مفهوم رأس المال

رأس المال. له معنيان فيما يتعلق بالصناعة: 1ـ المال الذي تحتاجه المنشأة لتأجير العمال وشراء الإمدادات ودفع المستحقات (الفواتير). 2ـ السلع الرأسمالية، كالمباني والآليات والأدوات والسلع الأخرى، التي تؤدي خدمات إنتاجية خلال فترة زمنية معينة. ففي المخبز يعتبر الفرن أحد السلع الرأسمالية، ولكن الدقيق والخميرة لا يكونان كذلك. وتحتاج بعض الصناعات لنفقات رأسمالية كبيرة بالمقارنة مع النفقات الأخرى. ومثل هذه الصناعات يطلق عليها الصناعات الرأسمالية المكثفة، تشمل الطاقة الكهربائية وكثيرًا من الصناعات الكيميائية.
 
ولزيادة الإنتاج تحتاج الصناعة إلى المزيد من السلع الرأسمالية. إلا أن إنتاج السلع الرأسمالية يحتاج إلى مُدخلات أو موارد وهي محدودة في كل قطر. لهذا فكل دولة تتطلع لتطوير صناعتها عليها استخدام موارد لإنتاج السلع الرأسمالية ويجب عليها الاستغناء عن السلع الاستهلاكية التي كان يمكن لتلك الموارد إنتاجها. من هنا فإن استخدام الموارد لإنتاج السلع الرأسمالية يسمى بالاستثمار انظر: الاستثمار.
 
 
العمل. ما يقوم به الإنسان لإنتاج السلع والخدمات. وكل الصناعات تحتاج للعمل. إلا أن بعض الصناعات تحتاج لأموال أكبر للحصول على ما تحتاجه من العمل، مقارنة بما تحتاجه من المال للحصول على الموارد والآليات. وفي مثل هذه الصناعات الكثيفة يشمل العمل، المحاسبة والمحاماة وغيرها من الصناعات الخدمية.
 
وتعتمد كمية العمل المتاحة للصناعة على عدد من العوامل. وتشمل هذه العوامل حجم السكان ونسبة السكان العاملين أو الباحثين عن العمل وعدد الساعات التي يعملها كل فرد.
 
كما يختلف العمل في النوعية أيضًا؛ فالناس يختلفون في مقدراتهم الموروثة والمهارات المكتسبة. ولذا فهم يختلفون في نوعية وحجم مايمكن أن ينتجوه، وبأي قدر من المهارة يستطيعون أن يقوموا بأعمالهم. فالتعليم والتدريب يمكنهما تحسين مهارة العامل. ولكن التعليم والتدريب، مثل تكديس السلع الرأسمالية، يحتاجان للتضحية بالحاضر لاكتساب المنافع المتوقعة مستقبلاً. ولذلك يشار للمهارات والقوى العاملة برأس المال البشري.
 
 
الإدارة. نوع خاص من العمل يناط به مهمة اتخاذ القرارات الخاصة بالمنشأة. ويقرر الإداريون ماذا ينتج؟ وكم ينتج؟ وأي الأسواق تخدم؟ وحجم الإعلان ومستوى أسعار البيع. كما يقررون أيضًا كيفية الحصول على رأس المال سواء عن طريق طرح الأسهم والسندات أو عن طريق الاقتراض من المصارف.
 
ومن القرارات المهمة التي تتخذها الإدارة، اختيار مزيج مدخلات الإنتاج ـ لحصص كل من رأس المال والعمل والمواد الخام التي تستخدمها في الإنتاج. وذلك للوصول إلى حد أدنى من التكاليف. فإذا كانت تكاليف العمل مرتفعة مثلاً، فقد تستثمر الشركة معدات آلية بحيث يؤدي عدد أقل من العمال العمل نفسه بتكاليف أقل. أما إذا كان العمل رخيصًا، فقد تُقرر الشركة زيادة عدد العمال بدلاً من شراء آلة للقيام بالعمل. ومزيج مدخلات الإنتاج الذي يُمكن الشركة من إنتاج سلعها أو خدماتها بأفضل الطرق الاقتصادية، يسمى بالمزيج الأمثل لمدخلات الإنتاج.
 
وتؤثر رغبة الشركة في تخفيض تكاليفها، على اختيار موقعها أيضًا. فمن النادر أن توجد المدخلات التي تحتاجها الشركة بالقرب من السوق التي تخدمها. وتكاليف النقل تعتمد على الوزن والحجم والمسافة. وعليه، فإن الموقع الذي تختاره الشركة يعتمد على ما إذا كانت السلعة التي تنتجها أخف وزنًا أم أثقل من وزن المواد التي تستخدمها في الإنتاج. فصناعة المشروبات الخفيفة (الغازية) التي تضيف الماء لمواد أخرى لصناعة منتجها، تعتبر مثالاً للصناعة التي تنتج منتجات مكتسبة للوزن. لذلك فإن صناعة المشروبات الخفيفة تتوطن بالقرب من المستهلكين لإنتاجها. أما صناعتا الورق وكتل الأخشاب فهما مثال للمنتجات المفقدة للوزن. ولذا نجد أغلب مثل هذه الصناعات، تتوطن بالقرب من المواد الخام التي تستخدمها.
 

Similar Posts