د. محمد الشافعى: مستقبل صناعة الدواجن «واعد» ونلجأ لإجراءات وقائية شديدة لمنع الأمراض

قال الدكتور محمد الشافعى، رئيس «مجموعة مصر العربية للدواجن» وعضو اللجنة التنفيذية لـ«الاتحاد العالمى للدواجن»، إن مستقبل صناعة الدواجن فى مصر واعد، لأنها أرخص سعراً وأقل تكلفة من اللحوم الحمراء ومن الأسماك.
وأوضح «الشافعى» فى حوار لـ«الوطن» أن صناعة الدواجن تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة، ما يعنى إتاحة المزيد من فرص العمل للشباب.. وإلى نص الحوار:
■ حدثنا عن المراحل العمرية للكتكوت حتى وصوله إلى مرحلة الذبح؟
– فى البداية تأتى البيضة من الدجاجة الأم، ثم تدخل معمل التفريخ وتظل فيه لمدة ٢١ يوماً، وبعدها تعطى البيضة حال الفقس كتكوتاً فى عمر يوم، يتم إدخاله إلى مزارع التسمين ويظل بها من ٣٥ إلى ٤٠ يوماً، ليخرج دجاجة فى طور يسمى «بدارى التسمين»، تباع حية لتجار الجملة الذين يبيعونها بدورهم إلى تجار التجزئة ومنهم إلى المستهلك.
■ وما الأعلاف التى يتم الاستعانة بها للتسمين؟
– معظمها حبوب من الذرة، ويفضل الذرة الصفراء، والكُسب وفول الصويا، وهذا الخليط يشكل 90 ٪ من تركيبة العلف، التى تختلف وفقاً لعمر الطائر والنشاط الخاص بالمزرعة، فإذا كان الكتكوت من نوع التسمين تكون التركيبة الخاصة به مختلفة عن غيره.
■ فى تقديرك، ما الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الثروة الداجنة فى مصر؟
– نحن نلجأ إلى احتياطات وقائية شديدة لمنع ظهور المرض فى المزارع، مثل عمليات التطهير للمكان والأفراد معاً، بالإضافة إلى إعطاء برامج تحصينات ضد الأمراض الوبائية فى تواريخ مختلفة، واعتماد وسائل أمان حيوى فى هذه المزارع.
■ وماذا لو ظهرت بعض الأمراض فى المراحل العمرية المختلفة للكتكوت؟
– فى هذه الحالة يتولى المختصون البيطريون حصر المرض فى المكان الذى ظهر فيه ضماناً لعدم انتشاره فى أماكن أخرى، ونقوم بفحص الحالات المصابة أو النافقة من خلال تشخيص العينة التى تعرضت للموت أو المرض، بالتعاون مع المعامل المركزية للرقابة على الدواجن.
■ ومن أين تأتى الأمراض التى تصيب الدواجن؟
– الأمراض المختلفة تكون غالباً من منشأ أجنبى، وهى تأتى إلى مصر عن طريق الخارج فى شحنات الأسمدة وغيرها من بلدان المنشأ، أو من الطيور المهاجرة التى نقلت إلينا فيروس إنفلونزا الطيور.
ولذا فإن هناك احتياطات شديدة فى المناطق أو المنافذ التى يتم من خلالها استيراد الأسمدة والأعلاف، ومنها حلايب وشلاتين وغيرها، وقد اكتشفنا ١٦٢ حالة «إنفلونزا طيور» مات منها ٦٢ حالة بسبب نقص المناعة.
■ يوجد فى مصر الكثير من الشركات العاملة فى مجال الثروة الداجنة، فلماذا نستورد من الخارج؟
– الحقيقة أن استيراد الدواجن المذبوحة يأتى نتيجة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، والكميات المستوردة لا تتعدى من ٥ إلى ١٠٪ من حجم الإنتاج الكلى فى مصر، وهذا الرقم لا يؤثر على الإنتاج المحلى، كما أن الدواجن المستوردة يتم ذبحها بطريقة شرعية ويُكشف عليها بمعرفة الجهات الحكومية المختصة ضماناً لخلوها من الأمراض.
■ وما السبب الرئيسى وراء تفاوت أسعار الدواجن؟
– أى سلعة تخضع للعرض والطلب، فلو كان العرض أكثر من الطلب تكون الأسعار رخيصة، وأساس التكلفة فى الدجاج هو التغذية فى المقام الأول، فالعلف يمثل ٦٠٪ من التكلفة والأعلاف يتم استيرادها من الخارج وهى تخضع للبورصات العالمية، بالإضافة إلى الأجور والكهرباء والتحصينات وغيرها.
■ أخيراً، كيف ترى مستقبل صناعة الدواجن فى مصر؟
– المستقبل واعد لعدة أسباب؛ أولها أنها أرخص من لحوم الأبقار والأسماك، وهى اقتصادية لأن كيلو الدواجن يحتاج من كيلو ونصف الكيلو إلى ٢ كجم علفاً للتسمين، ولكن الجاموس يحتاج ٧ كجم من العلف لإنتاج كيلو واحد من اللحم.
والسبب الثانى هو أن لحوم الدواجن أقل فى نسبة الكوليسترول من نظيرتها الحمراء، وهذه ميزة صحية، بالإضافة إلى أنها أقل استهلاكاً للمياه عن الحيوانات الكبيرة، حيث إنها تستهلك ٢، ٨ لتر لإنتاج الكيلو، ولكن الجاموس يحتاج إلى ١٦ لتراً للكيلو الواحد، مع العلم أن مصر تعانى فقراً مائياً، ما يجعلنا نتوسع فى تربية الدواجن التى لا تحتاج أيضاً إلى مساحات كبيرة، فمن الممكن تربيتها من خلال التوسع الرأسى، خاصة أن الرقعة الزراعية محدودة، فضلاً عن أن أنشطة إنتاج الدواجن تحتاج إلى عدد كبير من الأيدى العاملة، ما يعنى تقليل نسبة البطالة.

Similar Posts