تجنبا للأمراض الوراثية.. فحوصات قبل الزواج تعنى حياة أفضل للأطفال

ا يتوقف العلم عن تقديم كل ما هو جديد فى عالم الطب وخاصة طب الأطفال وحديثى الولادة.. وتحت شعار «من أجل حياة أفضل للأطفال» انطلق على مدى يومين المؤتمر السنوى الـ 31 لقسم طب الأطفال قصر العينى ليتضمن مجموعة من المحاضرات والأبحاث الجديدة لنخبة من علماء وأساتذة طب الأطفال من مختلف الجامعات المصرية.. أما أهم ما تناوله المؤتمر لصحة أطفالنا نعرضه فى السطور التالية:
 
بداية تقول د. إيمان أحمد إحسان أستاذ طب الأطفال والوراثة ورئيس قسم الأطفال بقصر العينى ورئيس المؤتمر إن المؤتمر تناول العديد من الأبحاث التى تهدف إلى إثراء وتنمية معارف أطباء الأطفال فى الأمراض وأساليب العلاج، ومنها الأمراض المناعية وأسباب انتشارها بسبب زواج الأقارب وخاصة فى المناطق الريفية، وأكدت أنه لابد من إجراء الفحوصات والتحاليل قبل زواج الأقارب للوقاية من الأمراض الوراثية، وهناك أسباب أخرى لظهور أمراض المناعة منها التلوث، وقدم المؤتمر توصيته للأمهات بالاهتمام بالنظافة فى بيئة الطفل وطعامه وشرب الماء النظيف، وعدم الأخذ بالوصفات القديمة لعلاج الأطفال واللجوء للطبيب لتشخيص الحالة مبكرا، وإعطاء العلاج المناسب للوقاية من مضاعفاته على القلب والكلى او أجهزة الجسم عموما.. كما أوصى المؤتمر بترشيد استخدام المضادات الحيوية بقدر الإمكان فقد أصبحت المضادات الحيوية لا تؤثر فى نسبة عالية جدا من البكتيريا والميكروبات بسبب الاستخدام العشوائى لها سواء بالجرعات غير السليمة او تكرار استخدامها دون.
 
وأضافت: تناول المؤتمر أيضا أبحاثا عن الأنيميا والتى يمكن أن تصيب حديثى الولادة حتى كبار السن ولها تأثيرات خطيرة على مستوى ذكاء الطفل ودرجة تحصيله ومناعته، وأشادت بالجملة القومية لمكافحة الأنيميا فى المدارس وأن العلاج يكون بسيطا إذا تم التشخيص مبكرا لبناء جيل من الأصحاء يستطيع أن ينهض بالمستقبل. كما قدمت د. هنا أبو الغار أستاذ طب الأطفال قصر العينى ورئيس وحدة التغذية الإكلينيكية بمستشفى أبو الريش بحثا عن دور الأهل فى سمنة الأطفال ومسئولية أطباء الأطفال لتوجيه الأهل إلى مخاطر تلك السمنة.
 
وحذر المؤتمر من مرض (الكوازاكى) وهو من الأمراض النادرة التى تصيب قلب الأطفال ويصعب تشخيصه لأن أعراضه الأولية تكون سخونة وإلتهابات على الجلد، وإلا أن مضاعفاته حادة حيث يؤثر على شرايين القلب، ولكن إذا تم التشخيص مبكرا يمكن تفاديها وعلاجه، وهنا تكمن مهارة الأم للانتباه واللجوء للطبيب وعدم علاج الطفل بنفسها على أنها حالة عابرة من السخونة.
 
وخصص المؤتمر جلسة خاصة لطلبة كليات الطب بالصف الرابع والخامس حيث عرضوا أبحاثا حديثة فى مجالات الجراحة والأنيميا والقلب، وطرقا جديدة فى العلاج على مستوى العالم لم تطبق بعد فى مصر..
 
وتناول المؤتمر أيضا الرعاية المركزة لحديثى الولادة سواء طفلا مبتسرا او كامل النمو وكيفية تقليل أى ألم يتعرض له الطفل فى الحضانة او الرعاية المركزة.
 
وأشارت د. هالة حمدى شعبان أستاذ طب الأطفال قصر العينى وسكرتير المؤتمر إلى شعار المؤتمر الذى يحمل عنوان حياة أفضل للطفل يكون عن طريق الأم ومدى وعيها.. وأشارت إلى بحث د. سمر طحلاوى أستاذ الأمراض الجلدية وتقديم توصية مهمة جدا للأمهات وهى عدم استخدام المراهم والكريمات التى تحتوى على كورتيزون سواء فى منطقة الحفاض او أى مكان على الجلد دون إرشاد من الطبيب لخطورته حيث يمكن أن يؤدى الى أعراض جانبية على الغدة فوق الكظرية او فوق الكلوية.
 
وأيضا عدم استخدام فيتامين د النشط للأطفال بشكل عشوائى فهو لا يستخدم إلا بإرشاد الطبيب..
 
وأضافت أن المؤتمر دعا للاهتمام بحديث الولادة فى أول ساعة بعد الولادة وكيفية الاعتناء مهمة فى هذه الفترة حتى لا يتعرضوا الى مضاعفات بعد ذلك.. والاحتياج الى توعية الأمهات خاصة فى وسائل الإعلام، وقالت:نحن بدورنا نقدم منشورات توعية باللغة العربية للأمهات للأمراض المختلفة للطفل.
 
وبالنسبة للأمراض الصدرية تحدثت د.منى الفلكى أستاذ الأمراض الصدرية للأطفال عن أهمية الحفاظ على البيئة من التلوث وعدم تعرض الأطفال لكل مثيرات الحساسية مثل التدخين والاهتمام بنظافة البيئة وتشجيع الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية لتفادى أمراض الحساسية الصدرية للطفل..
 
وفى أثناء المؤتمر تحدث د. محمد رشاد أستاذ طب الأطفال جامعة بنها عن وجود حساسية لبعض أنواع الطعام وخطورة تعرض الطفل لها، وإذا لم يتم إسعاف الطفل سريعا يمكن أن يؤدى ذلك الى مشكلات قد تصل الى التنفس والقلب والوفاة فى بعض الأحيان، والإسعاف يكون عن طريق نوم الطفل على الأرض حتى تنتظم الدورة الدموية مع رفع رجله حتى يرجع الدم إلى المخ بسرعة، ثم أخذ حقنة تحت الجلد يكون فيها إنقاذ لحياة الطفل.
 
ونبه د. مرتضى الشبراوى أستاذ طب الأطفال وأمراض الكبد إلى أهمية علاج فيروس سى للأطفال والذى بدأ الآن يتوافر من سن 21 إلى 81 سنة ، وتجرى الأبحاث لعلاج السن الصغرى والنتائج مبشرة جدا..
 
وأشار الى أهمية التطعيمات، وأن هناك الآن موجة كبيرة ضدها على مستوى العالم وهو ما نسعى لتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة.. فالتطعيمات آمنة وضرورية ومهمة.. وهنا أنبه الآباء والأمهات ألا ينساقوا وراء الشائعات التى تخرج على وسائل التواصل الاجتماعى أن التطعيمات لها آثارا جانبية.. فالتطعيمات كلها آمنة وأى تطعيم يثبت أن له آثار جانبية يتم سحبه فورا عن طريق وزارة الصحة. ولابد من حماية أطفالنا بالوسائل الأساسية مثل البعد عن المأكولات الملوثة وأماكن الزحام والاختلاط بالمريض.

Similar Posts