«العناية المركزة»فى الإنعاش قوائم الانتظار طويلة والعثور على سرير بات مستحيلا

العناية المركزة هى الأمل الأخير لإنقاذ حياة بعض المرضى لكن هذا الأمل يصبح شبه مستحيل لنقص عدد الأسرة فى هذه الغرف مع قلة عدد الممرضات المدربات والمواطنون يصرخون من عدم توافرها فى اللحظات الحرجة التى يحتاجون إليها فيها لتكون الوفاة مصير المريض الذى لا يجد أهله له سريرا فى غربة عناية مركزة، أسباب الأزمة وآراء المواطنين والأطباء يرصدها فى هذا التحقيق .
يؤكد المواطن إسماعيل فهمى أن هناك فكرة سيطرت على أذهان العديد من المواطنين البسطاء وهى ان غرف العناية المركزة أصبحت من حق الأغنياء فقط دون الفقراء والمريض الذى لديه مال ويستطيع ان يدفع من حقه أن يحصل على اى خدمة طبية متميزة فى اى مستشفى سواء حكوميا او خاصا او حتى استثماريا , و أن تزايد أعداد المصابين فى الحوادث من جرحى وقتلى يؤدى إلى زيادة الأعداد فى قائمة الانتظار التى قد تصل الى شهور.

ويلتقط أطراف الحديث سمير فريد – موظف فى إحدى الهيئات الحكومية -موضحا أن المستشفيات الحكومية تقوم بتقليد المستشفيات الخاصة فهى تسلك نفس النهج بمعنى إن هناك «بيزنس» للمتاجرة بحياة المواطنين لان دخول العناية المركزة لابد ان تصاحبه خدمات « فايف ستارز « وبالتالى لا مكان للفقير داخل اى مستشفى وانه عندما تعرض والدى لجلطة فى المخ وكان لابد من نقله الى العناية المركزة ومن هنا بدأت رحلة البحث عن سرير ولكننا مثل اى مواطن فقير فشلنا فى إيجاد اى سرير وحاولنا دخول المستشفيات الخاصة التى يصل تكلفة سرير العناية المركزة إلى ألف جنيه يوميا و»بالواسطة « بجانب انه عند دخول المستشفى يجب كتابة الأوراق الخاصة بالمريض وإيداع مبلغ مالى كنوع من التامين يتراوح ما بين خمسة وعشرة ألاف جنيه ٍتحت الحساب كجزء من تكلفة العلاج ولكنى لم استطع حجز سرير لوالدى وذلك لضيق الحال وأصبح ملازما الفراش حتى فارق الحياة وكأن العلاج فى مصر أصبح من حق الغنى فقط أو الذى لديه وساطة .

ويروى الحاج فتحى عبد الله – من سكان إمبابة – قصة مأساوية عاش لحظاتها وهى عندما تعرض ابنه لحادث سيارة واستمر ينزف لمدة اربع ساعات حتى تجد سيارة الإسعاف اى مستشفى بها سرير عناية مركزة ولكن فقدت ابنى بحثا عن سرير والسؤال الذى دائماً يطرح نفسه هو إلى متى ستظل الأزمة موجودة فى نقص الأسرة ووحدات العناية المركزة بالمستشفيات التى تقوم على خدمة الفقراء والذين يصارعون الموت كل يوم بسبب رحلة البحث الدائم عن سرير عناية مركزة بجانب نقص أكياس الدم وانعدام فصائل معينة.

نقص الحضانات

ويؤكد الدكتور صالح نافع – نائب رئيس قسم القلب بالمعهد القومى أن العناية المركزة من الأقسام المهمة لرعاية المرضى الذين يعانون أمراضا خطيرة ويحتاجون لرعاية خاصة ويشترط التخصص فى الغرفة بداية من رئيس القسم وهيئة التمريض المتخصصة فى العناية المركزة وطبيب تخدير وعلاج طبيعى وذلك لمراقبة حالة المريض منذ دخوله إلى المستشفى وحتى خروجه بالإضافة الى توافر محتويات غرفة العناية المركزة والتى تتكون من سرير مجهز بجهاز تنفس لكل مريض وأجهزة تحاليل ومضخات , وتصل تكاليف الغرفة الواحدة نحو مليون جنيه , كما أن هناك أربعة أنواع من العناية الأولى عامة والثانية عناية القلب والثالثة غرف عناية الأطفال والرابعة لحديثى الولادة , وأن العامل الرئيسى فى مشاكل العناية المركزة هو فريق التمريض لان جميع الممرضات يفضلن العمل فى المستشفيات الخاصة وذلك بسبب ضعف مرتبات الحكومة والكادر الحكومى على سبيل المثال العمل ساعة فى مستشفى حكومى تكلفته حوالى أربعة جنيهات وذلك على عكس ت الخاص أو الاستثمارى الذى يصل الى عشرون جنيها أو قابلة للزيادة مع الإكراميات التى تصل لأضعاف مرتباتهم، وعلى الجانب الآخر الأطباء الذين يقدمون على العمل بالخارج لان المنحة الدراسية او السفر الى الدول العربية أو الأجنبية أفضل بكثير من العمل فى ظل كادر حكومى ضعيف ورواتب هزيلة . وتشير الدراسات العلمية إلى أن أماكن الرعاية المركزة فى المستشفيات يجب ان تكون بمعدل ٢٨ سريرا لكل مليون مواطن ويخصص طبيب لكل عشرة مرضى بالإضافة إلى فريق أطباء وممرضات يعملون فى دوريات كل ثمانى ساعات بالتناوب على ان يكون هناك أربعة أطباء متخصصين على الأقل فى الوردية

المستشفيات ألكبرى

ويشرح الدكتور احمد إبراهيم- أخصائى أطفال حديثى الولادة بقصر العينى – أن مشكلة وحدات العناية المركزة تتفاقم يوما تلو الآخر وذلك بسبب أعداد أسرة العناية المركزة فى كل المستشفيات الكبرى مثل مستشفى قصر العينى الذى به نحو ٧٠ سريرا , ولكنها لا تكفى أعداد المرضى التى تزداد يوميا , وهذا المشهد أيضاً يتكرر فى حضانات الأطفال المبتسرين التى هى أيضاً بمثابة أسرة للعناية المركزة كما أن أهالى الأطفال يعانون من الانتظار فى طابور الدور وقائمة طويلة نتيجة نقص الحضانات التى تكلفتها باهظة الأسعار نتيجة للأجهزة ولفريق التمريض الذين يهربون من هذا التخصص .

بالإضافة إلى فريق أطباء وممرضات يعملون فى دوريات كل ثمانى ساعات بالتناوب على ان يكون هناك أربعة أطباء متخصصون على الأقل فى الوردية .

Similar Posts