الفيدرالي الأميركي يواجه تحديات بالذكرى الـ100 لتأسيسه

في ظل احتفال الفيدرالي الأميركي بالذكرى الـ100 لتأسيسه، تتبادر للأذهان أزمتان رئيسيتان، أولهما أزمة تاريخية معظمنا لم نختبرها وإنما قرأنا عنها وتتمثل في الكساد العظيم وآخرها أزمة الائتمان العالمية، والتي شعرنا بها جميعنا وانتشرت حول العالم في عام 2008.
الكساد العظيم الذي انطلق عام 1929 واستمر 12 عاما تلى فترة ازدهار في الولايات المتحدة خلال العشرينيات، ومثل التحدي الأول للفيدرالي الذي فشل في حينها بالتصدي للأزمة بشكل فعال.
وخلال فترة الكساد العظيم ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 25%، وشهدت الأزمة تعثر أكثر من 10 آلاف مصرف وموجة خطيرة من انكماش الأسعار وهبوطا حادا للأسواق المالية. لكن الفيدرالي لم يتدخل لتخفيف السياسة النقدية، بهدف الحفاظ على ربط الدولار بالذهب وخوفا من المضاربة في أسواق الأسهم.
كما أنه لم يقّدم الإقراض العاجل للبنوك بعد أن شهدت تهافتا من المودعين لسحب الأموال، وقد تمت معالجة المشكلة بعد سنوات من خلال تطبيق نظام التأمين على الودائع عام 1934 وقبلها بعام تم التخلي جزئيا عن قاعدة الذهب مما سمح بالتحكم بالسياسة النقدية بشكل أفضل وبتخفيض أسعار الفائدة.
أما أزمة الائتمان العالمية التي انتشرت حول العالم في عام 2008، فقد اتت بعد ارتفاعات قوية لأسعار المنازل بدأت نهاية التسعينيات واستمرت حتى عام 2006 رافقها انتشار أدوات مالية معقدة للرهونات العقارية، والتي أصبحت بلا قيمة تقريبا عندما بدأت أسعار العقار بالانهيار.وكان الفيدرالي قد حاول تفادي أخطاء الكساد العظيم، حيث بدأ بسلسلة من التخفيضات الحادة لأسعار الفائدة منذ نهاية 2007، لكنها لم تكن كافية رغم وصولها لقرابة الصفر، فقد انهار بنك lehman brothers في سبتمبر 2008.
وسارعت الخزانة الأميركية لتمرير خطة الإنقاذ العملاقة بقيمة 700 مليار دولار لشراء الأصول المتعثرة، وتم إجبار البنوك على الاندماج لتحقيق مبدأ too big to fail. وتبع ذلك سلسلة من برامج التيسير الكمي أولها بدأ في ديسمبر 2008 بقيمة إجمالية بلغت 1.350 تريليون دولار، تلاها جولة أخرى في نوفمبر 2010 بقيمة 600 مليار دولار.
أما الدورة الثالثة فقد انطلقت في سبتمبر 2012 بواقع 85 مليار دولار شهريا وقد تخلل الدورتين الأخيرتين من التيسير الكمي ما عرف بـOPERATION TWIST التي قضت ببيع دين قصير الأمد لأجل يقل عن 3 سنوات وشراء دين طويل الأمد.
ونتيجة تدخل الفيدرالي انخفض معدل البطالة من 10% إلى 7% حاليا وشهدت أسواق ووال ستريت هذا العام تسجيل مستويات قياسية من الارتفاع.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق القرارات المقبلة للفيدرالي في العام الجديد مع تولي جانت يلين الرئاسة خلفا لبرنانكي لتكون المرأة الأولى في هذا المنصب بعد 14 رجلا.

Similar Posts