مشاركة مصرية متميزة في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ35

“الناشرون المصريون عنصر أساسي في نجاح أي معرض عربي”.. بهذه العبارات وصف عضو اتحاد الناشرين العرب والمصريين، وليد مصطفى، مشاركة دور النشر المصرية في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ 35، والذي بدأ فعالياته في 5 أبريل الجاري ويختتمها غدا.
وقال مصطفى، لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس، إن دور النشر المصرية تحظى بمشاركة متميزة في معرض تونس للكتاب حيث بلغ عددها 90، على رأسها الهيئة العامة المصرية للكتاب، من أصل 319 دار نشر عربية وأجنبية تشارك في المعرض، وهي بذلك تحتل المركز الثاني بعد تونس، مؤكدا “أنه لو أٌتيحت الفرصة يمكن للمشاركة المصرية أن تكون أكبر بكثير مما هي عليه حاليا، فمصر تضم حوالي 1200 ناشر، وهو أكبر عدد من الناشرين على مستوى العالم العربي، ولكن جرت العادة أن تحظى الدولة صاحبة المعرض بالعدد الأكبر من دور النشر المشاركة، وأن يكون لكل دولة نسبة محددة من دور النشر.”
وتابع “هناك إقبال دائم من الشعب التونسي عل المؤلفات المصرية لجودتها وأسعارها التي في متناول الجميع، كما أنها تشمل مختلف التخصصات سواء الأكاديمية أو كتب التراث أو الأطفال أو العلوم الاجتماعية”.
وحول حجم الإقبال الجماهيري على المعرض، أوضح وليد مصطفى أن معرض تونس للكتاب له “طبيعة خاصة” كما هو الحال في معارض الكتاب في دول شمال أفريقيا والمغرب العربي، حيث يزداد الإقبال الجماهيري عادة في أيام عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وأكبر مثال على ذلك الثلاثاء الماضي 9 أبريل، والذي يوافق أجازة رسمية بتونس بمناسبة عيد الشهداء، شهد المعرض إقبالا جماهيريا غير مسبوق في تاريخه حيث بلغ عدد الزائرين 50 ألف شخص، وهو رقم قياسي مقارنة بالدورات السّابقة وفقا لإدارة المعرض.
وفيما يتعلق بنوعية الكتب الأكثر عرضا في دور النشر المصرية، أفاد مصطفى أن كل دار نشر لها تخصصها في طبيعة الكتب المعروضة، وهذا التنوع هو الذي يميز دور النشر المصرية حيث أن هناك دائما بدائل وهو ما يخلق التنافسية من حيث السعر والجودة.
ولفت إلى أن تراجع القوة الشرائية للمواطن التونسي في السنوات الأخيرة أثَر سلبا على المردود المادي للناشرين المصريين، ومع ذلك تحرص مصر على المشاركة في معرض تونس للكتاب لأنه يشكل منفذا جيدا للتسويق، خاصة أن تونس تتميز بتجارة الجملة التي يمكن من خلالها بيع كميات كبيرة من الكتب للمكتبات التونسية، وهو ما يعود بالنفع على الناشرين المصريين خاصة في ظل صعود أعداد كبيرة من الناشرين الشباب خلال الخمس سنوات الأخيرة.
واتفق عدد كبير من المسئولين بدور النشر المصرية المشاركة في المعرض على أن تراجع قيمة الدينار التونسي أمام الدولار الأمريكي أثَر سلبا على القوة الشرائية للمواطنين هذه الدورة، وهو ما ساهم في انخفاض الإقبال الجماهيري على شراء الكتب حيث يرغب المواطن التونسي في الحصول على الكتاب بنفس الثمن الذي كان عليه العام الماضي بغض النظر عن التغيرات الاقتصادية التي طرأت على الساحة. 
في هذا السياق، قال عمرو القيروان، مسئول بدار القيروان للنشر والتوزيع، والذي يشارك منذ 12 عاما في معرض تونس للكتاب، إن هناك تراجعا نسبيا في الإقبال الجماهيري على المعرض خاصة طوال أيام الأسبوع بسبب انشغال المواطنين في أعمالهم، لذلك يتم تنظيم رحلات مدرسية لزيارة المعرض وحضور البرامج الترفيهية التي تم إعدادها للأطفال. 
وتوقع زيادة الأعداد خلال اليومين الأخيرين من المعرض لأنها توافق موعد العطلة الأسبوعية، كما توقع ارتفاعا نسبيا في مبيعات الكتب بسبب عروض التخفيضات التي تقدمها أعداد كبيرة من دور النشر في الأيام الأخيرة من المعرض. 
ولفت إلى أن الاقبال خلال السنوات الأخيرة ازداد على الكتب الدينية، مشيرا إلى أنه يحرص على تنويع الكتب المعروضة لديه لجذب أكبر شريحة من الجمهور.
