معلوماتية صحية

الطب المعلوماتي أو المعلوماتية الطبية medical informatics هو حقل جديد من المعرفة يُعنى بالمهام الاستعرافية cognitive ومعالجة المعلومات والاتصالات المتعلقة بممارسة الطب وتعليمه وبحوثه. والطب المعلوماتي هو مجال يتعلق بعدة اختصاصات interdisciplinary في صميمه، ينهل من الطب وعلم الحاسوب والذكاء الصنعي artificial intelligence وعلم المعلومات وعلم النفس الاستعرافي وغيرها. لم يتلقّ الباحثون الرواد تدريباً في الطب المعلوماتي تحديداً، وهذا هو شأن كل المجالات العابرة للاختصاصات في مستهلها، ولكن مع مرور الزمن نشأت رابطات متخصصة (مثل الرابطة الدولية للمعلوماتية الطبية) وظهرت مجلات وأُسست أقسام الطب المعلوماتي وأُلِّف كتاب مدرسي textbook وأصبح من الممكن الحصول على مؤهل علمي عالٍ في الطب المعلوماتي من جامعات متعددة.عندما أصبحت الحواسيب الرقمية متوافرة في الخمسينيات، بدأت الممارسة الطبية بأتمتةِ النشاطات غير السريرية (مثل إصدار الفواتير) وتبديل الجداول الورقية بالحواسيب وبرمجياتها، وحتى بأتمتة نشاطات الأطباء الاستعرافية cognitive (التشخيص الحاسوبي مثلاً). وقد أُثير الأطباء بهذا المنظور، أي بأن الحواسيب تستطيع مواجهة المشكلات الناجمة عن النمو الأُسّي exponential للمعلومات الطبية بأن تخدم كأدمغة مساعدة.يستمد مجال الطب المعلوماتي جذوره من المحاولات الباكرة هذه، وما زال يتعقب مشكلات البحوث الأصيلة إضافةً إلى تفحُّص شتى المواضيع ذات العلاقة بالمعلومات والطب والتي تتكاثر باستمرار.إن الفقر المعلوماتي من المشكلات الرئيسة التي تواجه محترفي الرعاية الصحية في العالم الثالث، وتعلق بصورة خاصة على الطب المعلوماتي آمال واعدة لحل هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال، يستفيد الأطباء في بعض مشافي الأردن والسعودية من خبرة زملائهم في مستشفى ماساتشوستس العام ومستشفى مايو الجامعي، على الترتيب، عن طريق وسائل الاتصال المباشر التي توفر تكلفة سفر المرضى إلى الخارج.وفي حين أن هذا التطبيق الأخير مكلفٌ نوعاً ما، هناك تطبيقات أخرى أقل تكلفةً. تزود المكتبات المسجَّلة على (أقراص مدمجة) CD-ROM البلدانَ النامية بأحدث التطورات الطبية تعفيها من الكلفة أو التأخير الناجمين عن شحن أطنان من الورق. يقوم الأطباء في دول إفريقيّة عديدة بالبحث في Medline، ويسألون أسئلةً تجيب عنها المراكز الطبية الرائدة في العالم، ويستشيرون زملاءهم الأطباء في كافة أنحاء العالم بوساطة البريد الإلكتروني. ويتم ذلك من خلال محطة أرضية تتصل بقمر صنعي منخفض الارتفاع تملكه منظمة SatelLife عديمة الربح تستعمل تقانات technologies الاتصالات لمساعدة الأطباء في الدول النامية. لقد استطاعت زامبيا، عن طريق توظيف أقل من 15000دولار، أن تقتني الحواسيب والبرمجيات اللازمة من أجل هذا المشروع، وأن تدرب فريقاً من الموظفين. وقد رُبِطَت المحطة المركزية نفسُها، باستعمال أسلاك الاتصالات المحلية، بوزارة الصحة و20مستشفى في المحافظات لتخدم البلد بأكمله، ويكرر تجربةَ زامبيا اليوم 16بلداً إفريقياً

Similar Posts