ندق ناقوس الخطر : إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي

حلت مواقع التواصل الإجتماعى محل اللقاءات العائلية الحميمة لدى كثير من العائلات فافرد العائلة باتوا كالأغراب الذين يعيشون تحت سقف واحد ولكن حياتهم تقريباً إفتراضية، فحين يريد الولد شيئاً من أبيه يرسل إليه رسالة عبر الهاتف مثلاً، ويرد الوالد في غالب الأحيان بالطريقة ذاتها
فقد أخذت المواقع الإجتماعية حيزاً مهماً من يوميات افراد العائلة وخصوصاً موقعي «تويتر» و «فايسبوك» حيث منهم من يقضي في تلك المواقع وغيرها أكثر من خمس عشرة ساعة يومياً، بل وينام أحياناً وأجهزة الكومبيوتر المحمول مفتوحة على هذا الموقع أو ذاك.
إن عدم التوازن في إدارة الوقت الذي نلاحظه على جيل الأبناء والاستسلام للإدمان الحاصل على هذه المواقع ينعكس على بناء شخصياتهم بأكثر من مستوى، فمن جانب لا يسمح هذا الوضع بممارسة الأدوار الحياتية الطبيعية خارج البيت أوداخله وكذلك الأدوار التعليمية والثقافية ومن جانب آخر تقدم مواقع التواصل الاجتماعي مايسمى بالحياة الثانية أو الحياة البديلة، وهي حياة قد تختلف كثيراً أو قليلاً عن الحياة الواقعية من حيث طبيعة العلاقات والإهتمامات والأهواء ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الطبيعة النفسية الضعيفة لبعض المراهقين فإننا قد نقع على حالات من التورط في علاقات افتراضية تصبح هي المسيطرة على المراهق بحيث لا تفسح مجالاً لممارسة العلاقات الواقعية بشكل سوي وطبيعى. وقد أكد الباحثون أن لمواقع التواصل الاجتماعي آثارا ملحوظة في زيادة العزلة الاجتماعية وفي حالات كثيرة من القلق والاكتئاب حتى ذكر مايسمى باكتئاب (الفيس بوك) في بعض كتب الطب النفسي.من جهة أخرى أكد المراقبون صعوبة أو استحالة ضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من حيث طبيعة العلاقات والمواد المتداولة .
أن عملية إيجاد واقع بديل عن واقع آخر لم تعد عملية صعبة، كل ما تحتاجه هو حساب شخصي في موقع اجتماعي، وعدداً من المعرفات التي تشكل قائمة للأصدقاء، بعدها يمكنكَ أن تنطلق لتشيد عالمك الشخصي ، وبإمكانكَ أن تعيد رسم ذاتك بالطريقة التي تريد بعيداً عن كل السلطات التي منعتكَ يوماً من تحقيق ذاتكَ المكتملة
إن الشخصية التي يمنحكَ الفيسبوك إمكانية تمثيلها والأصدقاء الكثر من كل أنحاء العالمين، وهم قادرين على سماعك طوال الوقت، كل هذه المميزات تجعلك غير قادر على الهروب من هذا العالم المهتم بشخصك جداً، والحريص عليكَ أكثر من الآخرين الذين لا يهتمون .
من ناحية أخرى، لا يمكن القول إن التوسع في العلاقات الاجتماعية الإلكترونية أمر سلبي دائما. بعض الباحثين يركزون على الفوائد الإيجابية لمن يمتلكون شبكة اجتماعية ضخمة من العلاقات في تنمية الأفكار وتطوير الأعمال والاستمتاع بتفاصيل الحياة، مستفيدين في ذلك من نظرية عالم النفس الفرنسي الماركسي بيير بورديو الذي يسمي هذا الثراء الاجتماعي بـرأس المال الاجتماعي (Social Capital)  .
وايضا  توفر مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها الحصول على المعلومات من مصادرها المباشرة؛ فإذا كنت تستفسر عن جهاز أو مشكلة أو أي أمر آخر، فما عليك إلا أن تبحث عن الجهة المعنية وتبادر بطرح سؤالك عليها، وتنتظر الإجابة المباشرة من تلك الجهة.
