16 % من أطفال الصرع يعانون التأخر الدراسى

أظهرت دراسة مصرية حديثة أن 16% من الأطفال المصابين بالصرع فى مصر يعانون من تأخر التحصيل العلمى والدراسى، بالمقارنة بأقرانهم من العمر نفسه، موصية بالاهتمام بصحة الطفل عن طريق التغذية السليمة، وتدريبه على النشاط الفكرى، مع عمل رسم مخ، واختبارات الذكاء للأطفال عند دخول المدرسة..
وكشفت الدراسة عن أن هؤلاء الاطفال يصابون بما بين 40 إلى 50 نوبة من السرحان يوميا، وقد تستمر الواحدة من 3 الى 5 ثوان، نتيجة وجود بؤر صرعية بالمخ، بصورة تؤثر على قدرتهم فى الانتباه، والتحصيل الدراسى.

وأظهرت الدراسة -التى أجريت بقسم الأعصاب بطب الأزهر- أن 25% من هؤلاء الاطفال عرضة لنوبات من التشنجات العصبية أثناء النوم، فى حين أن 35% من الاطفال محل الدراسة لديهم تاريخ عائلى لهذه التشنجات.

ويقول د.مجدى دهب أستاذ الأعصاب بطب الازهر، المشرف على الدراسة، إن هذه النتائج تم التوصل لها من خلال بحث الوظائف المعرفية والاكلينيكية وتغيرات رسم المخ بهؤلاء الاطفال، وتم مناقشتها ضمن أبحاث المؤتمر الدولى الاخير للاعصاب الذى عقد بمدينة فيينا، حيث ناقش المؤتمرالتقسيم الجديد للتشنجات والصرع والتدخل الجراحى للحالات التى تستعصى على العلاجات الحديثة المثبطة للتشنجات. وأرجعت الدراسة أسباب زيادة الصرع بالاطفال فى مصر لأسباب عدة منها زيادة زواج الاقارب والتلوث البيئى كتلوث الهواء وعوادم السيارات، وتلوث الغذاء والإهمال الطبى للاطفال، خاصة فى حالات ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب إصابات الرأس الشديدة المسببة لارتجاج المخ.

وأضاف أن الفريق البحثى اكتشف ان 10% من الاطفال المرضى تعرضوا الى تشنجات ورعشات ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم فى بداية حياتهم وخاصة في السنوات الخمس الاولى من عمرهم، نتيجة حالات انفلونزا الدماغ والالتهاب الفيروسى السحاقى، والتهاب اللوزتين، الأمر الذى يتطلب معه تركيز الانتباه على معالجة هذه التشنجات عند بداية ظهورها حتى لا تتطور لتصبح تشنجات بؤرية صرعية مزمنة فى المستقبل. وأظهرت الدراسة أيضا أن 16% فقط من الاطفال المصابين بالرعشات والتشنجات الحرارية لديهم بؤر صرعية، وهم الذين سيعانون من الصرع عند بلوغهم سن المراهقة، بينما 80% من هؤلاء الاطفال تنتهى معاناتهم من التشنجات الحرارية عند بلوغهم الخامسة من العمر. وأشار د.دهب لأهمية تشخيص حالات الصرع والتشنجات من خلال مقابلة شهود عيان للحالة كالام او الاب او مدرس الفصل، ثم عمل تخطيط كهربائية الدماغ، الذى يكشف وجود عدم انتظام موجات المخ الطبيعية، أو بؤرة صرعية نشطة، التى قد تكون سببا فى سرحان الطفل اثناء التحصيل الدراسى. واوصت الدراسة بالاهتمام بصحة الطفل عن طريق التغذية السليمة وتدريب المخ على النشاط الفكرى، واللجوء للطبيب عند ارتفاع درجات حرارة الطفل، مع ضرورة عمل رسم مخ واختبارات الذكاء لكل الاطفال عند دخول المدرسة لاكتشاف التغيرات فى كهربائية الدماغ، التى قد تساعد فى تفسير سرحان الاطفال، وفى حالات حصول الاطفال على درجة متدنية فى اختبارات الذكاء قد يفسر ذلك صعوبة التحصيل الدراسى.

Similar Posts