مصر تشارك في تجربتين عالميتين لدراسة جسيمات الكون

خلال الأيام وتحديدا يوم‏4‏ يوليو القادم يحتفي العالم بمرور عام علي اكتشاف جسيم‏’‏ هيجز بوزون‏’‏ أصغر جسيم في الكون والذي افترض وجوده الفيزيائي الشهير بيتر هيجز.

حيث افترض في منتصف القرن الماضي وجود جسيم له دور في تفسير نظرية نشأة الكون وظلت نظرية هيجز محل جدل لعدة عقود حتي تم رصدها علميا العام الماضي أكثر من مرة الشبكة العالمية للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المعروفة باسم سيرن ليكون هذا الاكتشاف العلمي بمثابة أكبر وأهم تجربة في تاريخ البشرية, كما من المرجح خلال الشهور المقبلة أن يفوز العالم الكبير هيجز بجائزة نوبل في الفيزياء لعام2013 لإسهامه الكبير في وضع نظرية نشأة الكون.
اللافت في الأمر أن مصر لها دور في هذه الأبحاث العلمية حيث اشتركت في تجربتين أساسيتين في مفاعل سيرن لاكتشاف مواد جديدة تساعد في تطوير جميع المجالات العلمية, ولعل من أشهر تلك التطبيقات العلمية استخدام البروتون والكربون الإشعاعي في علاج الأورام الخبيثة وخاصة أورام العين والمخ. وحول هذه المشاركة يقول الدكتور عمرو راضي, أستاذ الفيزياء جامعة عين شمس والمنسق العام للشبكة المصرية لفيزياء الطاقة:’ لقد نشرنا عبر مشروعات سيرن وبالاشتراك مع علماء العالم أكثر من200 بحث في مجال الفيزياء, أهلتنا للانضمام إلي الشبكة الأوروبية, وتبرعت مؤسسة سيرن بأجهزة متقدمة ومتصلة بالشبكة العالمية تم إهداؤها لأكاديمية البحث العلمي, ويمكننا من خلالها الاضطلاع واستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا علي مستوي العالم, ويساعدنا ذلك علي توفير الجهد والوقت في بحوث الفيزياء, فالتحليل أو المشكلة التي يمكن أن تحتاج الي6 شهور لإنجازها أصبح يمكننا الآن إنجازها خلال أيام’.
وتحدث الدكتور راضي عن التجربتين قائلا:’ اشتركنا في تجربتين رئيسيتين في المشروع العالمي لدراسة الكون ومعرفة أسراره, من أجل المساهمة في إضافة معلومات جديدة يمكنها أن تغير من شكل العالم كله في الثلاثين عاما القادمة, وهذه التجارب عبارة عن كواشف ضخمة لدراسة جسيمات الكون ومعرفة الحقائق العلمية المختلفة’.
ويكمل الدكتور راضي قائلا:’ بعد إنشاء الشبكة المصرية لفيزياء الطاقة العالمية تم إجراء اتفاقية تعاون بين الخبراء المصريين والمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية من خلال إرسال باحثين للتدريب في الخارج وعمل دورات تدريبية في الداخل, بالإضافة لتعليم الباحثين كيفية تحليل البيانات وعمل الكواشف, وإمكانية تصنيع بعض الخامات التي نحتاجها مما يساعد علي تطوير البحث العلمي بشكل كبير’. ويختتم الدكتور عمرو حديثه قائلا:’ من المنتظر في السنوات العشر المقبلة أن يتم إلغاء جميع التكنولوجيا التي نستخدمها الآن لتحل تقنيات بديلة. فمن المتوقع أنه مع تطور أبحاثنا في هذا المجال أن تتطور الأبحاث في مجال الهندسة الوراثية والطب والصناعة.

Similar Posts