كما تساعد هذه المواقع على التنوع وعرض وجهات النظر المختلفة لأي قضية مطروحة، ويساهم هذا النوع من العرض تعلم رؤية الأمور من زوايا مختلفة والتسامح مع الآخرين، وهذا يتطلب المزيد من الوقت في العالم الفعلي.
بعض المفاهيم التى غيرتها وسائل التواصل الإجتماعي:
– العالم أصبح مفتوحا حيث أنكمية المعلومات المتوفرة على مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت كبيرة جدا وبالتالي فقد استفاد قطاع العلاقات العامة من هذا بحيث أصبح من الأسهل معرفة وضع مجتمع معين، فمثلاً يمكن لمسؤول العلاقات العامة الراغب في الترويج لسلعة في بلد معين أن يدرس تفاعل شعب هذا البلد على مواقع التواصل الإجتماعي وبالتالي سيتعرف على وضع السوق ووسائل الترويج التي تلائمة.
– مصادر الأخبار قد تغيرت ففي السابق كان الجميع يعتمد على القنوات الإخبارية ووكالات الإنباء للحصول على الأخبار ولكن بعد ظهور مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة موقع تويتر وفيسبوك أصبحت العديد من القنوات ووكالات الأنباء تنشر أخبارها على هذه المواقع، كما أصبحت المواقع نفسها أسرع مصدر الى جانب الراديو في نشر الخبر فور وقوعه.
حيث إن مستقبل العلاقات العامة والتسويق أصبح يتغير بشكل سريع مع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا له جوانب سلبية وإيجابية ولكنه قد أضاف طرق جديدة للوصول الى الجمهور المستهدف بشكل أسرع.
– التقييم أصبح أدق حيث فى السابق كانت الشركات والمؤسسات تطلق حملاتها الترويجية في كل مكان، الشوارع، والصحف، التلفزيون والإذاعة وحتى مواقع الإنترنت. وكانت وسائل قياس نجاح هذه الحملة هي ردة فعل الناس، أو الإقبال على منتج معين ، ولكن في وقتنا الحاضر سيتمكن فريق العلاقات العامة وأيضا فريق التسويق من معرفة ردة فعل الناس بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
 كما يمكنهم قياس مدى الإقبال على زيارة صفحة المنتج على الإنترنت وكمية المعلقين عليه وبالتالي أصبحت أقسام العلاقات العامة والتسويق أكثر تركيزاً على هذا الجانب لأنه سيساعدها على تعديل خطتها لضمان النجاح.
– التفاعل والتواصل أصبحا أسرع حيث كان فى السابق التواصل بين العميل أو الجمهور والشركة عبر الهاتف أو البريد الألكتروني أو حتى الإتصال المباشر، وكان الوقت الذي يأخذ للرد أو التواصل مع الزبون يعتمد على عدة أمور منها ساعات عمل الموظفين، حجم وطبيعة الإستفسار ، ولكن مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعي أصبح من الضروري التواصل بشكل أسرع بين العميل وبين الشركة.
لا يوجد شك بأن البشر يختلفون في مدى انشغالهم بالتواصل الاجتماعي، والتقارب مع الآخرين في الحياة. فهناك أناس يعشقون التواصل، بل لا يكادون يعيشون دون وجودهم وحديثهم مع أناس آخرين، وهناك من لا يحبون الاقتراب من غيرهم، ويفضلون البقاء لوحدهم، بعيدين عن الآخرين، وهناك من يقعون على نقاط وسيطة بين هاتين النقطتين.
على المستواي الشخصي، صرت أشهد تغيرا في سلوكيات البشر من ناحية التواصل.ماذا عنكم أنتم؟
هل تشعرون بأن الفيس بوك وتويتر وغيرها من شبيهاتها، جعلت الناس في تواصل أكثر؟ أم أنها لم تغير شيئا سوى أنها قدمت أسلوبا جديدا للتواصل لا أكثر؟
 

Similar Posts