تطوير البنية التكنولوجية يدعم خطط التحول للعمليات الإلكترونية

أكد مصرفيون خلال الجلسة الأخيرة بالمؤتمر أهمية تطوير البنية التكنولوجية للبنوك، لدعم خطط تحويل القطاع المصرفى إلى العمل بالعمليات البنكية الإلكترونية بدلاً من العمليات المصرفية التقليدية.

وقال ياسر المحمودى، مدير إدارة تأمين المعلومات داخل البنك المركزى المصرى، إنه طالب بسرعة تجهيز الأنظمة الإلكترونية للبنوك الموجودة داخل السوق المحلية، لتدعيم خطط تحويل المنظومة المصرفية إلى التعاملات الإلكترونية وتقديم الخدمات البنكية عن بعد «Remote banknig »، مشيرًا إلى أن ذلك يحقق العديد من الإيجابيات، أبرزها النفاذ إلى العملاء على مدار 24 ساعة من خلال الفروع الإلكترونية، وتدعيم أنظمة الحماية ورفع قدرة البنوك على مواجهة الأحداث الطارئة والكوارث التى تعطل تنفيذ مهامها من الفروع والتسهيل على العملاء فى حالة صعوبة التوجه للفروع وحمايتها أثناء فترات الاضطرابات الأمنية للبلاد.

ولفت إلى بعض الإشكاليات التى تواجه العملاء منها غياب التواصل المباشر مع البنك، حيث إن %65 من العملاء المستخدمين للإنترنت بانكنج يفضلون التعامل مع الفروع البنكية مباشرة للحصول على المساعدات والنصائح والاستشارات من الموظفين.

وأكد المحمودى أن تحقيق التوازن داخل البنوك بين الانتشار الجغرافى عبر الفروع لتقديم خدماتها مباشرة للعملاء وتدشين العمليات المصرفية المرتبطة عبر القنوات الإلكترونية يعتبر الحل الأمثل لإرضاء جميع العملاء وتلبية احتياجاتهم فى الوقت نفسه بالتزامن مع تطبيق خطة تطوير الخدمات المصرفية.

واقترح المحمودى أن توزع البنوك منتجاتها المصرفية على الآليات التى توفر الاستخدام الأمثل لها، بحيث تتيح البنوك المنتجات الإلكترونية لتلبية طلبات العملاء فى الحصول على المعلومات والدخول للحسابات الشخصية ودفع فواتير الشراء عبر الإنترنت، بينما تستعين بالحلول الهاتفية «Mobile payment »، لإنهاء العمليات المصرفية المتعلقة بدفع الفواتير والاستخدامات والتجارة الإلكترونية للأنشطة المصرفية، بالإضافة إلى تركيز فروع البنوك المنتشرة على توفير خدمات الاستشارات المالية والمصرفية للعملاء وإعطائهم نصائح حول كيفية توظيف واستثمار الأموال، وإتمام التعاملات الكاش وعمليات الإقراض والإيداع وإدارة الثروات، فيما يمكن تدعيم الفروع بخدمات الرسائل المصورة «Video calls » لتوعية العملاء.

وطالب المحمودى بضرورة تحويل الفروع التقليدية إلى فروع خاصة «Specialty branch » فى المستقبل القريب، مزودة بعدد كبير من ماكينات الصراف الآلى للإيداع والسحب، فيما يقتصر عدد الموظفين على 4 أو 5 عاملين مستشارين لتقديم النصائح إلى العملاء وتعليم العملاء كيفية تطبيق الخدمات واستخدام الموبايل لإتمام الخدمات المصرفية.

ولفت إلى عدد من التحديات التى تواجه عملية التحول للخدمات المصرفية الإلكترونية، أهمها عدم تفعيل آلية التوقيع الإلكترونى داخل البنوك حتى الوقت الراهن، بالإضافة إلى غياب الوعى لدى العملاء، مطالبًا البنوك ببذل مزيد من الجهد وتدشين حملات توعية خاصة للعملاء حول كيفية الاستفادة من الخدمات المصرفية المتطورة.

وشدد أيمن فهمى، رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات وتخزين البيانات بالبنك التجارى الدولى على أهمية تحديث البنوك أدوات تخزين ومعالجة بيانات العملاء، لافتًا إلى أن «التجارى الدولي» بدأ تنفيذ خطة لتحسين وسائل تخزين البيانات منذ عام 2008، والتى تهدف إلى التأكد من إضافة جميع بيانات العملاء وتصنيفاتهم للنظام الأساسى للبنك.

وقال إن ضعف استخدام النظم التكنولوجية الحديثة سيؤدى إلى تزاحم الملفات الخاصة بالعملاء على النظام الأساسى للبنك، وبالتالى صعوبة الحصول على التقارير المتعلقة بجودة الخدمة المصرفية، وبطء اتخاذ القرار الائتمانى المتعلق بالموافقة على منح العميل القروض.

وأضاف أن البنك واجه العديد من التحديات المتعلقة بضرورة تطوير الجانب التكنولوجى، منها تأمين جميع بيانات العملاء المتوافرة على النظام الأساسى للبنك، بالإضافة إلى زيادة طلب العملاء للخدمات المتاحة لدى البنوك الأخرى، الأمر الذى يزيد من حدة المنافسة ويدفع البنوك لتطوير البنية التكنولوجية الخاصة بها، مؤكدًا أهمية تعاون إدارات البنك لدراسة متطلبات قطاع التجزئة المصرفية دون الإخلال بما يشترطه قطاع المخاطر ويصب فى صالح البنك فى النهاية.

Similar Posts