ماهي ثقافتنا فى إستخدام التقنية ؟

في هذا العصر الحديث والذي كثر فيه إستخدام المنتجات والخدمات والأجهزة التقنية كان لابد من وضع ضوابط لإستخدام هذه التقنية خاصة بعد أن شاع الإستخدام السيء لهذه التقنيات بين فئات المجتمع المختلفة ، ولا أقصد بالضوابط هنا الرقابة أو القيود التي تفرضها مجموعة من الحكومات .. بل أقصد إشاعة ثقافة الإستخدام الأمثل لهذه التقنيات وخاصة مع ما يتناسب مع الفئات العمرية المختلفة والثقافات المحلية ( العربية ) ، وبالطبع يصعب أحيانا تحقيق هذه الغاية ولكن يظل الإلتزام الفردي والرقابة الذاتية هما الحل فى مواجهة المضار التى تجلبها هذه التقنيات !!
قدمت سيسكو بحثا فى العام 2011 عن إستخدام الأجهزة التقنية وحصرت البحث فى شريحة الطلاب الجامعيين وأتضح ان مجموعة كبيرة من الطلاب يفضل شراء أجهزة الآيباد والآيفون وبعض الاجهزة  التقنية الحديثة على دفع الرسوم الجامعية والبعض الآخر يفضل أن تسرق أمواله على أن تسرق منه مثل هذا النوع من الأجهزة …….. نعم نحن فى عصر الهوس التقني وأجزم تماما أننا لا نختلف عن هؤلاء فى العالم العربي .
سأعود بكم اليوم قليلا إلى الوراء ، من الأشياء التى نعلمها جميعا عن الإنترنت أنه مجرد مشروع من وزارة الدفاع الامريكي لأغراض معينة ثم تم تطويره إلى أن وصل إلى ما وصل إليه الآن ، أي أن الغرض الأساسي من هذا المشروع هو العمل ولأهداف معينة وليس مجرد الترفيه أو قضاء وقت ممتع  ، مع تقديري لحاجات الإنسان إلا أن المشكلة تكمن فى إستخدام الإنترنت بصورة مفرطة فى أغراض لا تعود بالفائدة على المجتمع ولا تحدث أي تأثير إيجابي فيه .
يختلف إستخدام التقنية من شخص إلى آخر من حيث غرض الإستخدام والفائدة التى تعود على المجتمع من إستخدامه لهذه التقنيات ، لكي تضح الصورة إليكم بعض الأمثلة :

أضافت المدونات التقنية العربية الكثير من المعرفة التقنية فى عالمنا العربي .
اليوتيوب نقل الكثير من العادات والتقاليد العربية المختلفة وأصبح وسيلة تعليم لا غنى للناس عنها .
إستخدام تويتر لنشر الخطاب الديني والدعوي من قبل مجموعة كبيرة من العلماء .
المساهمة الكبيرة لدعم ريادة الأعمال ، والحقيقة لولا وجود التقنية وإستخدامها بصورة إيجابية لما وصلت الريادة إلى هذا المستوى فى عالمنا العربي .
كل ما يفيد الناس تقريبا تم برمجته على شكل تطبيقات لآبل وأندرويد  .
موقع أفكار الرياضيات وشكاوى أولياء الأمور من الوقت الطويل الذي يقضيه الأبناء على هذا الموقع !! ( أين المشكلة ؟ ).
الأستاذ عبدالله الأفتل ( كاتب فى المدونة ) ومقالاته عن إستخدام التقنية فى الحقل الطبي والتعليمي ومبادرة آيباد لكل طالب .

ما ذكرته مجرد أمثلة فقط لأنواع متعددة من إستغلال التقنية لخدمة المجتمع وحسب وجهة نظري يعد ذلك جزء من الإستخدام الامثل الذي ننشده ، وبكل وضوح هذا ما نريده فى عالمنا العربي ، أن تكون ثقافتنا فى إستخدام التقنية ثقافة إيجابية تقدم خدمات يحتاجها المجتمع ، لا نريد أن نسمع فى عالمنا العربي :
أن أبا يقتل شخصين أزالا إبنته عن لائحة أصدقائهما من الفيس بوك ..
عن صبي أصبح قاتلا متسلسلا لأنه كان يمارس اللعبة على البلاي ستيشن …
عن شخص أصبح سارقا محترفا لبطاقات الإئتمان عن طريق الإنترنت ( كراكرز) فقط ليثبت إحترافه ..
نعم ، يمكن للتقنية ان تفعل أكثر من ذلك .
ربما لم نصل إلى تلك المرحلة بعد ولكن من الذي توقع أن نصل إلى ما نحن عليه الآن ؟
عموما يكمن جزء من الحل فى دعم ثقافة الإستخدام الأمثل لهذه التقنيات عبر وسائل الإعلام المختلفة وأن تقام دورات تعريفيه بهذه الثقافة وأذكر أنني شاركت فى إحداها فى إحدى المراكز الصيفية بالنسبة لطلاب المدارس وقد صدمت حقا من كمية الطلاب الذين يملكون حسابات على الفيس بوك رغم صغر سنهم ، لذلك إذا أردنا إستخدام التقنية بصورة إيجابية فى عالمنا العربي لا بد من طرح جميع جوانبها وأن نحاول غرس مفاهيم تهتم بالجانب الأخلاقي والإيجابي فى إستخدام التقنية .
تنبيه : ما زلنا نحتاج إلى إجابة  ؟

Similar Posts