يسألونك عن حرية المرأة؟

يسألونك عن حرية المرأة؟

لم تكن النساء قط بنات للشيطان، بل بنات الشيطان هن تلك الأفكار العقيمة المترسبة فى عقول سقيمة دأبت على وأد المرأة تارة بإسم الحرية، وتارة بإسم الحفاظ على عفاف المجتمع وطهارته.
 فوقعت بذلك المرأة بين معسكريين أحدهم رفع شعار “حرية المرأة” متخذا بذلك سبيلا لجعلها سلعة تباع وتشترى على هذه الفضائيات أو تلك المجلات، ناهيك عن كم الإعلانات الذى رسخ لهذه الفكرة. فبذلك فرغ المرأة من كل مضامين الحياة ومن كل صور الوجود الإنسانى، وقتل كل صور وجودها إلا صورة واحدة “الجسد” فأصبحت نظرة المجتمع للمرأة نظرة قميئة، ممتلئة بالشهوانية، أليس هناك جوانب أخري للمرأة؟!!
وأما الأخر، فبدعوى حفظ المجتمع، وصيانته من الفاحشة، رفع شعار “حجب المرأة”، وكأنها شيطان متلبس فى إمرأة، لا تعرف شئ إلا الإغراء والإيقاع به، وفتنته، وهو بذلك العفيف. وبذلك تناسي أن الله خلق المرأة من شق آدم، ولم يخلقها من قدمه لتكون له عبدة، أو لتوقع به.وكذلك لم يخلقها من رأسه لتتحكم به..بل من شقه لتكون بجواره، ومن تحت ذراعيه لتكون فى حمايته، وبالقرب من قلبه ليكفلها بحبه، أليس الرجل أيضا قد يَفتن المرأة؟
كلا الفريقين إرتكب جرمًا فى حق المرأة فكلاهما يعملان على سلبها حريتها (حرية الفكر، والإختيار، والحياة)، وطمث كيانها ووجودها عبر حصر المرأة فى الجسد إما بإخفائه او بتعريته. حرية المرأة ليست حرية الإباحة، كما أن صيانة المجتمع ليس بحجب المرأة بل بترسيخ وجودها وكيانها ونشر صور وأشكال المراة الاخرى وإبداعاتها..
وقد عبر عن ذلك إبن رشد حين قال: “إن معيشتنا الإجتماعية الحاضرة لا تدعنا ننظر إلى ما في النساء من القوى الكامنة”
 
فالمرأة فى الواقع هي المدرسة التي تبني شخصية افراد هذا المجتمع، فإذا ما تربي أطفال هذا المجتمع فى أحضان إمرأة جاهلة بمعنى الحياة، والحرية ..إلخ، فهذا مجتمع فاشل لا ترجوا منه تقدما أو نهوضا. 

 

 

 

 

Similar Posts