مفهوم الصناعات التحويلية

الصناعات التحويليّة
الصناعات التحويليّة (بالإنجليزيّة: Manufacturing) هي عمليّات تعتمد على القدرة البشريّة والآلات؛ من أجل الوصول إلى تنفيذ الإنتاج على نطاق كبير، ووفقاً لهيئة الأُمم المُتّحدة تُعدّ الصناعات التحويليّة عمليّاتِ تحويلٍ ميكانيكيّةً لموادّ غير عضويّة أو عضويّة؛ بهدف الوصول إلى موادّ جديدة عن طريق استخدام وسائل يدويّة أو آليّة، سواءً طُبِّقت في المنازل أو المصانع؛ لذلك من الممكن القول إنّ الصناعات التحويليّة بشكلٍ عامّ قد حرصت على الاستجابة لكافّة حاجات الإنسان التي تشهد تزايُداً مع مرور الوقت؛ وذلك بتوفير السّلع الاستهلاكيّة، أو الثانويّة التي تُستخدَم كموادّ أوليّة في الصِّناعة التحويليّة.
أنواع الصناعات التحويليّة
تُقسم الصناعات التحويليّة إلى العديد من القطاعات التي يعمل كلّ منها في مجالٍ معيّن، ومن الأمثلة على أهمّ أنواع الصناعات التحويليّة: الصِّناعة الغذائيّة، وصناعة المنسوجات، والملابس، والورق، والخشب، والموادّ النفطيّة، والموادّ الكيميائيّة، والصِّناعة البلاستيكيّة، والمعدنيّة، وصناعة الإلكترونيّات، مثل: أجهزة الحاسوب، والآلات، وصناعة الأجهزة الكهربائيّة.
تطوّر الصناعات التحويليّة
أثّرت الصناعات التحويليّة بشكلٍ كبيرٍ في تاريخ علم الاقتصاد؛ حيث ساهمت في تطوّر العديد من المُصطلحات والمفاهيم الاقتصاديّة، ودعمت مالكي رؤوس الأموال، والقوى العاملة في المجتمعات، وقبل أن تصل الصِّناعة التحويليّة إلى مرتبة النشاطات الاقتصاديّة ظهرت عدّة حِرَف اعتمدت على مجهودات الأفراد، أمّا ظهور الصِّناعة بشكلٍ رئيسيّ فيعود إلى مرحلة الثورة الصناعيّة في الفترة الزمنيّة بين سنوات 1760م-1840م؛ حيث تمّ الانتقال من الصناعات اليدويّة إلى الصناعات الآليّة؛ ممّا ساهم في تأثُّر الصناعات التحويليّة بعدّةِ تطوراتٍ أساسيّة، ومن أهمّها تطور الابتكارات التي ساعدت على تحسُّن الكفاءة الإنتاجيّة وزيادتها؛ ممّا أدّى إلى تقليل التكاليف المُترتِّبة من الحصول على منتجات الصِّناعات المتنوِّعة.
ساهم تطوّر الصناعات التحويليّة في التأثير إيجابيّاً على القطاعات الاقتصاديّة التابعة لدول العالم، وتحديداً دول قارّة أوروبا، والولايات المُتّحدة الأمريكيّة، واليابان؛ حيث أدّت إلى دعم تطوّر كفاءة الأيدي العاملة، وتحسين المهارات المهنيّة، والوصول إلى مستويات معيشيّة أفضل، كما تميّزت المجتمعات الصناعيّة بقدرتها على مواكبة كافّة التطورات الصناعيّة، ونتج عن ذلك ظهور تحسينات في النظام التربويّ والتعليميّ، كما تنوّعت مجالات المعرفة البشريّة في المحاسبة، والاقتصاد، والهندسة، والطبّ، والعلوم، والرياضيّات؛ أيّ أنّ التحسُّن في القطاع الاقتصاديّ في هذه الدول أدّى إلى زيادة الطلب على أصحاب الاختصاصات؛ ممّا ساهم في توفير الأيدي العاملة المُؤهَّلة والماهرة التي تتناسب مع مُتطلّبات نشاطات الصناعات التحويليّة.
مُتطلّبات نموّ الصناعات التحويليّة
يعتمد نموّ الصناعات التحويليّة على توفير مجموعة من المتطلبات؛ ممّا يُحفِّزها على النموّ والتطوّر بأفضل الأشكال، ومن أهمّ الأمثلة عليها المواد الأوليّة الخام، والطّاقة؛ حيث تتمثّل القاعدة الأساسيّة لتنفيذ عمل الصناعات التحويليّة في استخدام المواد الأوليّة وتحويلها إلى شكلٍ آخر؛ لذلك يعتمد تحقيق النموّ لهذه الصّناعات على الاستفادة من جميع أشكال الموارد المتاحة بأفضل الوسائل، مع الحرص على توفير العاملين الأكفِياء؛ لأنّ للمكوّنات البشريّة أهميّةً كبيرةً في تطبيق عمليّات التصنيع، فاستخدام الآلات والأجهزة الحديثة لا يُعدّ سبباً للتخلّي عن العناصر البشريّة، بل يعتمد تشغيلها على ضرورة وجود عُمّال مدرَّبين على التعامل معها؛ حتى يتمّ تحقيق الفوائد المترتّبة على وجودها في بيئة العمل الصناعيّة. يُعدّ حجم الطلب في السوق من المُتطلّبات الأُخرى لنموّ الصناعات التحويليّة؛ حيث يُعدّ الوسيلة المُستخدمة في قياس حجم كميّة صناعة تحويليّة معيّنة، كما يُساهم في تحديد حجم السوق الذي ستوجد فيه هذه الصِّناعة، ويُساعد ذلك على معرفة كميّة العرض من مُنتجات الصِّناعة التحويليّة؛ ممّا يُساهم في تحديد حجم العناصر الإنتاجيّة التي تُساعد على تنفيذ هذه الصِّناعة، ويُعدّ رأس المال من المُتطلبات المُستخدَمة في نموّ الصناعات التحويليّة؛ حُيث يُساهم في تأسيس القاعدة الرئيسيّة لبناء أيّ نوع صناعة تحويليّة، كما يُساعد على تطوير وزيادة حجم الصناعات التحويليّة الموجودة في السابق، ومن الممكن توفير رؤوس الأموال؛ عن طريق المُدّخرات الماليّة.

Similar Posts