من جانبه، قال مسئول شركة “ميديا بروتيك للنشر والتوزيع”، والذي يشارك منذ 22 عاما في معرض تونس للكتاب، إن هناك تطورا ملحوظا في حجم المشاركة المصرية في المعرض. ففي البداية كان يشارك 6 دور نشر فقط وحاليا وصل عددهم إلى 90، وهو ما يعكس اتساع حجم المشاركة، حيث تمثل مصر حاليا حوالي ثلث دور النشر في المعرض.
وحول نوعية الكتب التي يكثر الإقبال عليها في المعرض، أفاد أن كل فئة في المجتمع لديها توجه معين في اختيار نوعية الكتب المطلوبة، فمثلا فئة الشباب والرجال يهتمون أكثر بكتب التنمية البشرية بينما تهتم النساء بالروايات، أما كبار السن فيحرصون على اقتناء الكتب الدينية.
وعلى الرغم من إقراره بتراجع القوة الشرائية للمواطن التونسي وتأثير ذلك على الإقبال الجماهيري، إلا أنه أكد حرصه على المشاركة سنويا في معرض تونس لطبيعته الخاصة وإعجابه بالثقافة التونسية والجمهور التونسي، واصفا إياه بأنه “شعب يحب الحياة”.
واتفق مسئول بدار الشروق مع سابقيه في ضعف الإقبال الجماهيري على الشراء نتيجة تراجع العملة المحلية أمام الدولار، وهو ما أدى بدوره إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطن التونسي. ولفت إلى أن هناك تقاربا في ذوق القارئ العربي من حيث نوعية الكتب التي يكثر الإقبال عليها سواء في تونس أو القاهرة أو غيرها من المدن العربية، مشيرا إلى أن الروايات تحظى حاليا بإقبال ملحوظ من بين الكتب المعروضة.
بدوره، قال محمود الجبري، مسئول من المركز المصري لتبسيط العلوم، إن هذه هي ثاني مشاركة له في معرض تونس للكتاب حيث أن طبيعة المنتجات التي يقدمها، والخاصة بتعليم برامج الكمبيوتر وتطبيقات المحمول، مختلفة عن الكتب التقليدية التي يتم عرضها في المعرض، موضحا أنه مع تطور الكتب والبرامج الالكترونية وانتشارها في معارض الكتب فإنه حرص على المشاركة هذا العام للتسويق لمنتجاته.
واتفق الجبري في الرأي أن القوة الشرائية ضعيفة موضحا أنه اضطر إلى تخفيض أسعار أعداد كبيرة من منتجاته لتحفيز الجمهور على الشراء ومع ذلك كان الإقبال الجماهيري دون المستوى المطلوب. 
وكانت مؤسسة “آمرود كونسيلتونغ” قد أجرت استطلاعا للرأي حول التونسيين وقراءة الكتب خلال الفترة بين 1 و5 أبريل الجاري شمل عينة من ألف شخص تمثل نماذج سكانية مختلفة من كل أنحاء تونس، وكشف أن 89 % من المستطلعة أراؤهم لم يشتروا كتابا خلال 12 شهرا الماضية فيما عدا الصحف والمجلات والكتب المدرسية للأطفال والمصحف الشريف، بينما أفاد 82% منهم أنهم لم يقرؤوا كتابا خلال نفس الفترة. 
يشار إلى أن معرض تونس الدولي للكتاب معرض تجاري ثقافي أدبي ينظم سنويا منذ عام 1982، بمشاركة دور نشر تونسية وأجنبية إضافة إلى بعض المنظمات والهيئات.
وسجّلت الدورة الحالية لمعرض تونس الدولي للكتاب، مشاركة 319 عارضًا من 24 بلدًا، من بينهم 116 عارضًا من تونس، و121 عارضًا عربيًا وأجنبيًا، على رأسهم مصر وسوريا ولبنان والسعودية والكويت، إضافة إلى مشاركة 12 جمعية ومنظمة ومؤسسة. وشهد عدد العارضين هذا العام تطورًا لافتًا مقابل عددهم في الدورة الماضية الذي كان 259.
وتحافظ هذه الدورة من المعرض على شعار الدورتين الماضيتين (2017، 2018) وهو ” نقرأ لنعيش مرتين”، كما اختار المعرض هذا العام تسليط الضوء على “الحريات الفردية والمساواة” باعتبارها من المسائل التي تثير جدلا داخل المجتمع التونسي وفقا لما صرح به شكري المبخوت مدير المعرض والذي أوضح أنه لم تحل أي دولة هذا العام ضيف شرف على المعرض، وهو ما أرجعه إلى “عامل الوقت وتأخر تشكيل الإدارة الجديدة”.

Similar Posts