كيف تؤثر حواس طفلك على نموه وتطوره

كيف تؤثر حواس طفلك على نموه وتطوره
 
 
 

ما هي الحواس؟
  إن حواس طفلك الخمس: الذوق، واللمس، والشم، والبصر،والسمع، أدوات يستخدمها لفهم البيئة المحيطة به. تمثل كل التجارب التي يختبرها طفلك عبر هذه الحواس مصدراً مستمراً للمعلومات التي يخزّنها في دماغه. وكلما كبر وتطور، يستخدم هذه المعلومات في تشكيل صورة للعالم من حوله.حتى أبسط الأشياء يمكن أن تساعد طفلك على فهم عالمه الصغير. فكري في عدد الحواس التي تعمل عندما ترفعين طفلك لمعانقته. فهو يستطيع أن يرى وجهك ويسمع صوتك. كما يشعر بلمستك ويحسّ بحركتك الرقيقة، ويستطيع أيضاً أن يشم رائحتك. ترسل كل هذه الحواس المعلومات إلى دماغ طفلك وتساعده على التعلّم.
كيف تتطور حواس طفلي؟
تبدأ حواس طفلك بالتطوّر في وقت مبكر جداً من الحمل. يبدأ تكوّن المستقبلات العصبية للمس حول فمه وخديه في الأسبوع الثامن من الحمل تقريباً وسرعان ما تنتشر إلى بقية أنحاء جسمه.تبدأ حليماته الذوقية بالتشكّل في حوالي الأسبوع الثامن من الحمل، والمستقبلات العصبية للمس في الأسبوع العاشر من الحمل. عندما يولد طفلك، يستطيع السمع، والشم، والذوق، وهو حساس جداً للمس. كما يستطيع الرؤية أيضاً، مع أنه لا يرى بوضوح كامل في هذه المرحلة.لا يستوعب طفلك حديث الولادة بعد كل هذه التجارب الحسية الجديدة. لا تعتبر مجموعات الأنسجة العصبية التي تحمل المعلومات من المستقبلات الحسية إلى الدماغ والتي تسمى المسارات أو الروابط العصبية، ناضجة بما يكفي الآن. لتطوير هذه المسارات العصبية، يحتاج طفلك إلى استخدامها قدر الإمكان. وتساعده التجارب التي اختبرها بحواسه في ذلك.كلما اختبر طفلك حواسه أكثر، كلما أصبح دماغه قادراً على خلق هذا الرابط. مع مرور الوقت، سيتشكل فهمه للعالم ويبدأ باستخدام هذه المعلومات لتوجيه الطريقة التي يفكر ويتصرف بها.
ما دور الحواس في تكوين الرابطة الوثيقة؟
منذ لحظة ولادته، سيستخدم طفلك حواسه لمواصلة عملية الارتباط التي بدأت في الرحم. يعرف صوتك وسيحب الإستماع إليك تهدلين وتثرثرين معه.إن حواسه مهيأة للتعرف على رائحتك المميزة، والتي عرفها وهو ما زال في بطنك. أظهرت دراسة أن الحصول على وقت للملامسة المباشرة بينك وبين طفلك لمدة 50 دقيقة على الأقل بعد الولادة مباشرة يساعده في التعرف عليك من خلال رائحتك فقط.كما قد تساعد حاسة اللمس طفلك أيضاً على تكوين الرابطة الوثيقة في هذه الأيام الأولى. يساعد حمل طفلك حديث الولادة، مع الملامسة المباشرة بحيث يرقد على صدرك مباشرة، على تهدئته واستقرار معدل نبضات قلبه.
 
في الواقع، قد تجعلك الملامسة أنت وطفلك تشعران بسعادة أكبر ومزيداً من الاسترخاء. تحفّز هذه اللحظات الودودة والمليئة بالحب إفراز هرمون الأوكسيتوسين. يمكن أن يعزّز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف أيضاً باسم “هرمون الحب”، شعور التقارب المرافق للرابطة الوثيقة.يمكن أن يساهم تدليك الطفل في بناء هذه الصلة بينكما. بالإضافة إلى اللمس، يستخدم التدليك العديد من حواس طفلك. فهو سيرى وجهك، ويسمع صوتك، ويشم رائحتك. ستساعدك جميع هذه التجارب الحسية الجميلة أنت وطفلك على إنشاء علاقة خاصة.
كيف يمكن أن تساعد حواس طفلي في نموه؟
عند الولادة، سيستخدم طفلك حواسه لمساعدته في العثور على الغذاء الذي يحتاجه كي ينمو. بعد دقائق من ولادتهم، يظهر الأطفال تفضيلاً لرائحة حليب أي لبن الأم. في الواقع، يمكن أن يدير مولودك الجديد رأسه ويتحرك نحو صدرك محاولاً إطعام نفسه.إن قدرة طفلك على التذوق أيضاً حساسة جداً. والمثير للدهشة، أن حليماته الذوقية قد تكون منتشرة بشكل أوسع في فمه مقارنة بحليماتك الذوقية أنت! في الأشهر الثلاثة الأولى، يستطيع طفلك التمييز بين المذاقين الحلو والمر، وسيظهر تفضيلاً واضحاً للمذاق الحلو. وهو أمر ليس مستغرباً، فحليب الثدي حلو المذاق بشكل طبيعي.قد يكون لحاسة اللمس أيضاً دور في مساعدة طفلك على النمو، خاصة إذا ولد في وقت مبكر. يميل الأطفالالخدّج أي المولودون قبل الأوان إلى اكتساب الوزن بشكل أسرع، والعودة من المستشفى إلى المنزل في وقت قريب إذا تم تدليكهم وهم في وحدة الرعاية الخاصة.
 
