“عصبة السر” .. شهادة على ثورة مصر

تحكي رواية «عصبة السر .. دفتر الموسيقى والثورة» (ميريت) للكاتب أحمد أبو الحسن، عن كاتب لم يستطع الانسجام مع واقعه فانقطع استرساله لأعوام، ثم قرر أن يتعلم العزف على آلة الغيتار ليستعيد خياله الذي ضيّعته كتابة النميمة في الصحف الرخيصة. لكنه يكتشف أنّ تعلم العزف بالطريقة التي يستهدف بها الاسترسال القوي تتطلب تفرغاً وانقطاعاً كاملين عن ماضيه. هكذا يضطر إلى حمل ذاكرته الريفية وأصوات معلميه وهو يدوّن في دفاتر الموسيقى كل ما يطرأ عليه من تغيرات جسدية ونفسية يفرضها تعلم العزف، في حضور عصبة من أصدقاء يمدونه بتمارين تعينه على التعلم وهم: ليل – عازف الغيتار، وشمس – عازف العود، والتنين- عازف الناي. يجتمعون معاً في بيت الكاتب، لا يشغلهم في مناقشاتهم سوى مواضيع الأشخاص العابثين، أو «هؤلاء الأموات الذين يعيشون حولنا ويعتقدون أنهم يعيشون في عالم ممتع يستحق استكمال العيش فيه بالطريقة الانتهازية التي جبلوا عليها».وبعدما تقع ثورة 25 كانون الثاني (يناير) في شكل غير متوقع، تبدأ الرواية في سرد دفتر الثورة. تتغيّر مجريات الرواية وتتفرّق العصبة وتتشتّت جلساتها التي كانت تبحث في أسرار الإلهام والتأليف، ليلقى الكاتب مصيراً تتوالى حوله الأحداث بمتغيراتها التي جرت خلال الأعوام الخمسة الماضية. ومن ثم يلتقي بطل الرواية بشخصية فانتازية «المعلم الأعظم»، «أفضل موسيقيي العصر» ويقــيم معه بعد أن يواجه مشكلات مادية بسبب انقطاعه عن العمل والتفرغ لتعلم العزف. حينها يبدأ «المعلم الأعظم» في تفكيك الرؤى والأحكام التي اكتسبها الكاتب من جلسات عصبته التي ضاعت ويســـتعيد على يد أستاذه واقعه واسترساله الذي ضاع منه في أول الرواية. يشكّل هذا النص شهادة على السنوات السبع المنصرمة، ويتضمن نحو عــشرين قصيدة ألّفها بطل الرواية من إيقاعات مستمدة من مقـــطوعات مـــوسيقية كانت تعزفها العصبة متأثرة بالانتصارات والإحباطات التي طرأت على الواقع المصري.

Similar Posts