تقنيات الاتصال الحديثة

الاتّصال عبر التّاريخ منذ قديم الأزل كان المرء يتخيَّل العالم مكاناً واسعاً جداً يَصعُب التنقُّل أو التّواصل فيه، أو إيصال الرّسائل والمعلومات ما بين منطقة وأخرى، فهذا يتطلَّب وقتاً طويلاً لإرسال رسالة. أما في الواقع الحاضر، وبعد عصر النهضة التكنولوجيّة الحديثة، فقد أضحى العالم بحقّ عبارةً عن قرية صغيرة، واختلَف تماماً عن الماضي؛ فمن الحمام الزّاجل والخيل والإبل إلى تقنيات الاتّصال الحديثة المُختلفة السلكيّة واللاسلكيّة التي لم يعد هناك مجال للاستغناء عنها بتاتاً.[١] تقنيات الاتّصال الحديثة من تقنيات الاتّصال الحديثة ما هو سلكيّ ومنها ما هو لاسلكيّ، وكلاهما يُعدّ طُرُقاً لتناقُل البيانات في شتّى أنواعها (صوتيّة، مرئيّة، وغير ذلك).[٢] اللاسلكيّة الهاتف الذكي اكتسحت الهواتف الذكية (بالإنجليزيّة: Smartphones) الأسواق العالميّة وأصبحت في انتشار مُتزايد مَهيب يوماً بعد يوم، وذلك لما توفّره من خصائص لم تكن مُتوفّرةً من قبل في أي جهاز محمول؛ فقد وفَّرت الهواتف الذكيّة ميزات عديدة من ضمنها تصفُّح الإنترنت (بالإنجليزيّة: Internet)، ومُزامنة البريد الإلكترونيّ الخاص بالمُستخدِم، وتصفُّح جميع ملفات الوثائق، كما يحتوي على لوحة مفاتيح كاملة لتُساعد المُستخدِم على الكتابة،[٣] ويُثبَّت عليها أحد أنظمة التشغيل المشهورة؛ كالأندرويد (بالإنجليزيّة: Android)، وآي أو إس (بالإنجليزيّة: iOS)، وبلاك بيري (بالإنجليزيّة: Blackberry)، وغيرها.[٤] جميع هذه الميزات لم تكن مُتواجدةً من قبل إلا في الحواسيب، سواءً المكتبيّة أو المحمولة.[٥] البلوتوث البلوتوث (بالإنجليزيّة: Bluetooth) وسيلة ظهرت في أواخر عام 1994م، يتم فيها التواصل بين جهازين إلكترونيّين (هاتف محمول، جهاز حاسوب، أو حتى الطّابعات الحديثة) دون أيّة أسلاك أو أجهزة مادّية أو حسيّة تربط بينهما، وتقوم فكرة عمل هذا النظام على إرسال بيانات وملفّات بين هذين الجهازين بسُرعة تصل إلى 24 ميغابيت في الثانية الواحدة، وبمسافة بين الجهازين تصل إلى 200 قدم،[٦][٧] وبذلك يسهُل على المُستخدم عناء التوصيل بالأسلاك أو نزع شريحة الذّاكرة وتوصيلها بالحاسوب، ومن الفوائِد الأُخرى لهذه التّقنية ما يأتي:[٨][٩][١٠] وصل الهاتف الخلوي مع سمّاعات الرأس. وصل الطّابعة مع الحاسب الشخصيّ. وصل الهاتف الخلوي مع الحاسب الشخصيّ. وصل الفارة ولوحة المفاتيح مع الحاسب الشخصيّ. وصل الهاتف الخلوي مع الأجهزة الصوتيّة في السيّارة. تتيح هذه التقنية توصيل بقيّة الأجهزة المنزليّة الكهربائيّة بجهاز الحاسوب أو جهاز الهاتف الجوال. تقنية الواي فاي انتشرت تقنية الواي فاي (بالإنجليزيّة: Wi-Fi) في شبكات الحاسب اللاسلكية، بحيث أصبحت تُمكِّن المُستخدِم من نقل البيانات ولكن بمسافة أكبر ممّا تُتيحه تقنية البلوتوث بكثير،[١١] كما تُتيح هذه التّقنية استقبال الإنترنت دون الحاجة لوصل الجهاز اللوحي، أو الهاتف المحمول، أو حتى دون بأي نوع من أنواع وصلات الإنترنت السلكيّة، ممّا يعني إتاحة قدرة كبيرة ومرونة واسعة في التحرُّك بالحاسب المحمول في أي مكان سواء داخل المنزل، أو داخل الجامعة، أو من أي مكان يتواجد فيه بثّ للإنترنت بواسطة التّقنية اللاسلكيّة.