عندما ينتقل طفلك إلى الأطعمة الصلبة، قد يتأثر تفضيله بعض النكهات بما كنت تأكلينه أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية. سيستمر طفلك في استخدام كل حواسه بينما يكتشف مشاهد، وأصواتاً، وملمس ومذاق الأطعمة الجديدة التي يجدها في نظامه الغذائي الأكثر تنوعاً.سيضيف طفلك إلى ما يعرفه بالفعل عن الطعام والشراب الذي تقدمينه له بفحصه عن قرب! قد تبدو دحرجة البازيلاء، وهز كوب العصير، وسحق المعكرونة ووضع شيء في فمه أحياناً وسائل سريعة لخلق حالة من الفوضى، ولكنها تعتبر مهرجاناً حسياً كبيراً بالنسبة لطفلك.
ما دور الحواس في نمو طفلي الجسدي؟
ستلعب جميع حواس طفلك دوراً في استيعابه العالم المادي من حوله.في البداية، يعتبر عالمه خليطاً من الأحاسيس المتداخلة من اللمس، والضوء، والرائحة، والطعم، والصوت. ولكن في غضون أسابيع، عندما تتطور مساراته أو روابطه العصبية، تبدأ الأشياء والناس والأحداث بالتبلور في دماغ طفلك.سيستخدم طفلك حاسة اللمس ليتعرف على شكل وملمس الأشياء. لن تكون أصابعه ويداه كافية لمساعدته على القيام بذلك إلى أن يبلغ سبعة أشهر من العمر، لذا سيستخدم فمه. إن عدد النهايات العصبية في فمه في كل مليمتر مربع تفوق أي جزء آخر في جسمه، لذا يستطيع اكتشاف قدر كبير عبر مص ومضغ لعبة ما. بعبارة أخرى، هذا هو السبب الذي يجعل طفلك يضع كل شيء تقريباً في فمه!عندما تتحسن رؤية طفلك، سيبدأ بتطوير التنسيق بين اليد والعين. بين الاسبوعين السادس والثامن من العمر، سيحرّك رأسه وعيناه لمتابعة الأشياء. في عمر الثلاثة أشهر، سيستطيع النظر إلى شيء يحمله في يديه. عندما يبلغ الشهر الرابع أو الخامس، يكون بصره قد تطور بما يكفي ليفهم مسافة بعد الأشياء عنه، ما يسمح له بالوصول إليها والإمساك بها. تفتح هذه المهارة الجديدة عالماً جديداً من الاستكشاف لطفلك الفضولي!كلما كبر طفلك سيسعى لتجارب حسية جديدة، ما يعزّز تطوره باستمرار. تم تصميم العديد من ألعاب الأطفال لتحفيز عملية التعلم، ولكن الأنشطة اليومية تشبع أيضاً دماغ طفلك النهم للمعرفة. سيساعد إعطاؤه كوباً ليصب فيه ماء الحمام ويغرفه به على تحفيز مهاراته الحركية الدقيقة ومعرفته عن السوائل والجاذبية. سيوفر الذهاب إلى الحديقة، بوجود العديد من الأصوات والمشاهد والروائح والأشياء متنوعة الملمس، الكثير من التحفيز الحسي وتشجيع طفلك على ممارسة مهاراته الحركية الجديدة.
كيف تعزز الحواس مهارات طفلي في التواصل؟
تلعب حواس طفلك دوراً حاسماً في مساعدته على تعلّم التواصل. حتى قبل ولادته، يعرف طفلك نبرة صوتك ويمكنه التعرّف على صوت زوجك وإخوته.بعد الولادة، سيبدأ بصقل مهارة الاستماع لديه من خلال الإلتفات نحو الصوت المألوف. في عمر الثلاثة أشهر، قد ينظر إليك مباشرة عندما يسمع صوتك. حتى أنه قد يبدأ بالقرقرة أو محاولة الرد عليك.لا يقتصر التواصل على الكلام فقط، حتى البصر يلعب دوراً هاماً هنا. في وقت مبكر جداً، يتعلّم طفلك قراءة تعابير وجهك وربطها بنبرة صوتك. في عمر الأربعة أشهر فقط، سيتوقع أن يتطابق صوت الكلام الصادر عن شخص ما مع تعابير وجهه. وقد يبدو في حيرة واضطراب ما لم يحدث ذلك.عندما يكبر طفلك الصغير ويتعلم الكلام، ستساعده التجارب الحسية على بناء مفرداته. يكاد يكون من المستحيل بالنسبة له أن يفهم كلمات مثل ناعم، أو خشن، أو لزج، أو طري من دون أن يجربها بنفسه.
أنا قلقة من عدم تطور حاسة أو أكثر لدى طفلي. ماذا أفعل؟
تؤثر حواس طفلك على كل جوانب حياته اليومية وتطوره. ينمو كل طفل بإيقاعه الخاص، ولكن إذا كانت لديك مخاوف بشأن أي حاسة من حواس طفلك أو قدرته على التعامل مع التحفيز الحسي، فتحدثي إلى طبيبتك.يمكن أن تساعدك طبيبتك أيضاً إذا شعرت بأنك غير قادرة على منح طفلك التجارب الحسية التي يحتاجها. ربما تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. في هذه الحالة، يمكنك الحصول على المساعدة والدعم الذي تحتاجينها.

Similar Posts