الطفل المتوحد

أنا الطفل المتوحد

 

 

أنا الطفل المسمىٰ بالمتوحد، أنا الذي وصمت بهذا الاسم بسببٍ خارج عن إرادتي،،أنا  الطفل الذي عندما أكملتُ عامي الثاني اكتشفت أمي  أني مصاب التوحد، وقضيت أجملَ أيام الطفولة من مركز التدخل المبكر  إلى مراكز العلاج الطبيعي وإلى مراكز النطق وتعديل السلوك.
أنا الذي نسىٰ من حولي أني طفلٌ أود أن العبَ وأركض وأمارس طفولتي بدون قيود أو حواجز ،أنا  الذي ذهب من في نفس عمري من اطفال إلى  الروضة والحضانات ليتعلمو ويكتسبو مهارات الحياه والتعليم الأكاديمي، ولكن أنا ذهبتُ إلى مراكز التأهيل والتدخل المكبر.
أنا الذي بعد عناء ومحاولات من أمي تم قبولي في المدرسة ولكن كان عمري اجتاز ال٧ سنوات!!بسبب أنني متوحد كما يقولون.
أنا الذي وضعوني في صفٍ طلابه أصغر مني بسنوات  ولكن أكبر  مني بالقدرات والمهارات!
أنا الطفل الذي يود أن لا ينظر الناس من حولي على أنني غريب الأطوار ومختلف الشخصية،أجل ربما أنا هكذا ولكن ليس لي حول ولا قوة.
أنا الذي عندما قررت المدرسة بالقيام في احتفال للأم عانت معلمتي الخاصة لكي تشاركني في هذا الحفل، وقامت بتدريبي حتى لا انفصل من الحفلة بحجة أنني لا افهم وسوف أقوم بتخريب الحفل!!! 
أنا الذي بكيت عندما رأيت زملائي يرتدون ملابس التخرج من الروضة ويصعدون على المسرح وانا جالس كطفل غريب مرفوض من بين الحضور أبكي ولن يفهم أحدٌ أني أُريد أن أصعد معهم سوا معلمتي الخاصة ،لقد قامت بمسك يدي وصعدت بي على المسرح، سعدت جدا وابتسمت وقمت بالرفرفة كالطير المسجون وتم إطلاق صراحه بدون أي سابق إنذار.
أنا الطفل الذي لم أستطع أن أقول  كل هذا لأنني لم أجد من يفهم لغتي الخاصة. ولكن معلمتي كتبت هذا بالنيابة عني فهي تلاحظني كل الوقت وتفهم ما أريده من دون أن أتحدث أو أعبر أو أطلب.
انا الطفل المصاب بإضراب التوحد وليس المتوحد لأنني إنسان قبل أن اكون طفل ذوي احتياجات  خاصة.
أختم مقالي بــ: إن التوحد ليس بإرادة المصاب به وهو ليس له لا حول ولا قوة، ويجب أن لا ننظر إليهم نظرة الطفل المسؤول عن كل سلوك يخرج منه وهو سبب مافيه…
 

Similar Posts