ما هو صفار الأطفال

 
 
 
صفار الأطفال يعتبر صفار الأطفال الرضّع أو يرقان الرضّع (بالإنجليزية: Infant jaundice) حالة شائعة؛ حيث يُصيب أكثر من 50% من حديثي الولادة، ويكون أكثر شيوعاً لدى الأطفال الخدّج (بالإنجليزية: Premature babies)، وفي الواقع تظهر الأعراض المميزة للصفار خلال الأسبوع الأول للطفل بعد ولادته، على شكل اصفرار في لون الجلد واصفرار بياض العين؛ حيث يبدأ اللون الأصفر بالانتشار من الرأس إلى الصدر، والبطن، والذراعين، والساقين، ويصاحب المرض أيضاً تغير في لون البراز، فيصبح باهتاً، وتغير لون البول إلى اللون الداكن، ومن الجدير بالذكر أنّه في أغلب الحالات لا يشكّل صفار الأطفال خطراً حقيقيّاً على صحّة الطفل، خاصةً إذا كان سليم البنية ومكتمل النموّ، كما أنّه قد لا يحتاج لتلقي العلاج، ولكن في بعض الحالات النادرة يكون العلاج لازماً لتفادي حدوث مضاعفات صحية خطيرة.[١] Volume 0%   أسباب صفار الأطفال يُعزى حدوث الصفار عند الأطفال الرضّع إلى ارتفاع مستوى المادة الصفراء المعروفة باسم البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في الدم، وهي المادة الناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة، لتحل محلها خلايا جديدة في الجسم، وفي الوضع الطبيعي يخرج البيليروبين من الجسم مع البراز بعد أن يحطمه الكبد، ولكن في كثير من الأحيان تتراكم هذه المادة في أجسام الأطفال الرضّع مسبّبة حالة الصفار، وفيما يلي توضيح أسباب هذه المشكلة.[٢] أسباب شائعة يعتبر حدوث ارتفاع بسيط في مستويات البيليروبين عند حديثي الولادة أمراً طبيعيّاً، وذلك لأنّ مهمة التخلص من البيليروبين خلال فترة الحمل كانت من مسؤولية المشيمة، بينما أصبحت بعد الولادة مهمة الكبد، وفي حال لم يكن نموّ وتطوّر الكبد قد اكتمل بعد، فإنّه يحتاج لبعض الوقت ليؤدي مهماته بالكفاءة المطلوبة،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ جسم الطفل قبل الولادة كان يحمل نوعاً مختلفاً من الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)؛ حيث يباشر الجسم في استبداله بالنوع الجديد فور خروجه من أحشاء والدته، وفي الحقيقة تنتج هناك كميات كبيرة من البيليروبين، تفوق قدرة الكبد على تنقية الدم والتخلص من البيليروبين.[١] Volume 0%   يُعرف نوع الصفار الذي يظهر بشكلٍ طبيعي عند معظم حديثي الولادة خلال 2-4 أيام من الولادة باليرقان الفسيولوجي (بالإنجليزية: Physiological jaundice)، وعادةً يختفي من تلقاء نفسه خلال أسبوعين دون التسبب بأيّة مشاكل للطفل، وفي الواقع هناك أنواع من اليرقان ترتبط بالرضاعة الطبيعية؛ حيث قد يكون السبب عدم حصول الطفل على التغذية المطلوبة أو خروج الحليب ببطء من ثدي الأم، ويظهر هذا النوع خلال الأسبوع الأول من الولادة، ويُعرف بيرقان الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزية: Breastfeeding jaundice)، كما قد يكون السبب وجود مواد في الحليب تؤثر في كيفية تحطيم البيليروبين في الكبد، ويظهر هذا النوع بعد الأسبوع الأول من الولادة، ويتزايد ليصل لأعلى مستوياته في الأسبوع الثاني والثالث، كما قد يستمر بدرجة بسيطة لأكثر من شهر، ولكنّه غير مؤذٍ للطفل في الغالب، ويُعرف هذا النوع بيرقان حليب الأم (بالإنجليزية: Breast milk jaundice).[٢] أسباب أخرى تحدث أنواع أكثر خطورة من الصفار بسبب ازدياد أعداد خلايا الدم الحمراء، التي تحتاج إلى التحلل والاستبدال، أو نتيجة وجود حالة مرضية تمنع الجسم من التخلص من البيليروبين، وفيما يلي أهمّ الأسباب المؤدية لهذه الأنواع:[٢] الشكل غير الطبيعي لخلايا الدم كما في فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cell anemia). عدم توافق نوع الدم بين الأم والطفل. الإصابة بورم دموي رأسي (بالإنجليزية: Cephalohematoma)، الذي يحدث بسبب الولادة الصعبة. ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء، خاصةً لدى الأطفال ذوي الأحجام الصغير بالنسبة لعمر الحمل، والتوائم. الإصابة بالعدوى أو وجود حالة تعفّن الدم (بالإنجليزية: Sepsis) في الجسم. نقص في بعض الإنزيمات المهمة. تناول بعض أنواع الأدوية. الإصابة بالعدوى منذ الولادة مثل؛ الحصبة الألمانيّة، والزُهري. المعاناة من بعض الأمراض التي تؤثر في الكبد أو الجهاز الصفراوي مثل؛ التليف الكيسي، أو التهاب الكبد. انخفاض مستوى الأكسجين. الإصابة بالعديد من الاضطرابات الوراثية والجينية. تشخيص صفار الأطفال يصل البيليروبين إلى أعلى درجاته خلال 3-7 أيام من الولادة، لذلك يعود الطفل مع والديه إلى المستشفى لإعادة فحصه والاطمئنان عليه بعد بضعة أيّام من ولادته، وفي الحقيقة من واجب الأهل الانتباه لعلامات الصفار عند الطفل منذ البداية، مع إمكانية الاستعانة بالضغط اللطيف على جلد الطفل لملاحظة أي اصفرار للجلد، حينها يستطيع الطبيب تشخيص المرض بسهولة بملاحظة لون جلد الطفل، ولكن يجب إجراء اختبار لمستوى البيليروبين لمعرفة حدة المرض، ويتم ذلك بعمل فحص للجلد أو للدم، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفحوصات التي تجرى بهدف معرفة السبب الكامن وراء حدوث الصفار ومنها؛ فحص العد الدموي الشامل (بالإنجليزية: Complete blood count)، وفحص زمرة الدم، وفحص العامل الرايزيسي (بالإنجليزية: Rhesus factor)، ومن الضروري مراجعة الطبيب في حال لاحظ الأهل تطوّر المرض عند الطفل من خلال ازدياد حدته، أو انتشاره، أو ظهور أعراض أخرى مثل؛ ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 ْس، وضعف التغذية، والكسل، والبكاء بصوت مرتفع.[٣] علاج صفار الأطفال في الحقيقة إنّ معظم حالات الصفار عند الأطفال تكون بسيطة، وتختفي خلال أسبوعين من ولادة الطفل دون الحاجة لأي علاج، وذلك لأنّ الجسم يصبح قادراً على التخلص من البيليروبين بنفسه، ولكن في حال كان مستوى البيليروبين مرتفع جداً، أو كان سريع الارتفاع، فيجب إعطاء الطفل العلاج اللازم؛ بحيث يجب تزويد الطفل بكميّات إضافيّة من السوائل، بالإضافة إلى إرضاعه عدة مرات تصل إلى اثني عشرة مرة يومياً، وذلك بهدف تحفيز حركة الأمعاء، مما يساعد على خروج البيليروبين من الجسم مع البراز، وفي بعض الأحيان قد يطلب الطبيب التوقف المؤقت عن الرضاعة الطبيعية للطفل لحين تعافيه من الصفار، وفي حالات نادرة قد يحتاج الطفل إلى المزيد من السوائل عبر الوريد لعلاج الصفار.[٢][٤] أمّا في الحالات الشديدة، التي قد تستدعي دخول الطفل للمستشفى، فيمكن أن يتضمن العلاج ما يلي:[١][٣] العلاج بالضوء: (بالإنجليزية: Phototherapy) يعتبر هذا النوع من العلاجات فعال وشائع، ويتمثل بوضع الطفل في سرير خاصّ، وتغطية عينيه بنظارات واقية، ثم تسليط موجات ضوئية ضمن الطيف الأزرق عليه، ومن الضروري ارتداء الطفل الحفاض فقط، وذلك لضمان بقاء جسمه مكشوفاً للضوء، كما يمكن وضع غطاء من الألياف الضوئية تحت جسم الطفل. تبديل الدم: (بالإنجليزية: Exchange transfusion) في حال لم يتماثل الطفل للشفاء بعد علاجه بالضوء الأزرق، يتم إدخال الطفل لوحدة العناية المركزة الخاصة بحديثي الولادة، لسحب الدم من جسم الطفل واستبداله بدم من متبرع بشكلٍ متكرر، وفي الحقيقة تقلل هذه الطريقة من مستويات البيليروبين في دم الطفل المصاب، وتعوّض التالف من خلايا الدم الحمراء. الغلوبولين المناعي الوريدي: (بالإنجليزية: Intravenous immunoglobulin) في حال وجود عدم توافق في زمرة الدم أو العامل الرايزيسي بين الأم والطفل، يمكن نقل بروتين معين يُسمّى الغلوبولين المناعي إلى الطفل عن طريق الوريد، حيث يقلل هذ البروتين من الأجسام المضادة القادمة من دم الأم، والتي تهاجم خلايا الدم الحمراء في دم الطفل. الوقاية من صفار الأطفال يصعُب منع حدوث الصفار لدى الأطفال، ولكن يمكن الوقاية من تفاقم حالة المرض للطفل، من خلال ضمان حصوله على التغذية الكافية وتجنّب إصابته بالجفاف، وذلك عن طريق إرضاعه من 8-12 مرة يومياً من الثدي، أو في حال إرضاعه من الحليب الصناعي يجب إعطائه 2-4 ملاعق كبيرة من الحليب كل ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، مع ضرورة الانتباه إلى أنّ الأطفال الخدّج يرضعون كمية أقل.[٣] مضاعفات صفار الأطفال إنّ عدم علاج الصفار قد يسبب المضاعفات الآتية:[١] اعتلال دماغي حادّ بالبيليروبين: (بالإنجليزية: Acute bilirubin encephalopathy) يؤدي تراكم البيليروبين في الدماغ لحدوث هذه المشكلة، ومن أعراضها معاناة الطفل من الحمى، والخمول، والبكاء بصوت مرتفع، والتغذية السيئة، وانحناء الجسم أو الرقبة. اليرقان النووي: (بالإنجليزية: Nuclear jaundice) تحدث متلازمة اليرقان النووي المميتة في حال تسبب الاعتلال الدماغي بالبيليروبين في حدوث تلف دائم في الدماغ. مضاعفات نادرة: من المضاعفات نادرة الحدوث؛ فقدان السمع، والشلل الدماغي (بالإنجليزية: Cerebral palsy

Similar Posts