مصر تبدأ أولي مراحل تخليق الصمام الميترالي

هل نحن في مصر مواكبون للأبحاث العالمية في مجال الخلايا الجذعية؟ الحقيقة أن هذه التقنية يعتبرها العالم أملا جديدا في عصر بلا أمراض‏.‏
الدكتور علاء إسماعيل أستاذ جراحة الكبد بجامعة عين شمس وعضو اللجنة القومية للخلايا الجذعية, يؤكد ضرورة التفريق بين ما هو بحثي وعلاجي في مجال الخلايا الجذعية, والتي شكلت نشاطا تجاريا في المنطقة العربية بالترويج لها كعلاج سحري وفعال لكل الأمراض المستعصية من جانب عدد من المراكز المحلية والأجنبية العاملة في هذا المجال. وهي ادعاءات أغلبها باطل ومضلل للمرضي, فالخلايا الجذعية تعتبر نظاما علاجيا لا يزال في طور الدراسة الإكلينيكية وليست وسيلة علاجية معترفة حتي الآن. وهو ما دعا وزارة الصحة لإنشاء مركزين رسميين للعلاج بالخلايا الجذعية لإحكام سير هذه الابحاث والدراسات لمنع أي تلاعب أو ممارسات خاطئة. الواقع البحثي في مصر كما تكشفه الدكتورة نجوي البدري رئيس قسم العلوم الطبية الحيوية بمدينة زويل, فإن إجراء ابحاث العلاج بالخلايا الجذعية يعتمد في مصر حاليا علي خلايا مأخوذة من المريض نفسه عن طريق سحب سائل النخاع العظمي أو من الدم ويتم العمل علي عزل الخلايا الجذعية بأساليب علمية في المعمل وتهيئتها لاعادة حقنها في العضو المصاب. ولكن احتمال الاستعانة بالخلايا الجذعية الجنينية يقف أمامه عائقان, الأول المنظور الديني والاخلاقي الرافض لاستعمال الجنين للقيام بالأبحاث, وفي هذه الحالة كل إنسان بحاجة إلي خلايا جذعية جنينية عائدة له وحده. والعائق الثاني هي الآثار السلبية علي الصحة والتي رصدتها الدراسات كتزايد احتمالات الإصابة بالالتهابات الفيروسية أو نشوء سرطانات في مناطق الجسم التي عولجت بالخلايا الجذعية. وتكمن أهمية الخلايا الجذعية كما توضح الدكتورة نجوي في قدرتها علي التشكل لأي نوع من خلايا الجسم. كما أنها ليست خلايا متخصصة في أي نوع من وظائف الحيوية, ويسهل تحويلها الي خلية قلب أو كبد أو خلية عصبية. وعكس المعروف عن خلايا جسم الإنسان فإنها تنقسم لخليتين من نفس النوع لهما عمر محدد تموت بعدها, تتميز بقدرتها علي الانقسام اللامحدود وهو مايتيح تعويض الجسم عن الخلايا والأنسجة التالفة ويمنع الحالة من التطور وأيضا يجدد عدد الخلايا الجذعية ولايجعلها تنفد من الجسم. وتوضح الدكتورة نجوي أننا اليوم نبحث سبل السيطرة علي الخلايا الجذعية عن طريق تحفيزها بواسطة إشارات معينة وإعادة برمجتها ضمن خطوات معملية لإنتاح عدد كبير من الخلايا المختلفة. وهي المهمة التي تعكف عليها الدكتورة نجوي وفريقها البحثي في مركز الخلايا الجذعية الذي أنشئ مؤخرا بمدينة زويل بالمشاركة مع جامعة أسيوط وبمنحة قيمتها10 ملايين جنيه مقدمة من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي. ليعمل كأول مركز بحثي عن الخلايا الجذعية مجهز بأحدث الأجهزة وعلي أول اهتماماته دراسة دور الخلايا الجذعية في أمراض الشيخوخة. وبشكل عام, هناك بعض البوادر الأولية ونجاحات مسجلة من خلال الخلايا الجذعية للتخلص من مضاعفات مرض السكر علي الشرايين والأعصاب والإقلال من جرعات الأنسولين وتحسين الحالة العامة للمريض. وكذلك تأتي أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم أيضا ضمن قائمة الأمراض التي تم علاجها بنفس الطريقة حيث تقوم الخلايا الجذعية بتحسين حالة الشرايين وبخاصة التاجية وإصلاح الدورة الدموية الطرفية. هذه النجاحات كما تصفها الدكتورة نجوي البدري هي أخبار سارة لكنها لا تزال تحتاج إلي المزيد من التدقيق والبراهين للتأكد من فاعليتها كعلاجات بديلة. من جانبه يبشر الدكتور عمرو زاهر استشاري جراحة القلب بالمعهد القومي للقلب, أننا بصدد تخليق صمام ميترالي كامل من الخلايا الجذعية وذلك في خطوة هامة باستخدام إطار يحاكي شكل الصمام حيث يتم حقنه بخلايا جذعية مأخوذة من النخاع العظمي للمريض نفسه, حيث تعزل الخلايا الجذعية وتترك لتنمو معمليا. وبعد فترة من الحقن يتحول الإطار إلي صمام كامل وكأنه جزء من الجسم. وتنبع أهمية هذا الإنجاز الطبي إلي زيادة حاجة مرضي الحمي الروماتيزمية لاستبدال الصمامات, حيث تحتل مصر المركز الخامس في معدل الإصابات عالميا. وتؤثر الحمي بشكل خاص علي الصمام الميترالي مما يوجب تغييره. والطرق المعتادة ان يستبدل بنوعين الاول بديل مستخرج من اصل حيواني والثاني صمام معدني وكلا الاختيارين لديهما عيوب خطيرة فالأول لا يعيش أكثر من10 سنوات وبعدها يبدأ الجسم في تكسيره والتخلص منه. والآخر يحتاج من المريض الالتزام بأدوية السيولة مدي العمر. وحاليا تقف الأبحاث في مرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية كما يشير الدكتور زاهر والسبب أن المرحلة التالية وهي الحقن والزرع داخل جسم الإنسان تحتاج لإمكانات مادية وتقنية عالية غير متوفرة في مصر.

Similar Posts