطورات التقنية المتسارعة في استخراج الغاز والنفط الصخريين قد تؤدي إلى أن تصبح أكبر منتج للنفط في العالم خلال العقدين القادمين من الزمن.
 
ومن المتوقع أن يتأثر قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي بهذا النمو المرتقب في إنتاج الغاز الصخري، إذ تشير الأرقام المبدئية الصادرة عن جيبكا إلى أن حجم الأسمدة المصدرة إلى أمريكا الشمالية عام 2012 قد بلغ 1.7 مليون طن، لتشكل هذه البلدان بذلك ثاني أكبر سوق لصادرات الأسمدة من دول مجلس التعاون الخليجي، بعد منطقة الشرق الأقصى.
 
وأضاف الدكتور السعدون: “يتيح اكتشاف مكامن الغاز الصخري في أمريكا الشمالية لشركات الكيماويات في تلك المنطقة إمكانية الحصول على المواد الأولية الداخلة في تركيب الأسمدة مثل النتروجين والكبريت بأسعار أقل. وعندما تتحول هذه التوقعات إلى حقيقة، قد يتعرض حضور منتجي الأسمدة بدول مجلس التعاون في سوق التصدير الهامة هذه إلى التراجع”.
 
وفي خطوة تهدف إلى دعم قطاع الأسمدة في المنطقة، تستضيف “جيبكا” مؤتمرها السنوي الرابع للأسمدة خلال الفترة من 22 إلى 24 سبتمبر المقبل بدبي، للتباحث في أبرز التوجهات العالمية المؤثرة في أداء القطاع. ويستقطب الحدث أكثر من 300 من كبار خبراء القطاع، للاطلاع على أحدث الرؤى والتوجهات الكفيلة بتحقيق استدامة نمو قطاع الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي. وستكون النهضة الكبيرة في قطاع الغاز الصخري في الولايات المتحدة وتأثيرها على القطاع في الشرق الأوسط المحور الرئيسي لجلسة نقاش خاصة تحت عنوان “ثورة الغاز الصخري في أمريكا الشمالية”، وذلك يوم 23 سبتمبر 2013.
 
وأضاف الدكتور السعدون: “في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الغاز الصخري، تبرز الحاجة إلى تطوير قطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط، ليكون قادراً على للاستفادة من قدراته التنموية. ومن خلال مؤتمر جيبكا السنوي للأسمدة، فإننا ندعو جميع الوفود المشاركة إلى استكشاف والتباحث في القضايا العالمية الحيوية، بهدف إيجاد حلول عملية تشكل رافداً وداعماً لقطاع الأسمدة في المنطقة ليتمكن من الاستحواذ على حصة أكبر في قطاع البتروكيماويات”.
 
تقام فعاليات الدورة المقبلة من “مؤتمر جيبكا السنوي للأسمدة” في فندق “إنتركونتيننتال” بدبي فيستفال سيتي بين 22 و24 سبتمبر المقبل، ويجري تنظيم الحدث بالتعاون مع “سي آر يو” للعام الرابع على التوالي.

Similar Posts