بدائل للسولار من نفايات البلاستيك
نظرا أن مصر تعاني من نقص الوقود البترولي في الوقت الحالي, فقد شكل معهد بحوث البترول فريقا بحثيا لدراسة تحويل النفايات البلاستيكية إلي منتجات بترولية وبدائل للوقود مثل الكيروسين والجازولين من خلال عمليات التحلل الحراري للبلاستيك والعمل علي ملاءمة تلك العملية لجميع أنواع النفايات البلاستيكية.
ويقول دكتور مجدي مطاوع أستاذ كيمياء البلمرات بالمعهد إن المواد البلاستيكية في الأصل تشتق من المواد البترولية, وكان من السهل التفكير في عودتها مرة أخري إلي الأصل التي نشأت عنه. فإذا كسرنا سلاسل المواد البلاستيكية إلي سلاسل صغيرة بالتحلل الحراري نكون قد حولناها إلي زيت بترول وإذا زدنا عمليات التكسير نحصل علي زيت الديزل وزيادة التكسير تؤدي إلي جازولين وكيروسين وغاز طبيعي.
ويضيف أن عمليات إعادة التدوير للمنتجات البلاستيكية الحالية في مصر لا تحظي بأي دراسات أو تنظيمات أو تخطيط لتحقيق الاستفادة القصوي منها, بل تتم عشوائيا وفي الظلام من خلال الأبواب الخلفية بما يعرف بصناعة بير السلم بعيدا عن أعين الجهات الرقابية, بينما يمكن تحقيق الاستفادة القصوي من عمليات إعادة التدوير الآمن لجميع المنتجات البلاستيكية من خلال إتباع المنهج العلمي في عمليات المعالجة وإعادة التدوير.
ويشير دكتور مجدي إلي أن المواد البلاستيكية تمثل حوالي8% من كتلة القمامة في المدن, ويتم تدوير حوالي25% من إجمالي كمية نفايات المواد البلاستيكية, وأن العالم كله الآن يهتم بتلك الصناعة وينشئ لها مصانع متعددة.
ويمتاز بديل السولار المستخرج من البقايا البلاستيكية عن السولار التقليدي الأحفوري بأنه نظيف وخالي من الملوثات مثل الكبريت أو النيتروجين, التي توجد في البترول ويحتاج منا عمليات إزالة تكلفنا الكثير وتلوث البيئة. بمعني أن سولار البلاستيك لا يحتاج عمليات تكرير, حيث يستعمل مباشرة فور الحصول عليه من المعاملات الحرارية للبلاستيك. ولقد دلت النتائج علي اعتماد نسبة بديل السولار المستخرج من البقايا البلاستيكية علي عدة عوامل أهمها نوع المواد البلاستيكية أو المطاطية, وكذلك ظروف عمليات المعالجة. وعموما تتراوح نسبة بديل السولار المستخرجة من البقايا البلاستيكة حوالي80% من وزن المواد البلاستيكية المستعملة. كما أن فريق العمل قام بإضافة بعض المواد الأخري علي النفايات البلاستيكية لزيادة نسبة تكون الوقود منها, ومن أهم تلك المواد بعض الشموع التي تعتبر نفايات بترولية, كما استخدم بعض المواد المساعدة من الخامات المصرية المتوافرة كالطفلة أو البنتونيت. ويشير الدكتور مجدي مطاوع إلي أننا كفريق عمل نتمني أن تتحول تلك الدراسات إلي مشروع كبير للتخلص الآمن من البقايا البلاستيكية وتحويلها إلي منتجات بترولية لسد النقص فيها ولزيادة العائد الاقتصادي, وتوفيرا للعملات الصعبة من استيراد مشتقات البترول.