النظريات الحديثة ليندر- دور الطلب

النظريات الحديثة: 
 لقد تعرض الاقتصاديون المهتمون بميدان التجارة الدولية في الفترة ما بعد الكلاسيك
والنيوكلاسيك إلى عوامل لم تتطرق لها المدارس السابقة، محاولين بذلك إعطاء تفسيرا أقرب ما 
يمكن للواقع وللعناصر التي تحكم وتسير المبادلات الدولية. 
فمنهم من اعتمد على دور الطلب، ومنهم من ركز على التطور التكنولوجي الذي يمنح ميزة 
للبلدان المخترعة في احتكار المبادلات الدولية لصالحها (لفترة معينة ) ومنهم من اعتمد على 
النظريات الكلاسيكية والنيوكلاسيكية وأعطى تفسيرا حديثا للتجارة الدولية مركزا على درجة 
تأهيل اليد العاملة. وهذا ما سنتناوله في النقطة التالية. 
 
 1-ليندر- دور الطلب: 
 قام ليندر بدراسته سنة 1961 وانطلق من فكرة أنه إذا كان التوفر على عوامل الإنتاج 
يحدد المبادلات الخاصة بالمواد الأولية، حسب ما جاء في نظرية هكشر-اولين- سامويلسون، 
فإن الطلب هو الذي يفسر مبادلات المنتجات المصنعة، محاولا تفسير المبادلات الخاصة بالسلع 
المصنعة والتي تشكل أكبر نسبة في المبادلات الدولية الحالية. 
إن ظروف الإنتاج ليست مستقلة عن ظروف الطلب بل هي تابعة لها. فلا يمكن إنتاج أي سلعة 
إذا لم تكن محل طلب قوي فكلما كان الإنتاج أكثر فاعلية كلما كان الطلب أكثر حجما. 
 
 وحيث أن السوق الدولي ما هو إلا امتداد للسوق الداخلي، يصبح الطلب الداخلي، شرطا 
ضروريا ولكن ليس كافيا لكي يصدر أي منتوج، أي لا يمكنهم تصدير أي سلعة إلى الخارج إلا 
إذا كان هناك طلب قوي عليها. 
 أما العنصر الثاني الذي ركز عليه ليندر فهو تشابه الطلبات الدولية واعتباره يشجع 
المبادلات الدولية حسب رأيه، فإذا كانت طلبات المتعاملين متماثلة، فإن صادرات البعض هي 
واردات البعض الآخر، ويصبح، حجم المبادلات أكثر أهمية، فكلما كانت طلبات البلدان متشابهة 
كلما تاجرت مع بعضها البعض أكثر فأكثر. ويمكن أن تصبح المنتجات المتبادلة هي نفسها، 
تختلف فقط من حيث نوعيتها أو درجة تعقدها 
أما فاعلية الإنتاج التي تنمي الطلب الداخلي فتتأثر حسب ليندر بمجموعة من العوامل: 
-الميزة في إمكانيات استغلال المواد الأولية. 
-التنافس بين المتعاملين. 
-اقتصاديات الحجم(وفورات الحجم). 
-التوفر على العوامل الإنتاجية المختلفة. 
-التنافس الاحتكاري. 
هذه الفاعلية مرتبطة بالشرط الضروري والمتمثل في وجود طلب داخلي يخلق التبادل
ما يلاحظ عل مساهمة ليندر هو انتقاله من ظروف الإنتاج التي كانت محل اهتمام 
المنظرين السابقين إلى ظروف الطلب،حيث لم يعط أهمية كبيرة لتكاليف الإنتاج بل فضل 
الاعتماد على ظروف الطلب لتفسير التقسيم الدولي للعمل معتمدا على الأسس التنافسية 
التي لا تعتمد على السعر أو تكلفة المنتوج. واعتمد على السياسة التسويقية ودورها الفعال 
في إدراك وتنشيط حاجيات المستهلكين لخلق الطلب على المنتوجات، والمنتوج هو 
العنصر الأساسي الذي اعتمد عليه فرنون في نظريته لدورة حياة المنتوج في التجارة 
الخارجية.
 
 

Similar Posts