[١٢] الواي فاي تقنية متطوِّرة تُتيح نشر الإنترنت وإرساله لاسلكيّاً في الهواء، بعكس الإنترنت السلكيّ الذي يتطلّب وجود سلك الإنترنت موصولاً بين جهاز الموزِّع والحاسوب، أو الجهاز المُستقبِل، ممّا يُعيق حريّة حركة المُستخدِم.[١٣] يرتبط عرض نطاق الإنترنت (بالإنجليزيّة: Bandwidth) في هذه التقنية على حسب خدمة الإنترنت الموصولة بنقطة وصول لاسلكيّ (بالإنجليزيّة: Wireless Access Point)،[١٤] والذي يقوم بدوره بتوزيع الإنترنت في الهواء على شكل موجات تلتقطها الأجهزة المُجاورة.[١٢] الواي ماكس البينيّة التشغيليّة العالميّة للولوج بالموجات الدقيقة (بالإنجليزيّة: Worldwide Interoperability for Microwave Access) هي تقنيّة تقوم بتوزيع الإنترنت لاسلكياً على مدى مُعيَّن، حيث إنّها تُغطّي مساحةٍ نصف قطرها 50 كيلومتر، بينما لا تتعدّى تقنية الإنترنت اللاسلكيّ العادي (الواي فاي) مسافة 30 متراً، كما أنّّها لا تحتاج لأن يكون المُستخدِم في نفس مُستوى أبراج البثّ من حيث الارتفاع، إضافةً إلى أنَّ تكاليفها ستكون أقل بالنّسبة للمُستهلِك؛ نظراً لعدم الحاجة لتمديد شبكات الأسلاك إلى كل منزل من منازل المدينة، ممّا سيُقلِّل التكلُفة الماديّة، ولكن ذلك لن يكون على حساب جودة الخدمة، بل العكس تماماً، فسُرعة هذه التّقنية قد تصل نقطة البث الواحدة إلى 70 ميغابيت في الثانية، وهي أضعاف مُضاعفة لسُرعة الواي فاي التي لا تتجاوز سرعته 54 ميغابيت في الثّانية.[١٥][١٦] الجيل الثّالث الجيل الثّالث (بالإنجليزيّة: 3G) في الاتّصالات اللاسلكيّة يُعدّ من التّقنيات الحديثة في مجال الإنترنت اللاسلكيّ، يتمّ استخدامها بشكل كبير في أجهزة الهواتف المحمولة، وذلك ليتمّ الاتّصال بشبكة الإنترنت من أيّ مكان عبر أبراج مُتخصّصة موزّعة على مناطق مُعيّنة من قِبَل شركة الاتّصالات.[١٧] تُعدّ هذه التّقنية بديلة لوسائِل الاتّصال الأقدَم، كالجيل الثّاني (بالإنجليزيّة: 2G)، فخدمة الجيل الثّالِث أسرع وأكثر تغطية.[١٨] تُعدّ تقنية الجيل الرّابع (بالإنجليزيّة: 4G)،[١٩] التي ظَهرت عام 2009م،[٢٠] خليفةً لتقنية الجيل الثّالث.[٢١] السّلكيّة الهاتف الأرضي الهاتِف الأرضي (بالإنجليزيّة: Landline phone) هي هواتِف تعتمد على الأسلاك الفلزّيّة أو الألياف الضّوئيّة في نقل الموجات الصوتيّة بين المُتّصلين،[٢٢][٢٣] كانت هذه التّقنية هي الأكثر استخداماً في المنازِل، إلّا أنَّه مع ظهور وتطوُّر الهواتف المحمولة وشركات الاتّصالات فقد قلّ استخدامُها، ولكنّها ما زالت تُستخدَم في المُؤسّسات والمكاتب، ولكن بعض الشّركات أصبحت تلجأ لطُرُق ووسائِل بديلة.[٢٤] خط المُشترك الرقمي تُعدّ تقنية خطّ المُشترك الرّقمي (بالإنجليزيّة: DSL) من الوسائِل السّلكيّة للاتّصال بالإنترنت، ويتمّ توصيل الخدمات الرقميّة فيها عن طريق خطّ الهاتِف، وتُعدّ هذه سيّئة من سيّئات هذه التّقنية، إذ لا يُمكِن الاشتراك فيها إلّا عند امتلاك جهاز هاتِف أرضي.[٢٥] تصل سُرعة تقنيّة خط المُشترك الرّقمي في الأحوال العاديّة (كحالة اشتراكات المنازل) إلى 100 ميغابيت في الثّانية بحدّ أقصى.[٢٦]

Similar Posts