نقل الإنترنت بدون كابلات بحرية أو أي خطوط اتصالات ملموسة

في ظل الأبحاث العالمية المتلاحقة لتطوير خدمات الإنترنت بدا في الأفق أن ثورة تكنولوجية قادمة ستنهي بدورها علي كافة المشكلات الحالية سواء علي مستوي اعتماد نقل الانترنت علي أسلاك أو كابلات أو حتي عمليات القرصنة والجرائم الإلكترونية. هذه الثورة الجديدة تعرف باسم كوانتم نت وهو رصد العالم غير المرئي كالجزيئات بسرعات غير متناهية للبحث عبر الإنترنت بدون أسلاك أوكابلات بحرية أوأي خطوط اتصالات ملموسة, وهي تقنيات متقدمة قامت علي أسس نظريات أينشتاين الكلاسيكية للحركة. هذه التقنية بدأت بالفعل تستخدمها الدول المتقدمة علي المستوي الاقتصادي والعسكري. وتعتمد تلك التقنية علي نظريات ميكانيكا الكم حيث توضح هذه النظرية طبيعة وخصائص الضوء بما فيه من فوتونات كأصغر مكون من مكوناته والمنوط بها تخزين وتداول المعلومات عبر الفضاء الالكتروني.
وتقوم تلك التقنية علي الصلة والتعارف بين الفوتونات المسئولة عن تداول المعلومات عبر النت حيث يمكن استخدام زوج من الفوتونات التوائم في تداول المعلومات عن بعد بحيث يكون أحدهما مرسلا والآخر مستقبلا, ويمكن تشبيه تلك الفوتونات التوأم بحجري النرد اللذين يحملان دائما نفس الرقم بغض النظر عن المسافة التي تفصلهما. تبقي الفوتونات التوأم علي اتصال دائم رغم المسافة التي تفصل بينهما فإذا حدث أي تغيير في خصائص أو مكونات أو اتجاه أي فوتون منهم يقوم الفوتون التوأم الآخر مباشرة بنفس التغيير ويتم ذلك بسرعة فائقة تعادل سرعة الضوء. و يمكن التحكم والتعامل مع الفوتونات بعدة دوائر إلكترونية ومرايا لتحريكها وتوجيهها في كل الاتجاهات ويتم تغذية الفوتون المرسل بالمعلومات بتقنية خاصة وتخضع الفوتونات لعملية التشفير حيث يكون لكل إشارة شفرة خاصة لايمكن فكها الا عن طريق جهاز الاستقبال بما يتضمنه من فوتونات معرفة المعلومات وما لديه من مفتاح فك الشفرة. وتمكن العلماء من إنتاج الفوتونات التوأم بطريقة مبسطة جدا وقد وصف آينشتاين هذه الظاهرة العلمية منذ سنوات طويلة بأنها قدرة سحرية للتواصل عن بعد, وبناء علي ذلك قام العالم روبرت أدرسن بتطوير وتطبيق تلك التقنية علي نطاق أوسع ومعه فريق بحثي حيث حققوا رقما قياسيا في بعد المسافة بين الفوتونات التوأم الي أن قاربت350 كم. وبعد نجاح هذه التجربة سيتمكن العلماء تدريجيا من استخدام هذه التقنية وتأكيد صلاحيتها في الاتصال وتداول المعلومات بين القارات وعبر المحيطات خلال السنوات العشر القادمة.
وتشير الدراسات العلمية إلي أن هذه التقنية لها ثلاث مميزات في غاية الأهمية: الأولي أنها تعمل بدون ألياف ضوئية والتي تستخدم حاليا في صورة كابلات عبر البحار والمحيطات لتوصيل الانترنت وبالتالي لا نتعرض لقطع تلك الكابلات بسبب أو بآخر, والثانية هي استخدام السرعات الفائقة في البحث وتداول المعلومات في الفضاء الالكتروني أما الميزة الثالثة والتي تعتبر أهم الميزات حيث يتم تأمين الفضاء الإلكتروني تماما والحفاظ علي خصوصية المعلومات وعدم التعرض للقرصنة حيث يمكن اكتشافه عمليات التنصت في الحال فور تغيير خصائص أو اتجاه أي من الفوتونات التوأم, ومن ثم يبدو أن العصر الذهبي لقراصنة الانترنت والجرائم الالكترونية قد شارف علي الانتهاء. والجدير بالذكر أن هناك جهات في حاجة ماسة لتلك التقنية مثل البنوك وأماكن نقل المعلومات السرية. وعلي ضوء ذلك تم تصنيع كمبيوترات حديثة وفقا للحوسبة الكمومية التابعة لنظرية ميكانيكا الكم السالف ذكرها. وتتميز تلك الكمبيوترات بصغر حجمها وتخزين معلومات أضعاف مضاعفة عن التي يتم تخزينها بالكمبيوترات العادية. ومن هذا المنطلق فإنه من المهم أن يكون للجامعات المصرية والمؤسسات البحثية دور باهتمام الباحثين والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامة وتقنية الكوانتمات خاصة مع ضرورة الاستثمار المكثف لنتاج الفكر الإنساني المتمثل في البحوث والدراسات في مختلف آليات معالجة متطلبات الحياة وكذا الاستثمارات المكثفة لاستخدامات الحاسب الآلي وتقنية الاتصالات الحديثة لتحقيق أعلي درجة من الاستفادة منها.

Similar Posts